بانكسي.. جرافيتي الرسائل السياسية على جدران باريس
فنان الجرافيتي الأشهر بانكسي يرسل رسائله السياسية إلى حكومة فرنسا عن طريق لوحاته على جدران باريس، منتقدا تعاملها مع ملف اللاجئين.
يبدو أن بانكسي، فنان الجرافيتي الأشهر، قد عاد لإرسال رسائله السياسية والاجتماعية من خلال أعماله الفنية التي يتركها خلفه بلا توقيع، ومسرحه هذه المرة هو شوارع باريس وجدرانها.
بانكسي، مجهول الهوية، والمعروف بدعمه لقضايا اللاجئين، وجه عدة رسائل تنتقد تعامل الحكومة الفرنسية مع ملف اللاجئين وارتفاع نشاط اليمين المتطرف، بالإضافة إلى أعمال تدين الإرهاب والرأسمالية وتزايد الفجوة بين طبقات المجتمع عن طريق 9 لوحات استيقظ سكان باريس، صباح الخميس، ليجدوها على حوائط العاصمة.
عثر على واحد من أعمال بانكسي في أحد شوارع باريس خلف قاعة ”لو باتكلا“ للحفلات، التي شهدت حادث إطلاق نار راح ضحيته 89 شخصاً عام 2015، وتظهر فيها فتاة تبدو على أنها في فترة حداد.
وتحاكي جدارية أخرى لوحة تعود للقرن التاسع عشر للفنان جاك لويس ديفيد، ويظهر في رسم بانكسي الإمبراطور الفرنسي نابليون مرتدياً غطاء أحمر يغطي الوجه والرأس، في إشارة واضحة إلى حظر غطاء الوجه -وبالأخص النقاب- الذي فرضته فرنسا على المسلمات عام 2010.
عمل آخر قرب جامعة السوربون الشهيرة يعتقد أنه تحية تقدير لانتفاضة طلاب عام 1968 التي صدمت فرنسا آنذاك. ويقرأ عمل كهذا كإشارة إلى تراجع النفس الثوري في فرنسا وتراجع سقف الحريات فيها حسب مقال نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وفي جدارية أخرى انتقد بانكسي بوضوح سياسة فرنسا في ملف اللاجئين، حيث رسم لوحة تظهر فيها فتاة ذات ملامح أفريقية تقف فوق كومة من البطانيات ودمية دب، بينما تحاول بطريقتها إزالة علامة الصليب المعقوف، الذي اعتمد يوماً ما شعاراً للحزب النازي المتطرف. وعثر عليها بعد أيام قليلة من اليوم العالمي للاجئين بالقرب من مركز لإيواء اللاجئين أغلق شهر مارس/آذار الماضي.
يأتي ذلك في ظل تزايد اللاجئين على طرفي نهر السين، حيث باتت الخيام على ضفتيه مأواهم الوحيد.
وفي إشارة واضحة إلى توحش الرأسمالية والشركات المسيطرة على الاقتصاد العالمي، رسم بانكسي على أحد جدران جامعة السوربون رجلاً يقدم عظمة لكلب كان قد قطع ساقه قبل ذلك مرتدياً بدلته الرسمية.
بالإضافة إلى 3 جداريات أخرى في كل من مركز بومبيدو و مونتمارتر وبرج إيفل لفئران صغيرة، تمثل حسب النقاد الفنيين الطبقة المتوسطة من العمال.
يذكر ألا دليل رسمي يؤكد أن بانكسي وراء هذه الأعمال، حيث اكتفى الفنان بنشر صور لهذه الأعمال على حسابه الموثق على موقع الأنستقرام. كما يجري العمل حالياً على إزالة هذه الرسوم الفنية باعتبارها عملاً تخريبياً، إلا أن جمهوره من المعجبين بأعماله يحاولون حمايتها.
aXA6IDUyLjE1LjY4Ljk3IA==
جزيرة ام اند امز