من ميسي لدي يونج.. كيف تحول برشلونة لمصدر أزمات نجومه؟

وتسببت محاولات إدارة برشلونة الحالية بقيادة خوان لابورتا، لانتشال النادي من أزمته المالية، وقبلها إدارة جوسيب ماريا بارتوميو، التي اتُهمت بالتسبب في المشاكل الحالية، في أزمات للاعبي الفريق أنفسهم الذي تمت التضحية بهم أحياناً أو اتهامهم بأمور لا يبدو أنها كانت صحيحة في أحيان أخرى.

الغريب أن أهم نجوم برشلونة وعلى رأسهم ليونيل ميسي، أفضل هداف في تاريخ النادي واللاعب الحالي لباريس سان جيرمان الفرنسي كان ضمن الضحايا لتلك المشاكل.

بل الأغرب من هذا أن مشاكل إدارة برشلونة مع نجومها لم تستهدف إلا نجوم الصف الأول من أمثال ميسي ولويس سواريز في عهد بارتوميو، وصولاً لفرينكي دي يونج وداني ألفيس في عصر لابورتا.

ساءت العلاقة بين برشلونة وليونيل ميسي في أعقاب رحيل الأخير عن النادي في أغسطس/آب من العام الماضي، بعدما خرج لابورتا ليؤكد أن الأسطورة الأرجنتيني رفض اللعب بشكل مجاني للعملاق الكتالوني وهو ما تسبب في غضب اللاعب.

وخلال كلمة ألقاها ليو في مؤتمر صحفي عقده بعد أيام من قرار رحيله عن النادي، علق على الأنباء التي أشارت إلى أنه رفض تخفيض أكثر من 50% من راتبه من أجل البقاء مع النادي الكتالوني، مؤكدا أن تلك الأنباء كاذبة.

بعدها عاد ميسي أكثر من مرة لمدينة برشلونة ليتجاهل الانتقال لمقر النادي، وعندما تحدث رئيس النادي عن رغبته في عودة ليو، رد معسكر البرغوث بأن كل تلك الأنباء كاذبة ولا يوجد حديث فعلي في هذا الأمر.

قبل الإدارة الحالية كان ميسي كذلك دائم توجيه النقد لإدارة بارتوميو، التي أدخلت النادي في نفق مظلم من المشاكل الفنية والمالية، لا يزال البارسا يعاني منها حتى الآن.

انتقد ميسي ما وصفه بالفوضى الإدارية في كامب نو، ودلل على ذلك بكثرة تغيير المدربين، وعند رحيل زميله وصديقه الشخصي لويس سواريز عن الفريق، أكد أنه لم يعد يندهش مما تفعله إدارة النادي بعدما فرطت في ثالث أفضل هدافي برشلونة عبر التاريخ بإجباره على الرحيل.

أما لويس سواريز نفسه، فأكد أنه لم يتوقع المعاملة السيئة التي قابلها من إدارة برشلونة في عام 2020 وتسببت في رحيله عن النادي.

المهاجم الأوروجواياني يعد ثالث أفضل هداف في تاريخ برشلونة برصيد 198 هدفاً، والمتوج مع الفريق بأربع بطولات للدوري ولقب لدوري أبطال أوروبا.

يقول سواريز في تصريحات نقلتها هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن رحيله عن برشلونة قبل عامين: "كانت أياما صعبة مررت بها، بكيت فيها بسبب ما تعرضت له، فقد تأثرت كثيرا بالطريقة التي عاملوني بها، فالواحد منا ينبغي أن يتقبل الأمر عندما تأتي النهاية".

وأضاف سواريز: "كثيرون لا يعرفون ما حدث، ولكن أسوأ ما في ذلك أن تذهب للتدريب فيرسلونك إلى مجموعة أخرى من اللاعبين غير مجموعتك، لأنك ممنوع من المشاركة في الحصص التدريبية".

الطريقة المهينة للتعامل مع سواريز في برشلونة لا يمكن اتباعها مع لاعب من أهم أساطير النادي، حتى لو كان قد تراجع مستواه قليلاً، خاصة أن برشلونة بقي لعامين بدون بديل على نفس المستوى للأوروجواياني حتى جاء روبرت ليفاندوفسكي.

حاول نادي برشلونة الضغط بأكثر من طريقة على الهولندي فرينكي دي يونج لاعب الفريق للرحيل عن النادي.

برشلونة كان قد أبرم اتفاقاً مع الدولي الهولندي على تخفيض راتبه في الموسمين الماضيين من 2020 إلى 2022 بسبب جائحة كورونا وتأثيراتها السلبية اقتصادياً، على أن يحصل على مقابل 18 مليون يورو في المواسم الأربعة المقبلة.

ولكن لأن هذا الاتفاق حدث في عهد بارتوميو يريد لابورتا التنصل منه، والضغط على اللاعب بالرحيل، في خطة يشارك بها المدرب تشافي هيرنانديز بإجلاسه بديلاً في أخر مباراتين للفريق.

ورغم توصل برشلونة لاتفاقات سابقة مع أندية تشيلسي ومانشستر يونايتد لبيع دي يونج، لكن اللاعب أصر على الاستمرار في البارسا، رغم أن هناك إهانات جماهيرية يتعرض لها لعدم رضوخه لأماني الإدارة.

ما يقوم به برشلونة مع دي يونج قوبل بالنقد والرفض من نجوم كبار عالمياً على رأسهم جاري لينيكر هداف كأس العالم 1986.

روناد واتريوس حارس مرمى منتخب هولندا السابق اتهم إدارة برشلونة بأنها تحاول ابتزاز دي يونج، قائلا "يدمرون فرصه للعب في كأس العالم، ويحاولون مضايقته، لذا عليه القبول بالانتقال لمانشستر يونايتد كي لا يتأثر مستقبله"، وذلك قبل إغلاق باب الانتقالات الصيفية.

البرازيلي داني ألفيس نجم برشلونة السابق والذي عاد للبارسا في فترة قصيرة في النصف الثاني من الموسم الماضي، لم يتوان هو الآخر عن توجيه سهام النقد لإدارة كامب نو.

إدارة البارسا قررت عدم التجديد لألفيس بعد نهاية عقده الموسم الماضي، لكن ما لم يرق للبرازيلي هو طريقة التعامل معه التي لا تليق بأحد أهم النجوم في تاريخ النادي والذي حاز على عديد البطولات مع الفريق في الفترة الأولى ما بين 2008 و2016.

يقول اللاعب الأكثر تتويجاً بالبطولات في تاريخ كرة القدم لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية: "برشلونة ارتكب عدة أخطاء في السنوات الأخيرة، لم يعد مهتماً بمن صنعوا تاريخه، العقلية الحالية متناقضة لما كنا عليه قبل سنوات، البيئة الخارجية في برشلونة تؤثر على النادي سلبياً".