الولاء لبرشلونة.. حكاية عهد قطعه ميسي قبل 17 عاما
أول حوار تلفزيوني قبل 17 عاما أجراه ليونيل ميسي قائد برشلونة يؤكد ولاء "البرغوث" للنادي الكتالوني.
يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2003، أي قبل 17 عاما، أجرى لاعب ناشئ من الأرجنتين اسمه ليونيل ميسي، أول حوار تلفزيوني له على الإطلاق، وقناة مع المحطة الرسمية لناديه برشلونة الإسباني.
ميسي الذي يبلغ من العمر حاليا 32 عاما، أثبت خلال أول ظهور تلفزيوني له أن ولاءه لبرشلونة يعد أبديا، غير قابل لأي تفكير بخلاف ذلك.
هذا الأمر، عززه ميسي بإبداعاته وأهدافه، حتى إنه وعلى مدار مسيرة بدأت مع الفريق الأول لبرشلونة منذ عام 2004 وحتى الآن، نجح في أن يصبح أبرز لاعبي "البلوجرانا" على مدار التاريخ.
بدايات الولاء
في الوقت الذي كان يستعد فيه الهولندي فرانك ريكارد مدرب برشلونة لتصعيد ميسي من فريق الرديف بالنادي للفريق الأول، قرر الإسباني سيسك فابريجاس، في عام 2003، مغادرة رديف البارسا صوب أرسنال.
في هذا الوقت، لم يكن فابريجاس هو الوحيد الذي يريده أرسنال من أكاديمية برشلونة، بل سعى أيضا لضم ميسي وزميله جيرارد بيكيه، لكن الأمور لم تجرِ كما يشتهي الفرنسي أرسين فينجر، مدرب الفريق الإنجليزي حينها، حيث غادر بيكيه صوب مانشستر يونايتد في 2004، بينما قرر ميسي البقاء وبدء رحلة أسطورية مع النادي.
الحوار التلفزيوني الذي أجراه ميسي قبل 17 عاما، وهو لا يزال شابا يافعا في أكاديمية النادي، يعزز هذا الأمر، حيث قال: "لقد تواصلت الإدارة معي، وأخبرتني أنها ستحول عقدي لعقد لاعب محترف وهذا منحني سعادة بالغة".
وبسؤاله عن قرار فابريجاس بالرحيل، رد "البرغوث": "أنا سعيد للغاية في برشلونة وأريد البقاء هنا إلى الأبد، وأشعر بالسعادة وكل شيء سيأتي في موعده، فيما يخص المشاركة والتألق رفقة الفريق".
الوعد الأبدي
منذ ذلك الحين، وليونيل ميسي يعزز ولاءه لبرشلونة، حيث يتحول من مستوى جيد إلى أفضل، ثم من لاعب صاعد للاعب أساسي ينافس على جائزة الأفضل في إسبانيا ثم الأفضل في العالم، بل ربما الأحسن في التاريخ بلا منازع.
لقد اعترف ليو مؤخراً بأنه رغم كل الأزمات التي ظهرت في الأفق مؤخراً، فإنه لا يفكر مطلقاً في الرحيل عن برشلونة، وجاء هذا التصريح ردا على الشائعات التي تحدثت مستقبله، خاصة بعد أزمة التراشق اللفظي العلني الذي حدث بينه وبين الفرنسي إيريك أبيدال السكرتير الفني للبارسا.
وتجرى الآن المفاوضات بين ميسي وبرشلونة على تسطير عقد أبدي يبقي ليو في ملعب "كامب نو" حتى موعد اعتزاله كرة القدم نهائياً، علما بأن عقده الحالي مع الفريق ينتهي في صيف 2021، وبه شرط جزائي، يمنحه الحق في فسخه بنهاية الموسم الحالي، حال قرر الانتقال إلى دوريات أدنى من الدوري الإسباني.
دليل آخر على ولاء ميسي لبرشلونة، وهو إعلانه اليوم الإثنين، باعتباره قائدا للفريق، موافقة لاعبي البارسا على قرار الإدارة بتخفيض نسبة 70 من أجورهم الشهرية، لفترة من الوقت في محاولة لمواجهة الآثار الناجمة عن تفشي فيروس كورونا.
ولم يكتفِ ميسي بذلك، بل أعلن عن استعداده وهو زملاؤه للمساهمة في دفع رواتب موظفي النادي حتى التأكد من حصولهم على أجورهم كاملة.
ميسي أثبت على مدار السنوات أن وعده لم يختلف مهما كانت الإغراءات المالية القادمة من آسيا أو الولايات المتحدة الأمريكية أو فرنسا.
يذكر أن ميسي خلال مسيرته مع برشلونة، يعد من بين أكثر اللاعبين الذين حققوا ألقابا في تاريخ النادي، بـ34 بطولة محلية وقارية ودولية، كما أنه أكثر لاعب في التاريخ نال جائزة أفضل لاعب بالعالم بواقع 6 مرات.