كيف أطفأ كورونا لهيب أزمات برشلونة؟
يعيش نادي برشلونة الإسباني أزمات قوية على عدة أصعدة في الوقت الحالي، أبرزها تداعيات تفشي جائحة كورونا.
وللمفارقة، فإن جائحة كورونا التي كانت سببا لعدة أزمات في البيت الكتالوني، كان لها دورا أيضا في تهدئة حدة الأزمات قليلا، بعدما تسببت في منع الجماهير من حضور المباريات داخل الملاعب.
أزمات قوية
على الجانب الرياضي، تسببت الخسارة الثقيلة (2-8) أمام بايرن ميونيخ في أغسطس/ آب الماضي، في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، في زلزال داخل الفريق الكتالوني، أسفر عن رحيل عدد من اللاعبين، وإقالة المدرب السابق كيكي سيتين.
وبعد الهزيمة طالب الأرجنتيني ليونيل ميسي، قائد برشلونة ونجمه الأول، بتفعيل بند في عقده يتيح له المغادرة مجانا بنهاية الموسم المنصرم، قبل أن يستسلم أمام رفض إدارة البارسا، حتى لا يضطر للوقوف أمام النادي الكتالوني في ساحات القضاء.
وفيما يتعلق بالنواحي المالية، فإن برشلونة يعاني من أزمة عنيفة بسبب انخفاض مداخيل النادي بفعل الجائحة، وهو ما دفعه لمحاولة تخفيض نفقاته، وعلى رأسها الرواتب المرتفعة للاعبين.
غياب وقود الأزمات
بإمكان برشلونة اعتبار نفسه محظوظا بأنه يمر بكل تلك الأزمات في غياب المشجعين عن مدرجات ملعب "كامب نو"، حيث أن وجود الجماهير في ظل معاناة الفريق من تذبذب النتائج كان من الممكن أن يؤدي إلى زيادة المشاكل، خاصة أن البارسا بات يظهر بشكل لم تعهده الجماهير منذ سنوات طويلة.
وبعد الخسارة الثقيلة من بايرن، وضع المشجعون الغاضبون لافتات على جدران مقر تدريبات البارسا وصفوا فيها اللاعبين بالمرتزقة وطالبوهم بالرحيل، ما يعني أن وجود هؤلاء الجماهير الغاضبة في "كامب نو" بأعداد كبيرة تصل إلى 90 ألف مشجع، كان سيؤدي لمزيد من الضغط على الفريق.
يجدر الإشارة إلى أن الجماهير لامت الجميع على الخسارة من البافاري، واعتبروا أن الإدارة واللاعبين جلبوا العار للنادي الذي يمتد تاريخه لـ121 عاما.
ميسي كان أول من تحرك بشكل عملي لاحتواء غضب المشجعين عن حال الفريق، واعتذر لهم في نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي عن الأزمة التي تسبب فيها بعدما طالب بالرحيل، وبرر طلبه وخلافه مع إدارة النادي، وقال إن "الوقت قد حان ليتحد الجميع، من أجل مصلحة النادي".
وقال ميسي حينها: "أتحمل المسؤولية عن أخطائي، كنت أفكر فقط في تقوية برشلونة، رسالتي إلى جميع مشجعي النادي، إذا أزعجهم ما قلته أو فعلته، فقد كنت أفكر في الأفضل للنادي، على الجميع ألا يفهم ما قمت به بشكل خاطئ".
بقاء الأسطورة
إدارة برشلونة بقيادة الرئيس السابق جوسيب ماريا بارتوميو، تمسكت ببقاء ميسي حتى نهاية عقده، وعدم السماح برحيله إلا بدفع قيمة الشرط الجزائي (700 مليون يورو).
ورغم أن برشلونة بدا مصمما على دفع هذا المبلغ التعجيزي، إلا أن تقارير صحفية ذكرت في خضم الأزمة خلال أغسطس الماضي، أن البارسا قد يدخل في مفاوضات مع الراغبين في ضم ليو، إذا تلقى عرضا يتخطى مبلغ 222 مليون يورو، قيمة رحيل نيمار دا سيلفا إلى باريس سان جيرمان في صيف 2017.
وفي ظل معاناة أندية أوروبا من أزمات اقتصادية بسبب جائحة كورونا، كما هو الحال مع برشلونة، لم يتمكن أي ناد من تقديم مبالغ مالية كبيرة لإقناع البارسا بالتخلي عن خدمات نجمه الأرجنتيني، الذي كان سيحدث رحيله زلزالا جديدا داخل أروقة النادي.
طريق طويل
برشلونة بدأ مشروعا جديدا بعد تعيين الهولندي رونالد كومان أسطورة النادي، في منصب المدير الفني خلفا لكيكي سيتين، وهي الخطوة التي تحتاج بعض الوقت حتى تؤتي ثمارها.
ولا يزال برشلونة يعاني من تذبذب النتائج، حيث حقق الفريق انتصارين فقط في 6 مباريات بالدوري الإسباني وتعادل مرتين وخسر في مثلهما، منهما مباراة الكلاسيكو في "كامب نو" ضد الغريم ريال مدريد.
وبالرغم من أن استمرار التعثر لفترة طويلة لن يكون أمرا صحيا، إلا أن الظروف الاستثنائية التي تعيشها كرة القدم بسبب كورونا أزاحت دون قصد عبء لا يستهان به عن كاهل كومان، الذي استراح من جانب من الضغط الجماهيري في بداية مشروعه مع البارسا.
يذكر أن برشلونة يحتل حاليا المركز الـ12 في جدول ترتيب الدوري الإسباني برصيد 8 نقاط، فيما يتصدر مجموعته بدوري أبطال أوروبا، برصيد 9 نقاط من 3 مباريات، محققا العلامة الكاملة.
aXA6IDE4LjIyNi4yNDguODgg جزيرة ام اند امز