دعوة من «الاتحاد من أجل المتوسط» لهدنة دائمة في غزة وإحلال السلام
دعا منتدى "الاتحاد من أجل المتوسط" الذي عقد فعالياته اليوم الإثنين في مدينة برشلونة الإسبانية إلى ضرورة التوصل لهدنة دائمة في غزة.
ويتزامن انعقاد المؤتمر في اليوم الأخير لهدنة مؤقتة في غزة دخلت حيز التنفيذ الجمعة الماضية، لالتقاط القطاع المحاصر أنفاسه بعد قصف إسرائيلي غير مسبوق خلف دمارا هائلا و15 ألف قتيل وسط أوضاع إنسانية وصفتها الأمم المتحدة بـ"الكارثية".
وخلال فعاليات المنتدى، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم الإثنين إن الهدنة لأربعة أيام هي خطوة أولى مهمة نحو حل الصراع بين إسرائيل وحركة حماس لكن هناك حاجة إلى المزيد لإيجاد سبيل للخروج من الأزمة.
وأضاف بوريل أن ما تفعله إسرائيل في قطاع غزة تعدى حدود الدفاع عن النفس، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن ما يحدث في الضفة الغربية لن يجعل إسرائيل أكثر أمانا.
وتتوالى الاقتحامات الإسرائيلية لمخيمات في الضفة الغربية منذ بدأ الحرب على قطاع غزة حيث قتل المئات أيضا.
وشدد المسؤول الأوروبي على أنه "لا يجب أن نتحدث عن الأمان الخاص بإسرائيل بمعزل عن الأمان الخاص بفلسطين".
وأشار في الوقت نفسه إلى أن حماس ليست جماعة إرهابية فقط بالنسبة للأوروبيين، بل هي فكرة ويجب محاربتها بطريقة مختلفة.
من جانبه، حذر وزير الخارجية المصري سامح شكري من أن إجراءات إسرائيل تدفع سكان غزة نحو التهجير، وأن الدول التي تعارض التهجير لا تقوم بالإجراءات الكافية للحيلولة دون وقوعه.
وانتقد الوزير المصري إجراءات إسرائيل المعوقة لدخول المساعدات، مشيرا إلى أن حجمها ضعيف جدا ولهذا وضعت الدول العربية والإسلامية مشروع قرار في مجلس الأمن.
وشدد شكري على أن وقف إطلاق النار لن يتحقق إلا إذا أدركت إسرائيل أنه في مصلحتها، وهذا لن يتحقق إلا من خلال الضغط الدولي على تل أبيب.
وبينما ركز المنتدى على ضرورة استئناف مباحثات السلام في الشرق الأوسط، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على ضرورة العمل من أجل حل الدولتين لكنه شددا على أن هذا الأمر لا يمكن أن يبدأ قبل إنهاء ما وصفه بـ"العدوان الوحشي" على غزة.
وقال الصفدي إن على إسرائيل أن تدرك أنها لن تستطيع تهجير السكان قسريا مرة أخرى من غزة، مشددا على ضرورة الاستعداد إلى إعادة بناء القطاع.
من جانبه، قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس خلال فعاليات المنتدى إن السلطة الفلسطينية هي الشريك الوحيد الممكن والموثوق للسعي إلى السلام في الشرق الأوسط.
وشدد الوزير على ضرورة وقف الدائرة الدموية في غزة.
من جهته، قال وزير خارجية السلطة الفلسطينية رياض المالكي من برشلونة إنه لا يوجد حل آخر سوى إنهاء الحرب وتمديد وقف إطلاق النار ليصبح دائما.
ويتحدث المالكي في المؤتمر باعتباره ممثلا لمجموعة وزراء من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
وحذر الوزير الفلسطيني من أنه إذا استأنفت الحرب في غزة غدا فإن عدد القتلى سيتضاعف، مشددا على الحاجة لرؤية "كيفية الضغط على إسرائيل حتى لا تعود إلى قتل الأبرياء".
وأشار إلى أن مصر وقطر والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسبانيا تعمل على تمديد الهدنة ليوم أو يومين أو ثلاثة.
وخلال فعاليات المنتدى نظم العشرات وقفة تضامنية مع قطاع غزة خارج مقر انعقاده.
ويأمل وسطاء إقليميون في تمديد الهدنة لأيام أخرى من أجل ضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي منعت إسرائيل إمدادات الوقود والكهرباء والمياه عن القطاع وأغلقت المعابر لأيام قبل أن يعاد فتحها لدخول مساعدات محدودة لا تفي بحاجة أكثر من مليوني فلسطيني.
ويضم منتدى الاتحاد من أجل المتوسط الذي أنشأ في 2008 كمنظمة حكومة، 42 عضوا، من أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط.
aXA6IDE4LjIxOC45NS4yMzYg جزيرة ام اند امز