صحيفة أمريكية: هجوم برشلونة يعكس عجز الاستراتيجية الأمنية
منذ تفجيرات عام 2004 التي وقعت في محطة قطارات مدريد شددت إسبانيا قوانين مكافحة الإرهاب، لكن رغم ذلك ضرب الإرهاب قلب برشلونة.
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن إسبانيا اتجهت إلى تشديد استراتيجيتها لمكافحة الإرهاب في أعقاب الاعتداءات التي شهدتها مدريد عام 2004 عند استهداف محطة القطارات بتفجيرات أسفرت عن مقتل العشرات، لكن الاحداث التي ضربت قلب برشلونة، مساء الخميس، عكست مدى القصور في تلك الجهود الأمنية.
- إحدى مدن هجمات إسبانيا شهدت التخطيط لـ"11 سبتمبر"
- كاميرا "بوابة العين" في تأبين ضحايا الهجوم الإرهابي ببرشلونة
وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات الإسبانية رفعت حالة التأهب الأمني إلى المستوى الثاني، منذ عامين، وأجرت تعديلًا بقانون مكافحة الإرهاب كي يتضمن عقوبات أشد للمتورطين بالأعمال الإرهابية بأي شكل من الأشكال.
وأوضحت أن ذلك تبلور في تشديد الإجراءات الأمنية بشكل عام، والمناطق السياحية بشكل خاص، فضلًا عن فحص حقائب المسافرين بمحطات القطارات، فيما أصبحت إجراءات التفتيش في المطارات أكثر صرامة. وقالت إنه على الرغم من الحوادث التي شهدتها أوروبا العام الماضي وتضمنت حوادث دهس، لم تكن هناك حواجز موضوعة في شارع لاس رامبلاس تمنع مرور منفذ الهجوم الذي أسفر عن مقتل 14 شخصًا وإصابة العشرات.
في أعقاب الهجوم الذي وقع عام 2004، الذي قتلت فيه خلية مرتبطة بتنظيم القاعدة 191 شخصًا في محطة قطارات مدريد، تعرضت السلطات الإسبانية للنقد لعدم قيامها بالإجراءات اللازمة مع وجود إشارات على هجوم إرهابي محتمل، ومنذ هذا الوقت تتبنى الدولة استراتيجية لوقف النشاط الإرهابي في مراحله الأولى.
وقالت كارولا غارسيا كالفو، المحلل بمعهد ألكانو الملكي الإسباني، إن "قوات الأمن تقوم بعمل جيد للغاية، لكن استراتيجية تنظيم داعش في ضرب الأهداف غير الحصينة تجعل الأمور أكثر صعوبة".
قانون مكافحة الإرهاب الأكثر صرامة كان يستهدف أولًا حركة إيتا الانفصالية التي قتلت أكثر من 800 شخص في جزيرة مايوركا عام 2009، لكن السلطات بعد ذلك حولت القانون لمحاربة الإرهاب.
على مدى السنوات القليلة الماضية، أجرى الأمن الإسباني عمليات دورية ضد المتطرفين المشتبه فيهم، وكان معظمهم على صلة بتنظيم داعش الذي يتركز نشاطه في إسبانيا على تجنيد الشباب للقتال في سوريا والعراق.
طبقًا لتقرير صادر عن معهد إلكانو في ديسمبر 2016، احتجزت السلطات 130 شخصًا يشتبه في قيامهم بأنشطة إرهابية مرتبطة بتنظيم داعش في الفترة بين يونيو 2013 وأغسطس 2016، 43% من المحتجزين كانوا مواطنين إسبان و41% مغاربة، ونصفهم كانوا من المهاجرين و40% كانوا من الجيل الثاني من أصحاب الأصول المغربية.
وقال خبراء إن السياسة الخارجية الإسبانية حمتها من الهجمات؛ فمنذ تفجيرات محطة القطارات عام 2004 يتردد الساسة في دعم عمليات الولايات المتحدة ومنظمة حلف شمال الأطلسي في دول مثل ليبيا ومالي.
وأوضحت غارسيا كالفو ان تنظيم داعش يريد إثبات قدرته في تحقيق أقصى ضرر ممكن بالدول الغربية من خلال تنفيذه عمليات معقدة لا يمكن كشفها.
كما تبنت إسبانيا نهجًا صارمًا تجاه المنشورات التي تتم مشاركتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتتضمن تحريضًا على الإرهاب، من خلال القيام بعدة اعتقالات، وهي استراتيجية أثارت انتقادات مؤيدي حرية التعبير، وقد تمت محاكمة العشرات بموجب القانون خلال السنوات الأخيرة.
aXA6IDMuMjEuNDYuNjgg جزيرة ام اند امز