تشابهات بين "التأجيلات الأمنية" للكلاسيكو في إسبانيا ومصر
تقرير للعين الرياضية يبرز تسلسل الأحداث في مصر وإسبانيا في قصة تأجيل مباراتي الكلاسيكو، بين الأهلي والزمالك، وبرشلونة وريال مدريد
شهدت الأيام العشرة الأخيرة العديد من الأحداث المثيرة في مصر وإسبانيا، والتي أدت بشكل مباشر إلى تأجيل مباراة الكلاسيكو في كلا البلدين، الكلاسيكو الأول كان كلاسيكو الأهلي والزمالك في الجولة الرابعة للدوري المصري، أما الكلاسيكو الثاني فهو كلاسيكو الأرض، بين برشلونة وريال مدريد بالجولة العاشرة لليجا، والذي تم تأجيله رسميا الجمعة إلى الثامن عشر من شهر ديسمبر/كانون الأول.
وقررت لجنة المسابقات بالاتحاد المصري لكرة القدم، وبناء على تعليمات أمنية تأجيل لقاء الأهلي والزمالك لأجل غير مسمى، أما نظيرتها الإسبانية فقررت تأجيل كلاسيكو الليجا في الجولة العاشرة للدوري الإسباني إلى 18 ديسمبر/كانون الأول في ملعب كامب نو، بسبب الاحتجاجات الحاصلة في إقليم كتالونيا.
العين الرياضية تلقي الضوء عبر السطور التالية على قصة تأجيل مواجهتي الكلاسيكو في 10 أيام:
كيف تأجل كلاسيكو الأرض في 4 أيام؟
في صباح الرابع عشر من شهر أكتوبر/تشرين الأول، قضت المحكمة العليا الإسبانية، بسجن 9 من زعماء إقليم كتالونيا الانفصاليين ما بين 9 و13 سنة، مع إدانة 3 آخرين بتهمة العصيان، وذلك بسبب دورهم في محاولة استقلال الإقليم في عام 2017.
في الظهيرة، كان اتحاد إقليم كتالونيا لكرة القدم، يعلن تعليق أنشطته الرياضية، تضامناً مع السياسيين الكتالونيين، وجاء ذلك من خلال بيان تم الإعلان فيه عن تعليق أنشطة كرة القدم وكرة الصالات الرسمية التي كان يفترض إقامتها الإثنين.
وفي اليوم نفسه، كان برشلونة يصدر بياناً يعلن فيه موقفه من الاحتجاجات الكتالونية، مطالباً بضرورة الإفراج عن السجناء السياسيين، مشددا على أن هذه الإجراءات لن تحل الأزمة الممتدة من عقود، والتي يعاني منها إقليم كتالونيا.
وقال برشلونة في بيانه، "النادي كواحد من الكيانات الرائدة فى إقليم كتالونيا، ووفقاً لسجله التاريخي في الدفاع عن حرية التعبير والحق في اتخاذ القرار، فإننا نطالب بحل النزاع في الإقليم عبر الحوار السياسي وليس بسجن السياسيين".
وعلى الصعيد الميداني، اجتاحت المواجهات العنيفة برشلونة منذ ليل الإثنين حتى الأربعاء، مما كان له أثر على موقف إقامة الكلاسيكو.
وفي السادس عشر من أكتوبر/تشرين الأول، طالبت جمعية أعضاء البارسا، وعبر بيان رسمي بارتداء الفريق للزي الرابع، والذي يحمل ألوان إقليم كتالونيا خلال كلاسيكو الأرض، من أجل دعم ومساندة الحقوق المدنية والدفاع عنها.
شهد الأربعاء إبداء ناديي ريال مدريد وبرشلونة اعتراضهما على نقل المباراة لملعب ريال مدريد سانتياجو بيرنابيو، مع الترحيب بفكرة التأجيل.
علماً بأن هذا المقترح الخاص بنقل اللقاء لملعب سنتياجو بيرنابيو، جاء بعدما تلقى الاتحاد الإسباني لكرة القدم إخطاراً بناء على توصية من رابطة الليجا.
والغريب أن رئيس رابطة الليجا أكد، يوم الخميس، استحالة تأجيل الكلاسيكو لديسمبر/كانون الأول بسبب وجود مباريات للكأس، ومن ثم فيجب البحث عن موعد أنسب.
يوم السابع عشر من أكتوبر/تشرين الأول، الخميس، كان يوم الذروة، في البداية نشرت صحيفة "ماركا" المدريدية، نقلاً عن مصادر من الاتحاد الإسباني لكرة القدم، أن الاتحاد الإسباني يدرس تأجيل اللقاء إلى 18 ديسمبر/كانون الأول المقبل، وذلك بعد رفض مقترح بإقامة المباراة في موعدها بملعب سانتياجو بيرنابيو، مع تحويل لقاء الدور الثاني في مارس/آذار 2020 لكامب نو.
وفي اليوم نفسه، نشرت صحيفة "آس" الإسبانية أن مجلس الرياضة الإسباني لا يرغب في إقامة المباراة في تلك الأجواء، خاصة في ظل الاحتجاجات التي تقوم بها الجماهير في إقليم كتالونيا، على خلفية حبس قادة سياسيين.
إلا أنه يوم الجمعة أعلنت لجنة المسابقات بالاتحاد الإسباني تأجيل المباراة للموعد المسرب سابقاً 18 ديسمبر/كانون الأول، أي تأجيلها قرابة شهرين.
الكلاسيكو المصري.. مصير مجهول في 8 أيام
على الجانب الآخر فإن الكلاسيكو الأهم في الكرتين العربية والأفريقية، بين الأهلي والزمالك، قد تم حسم تأجيله في غضون 8 أيام، أي ضعف المدة التي احتاج إليها تأجيل كلاسيكو الأرض.
في البداية كان يوم 8 أكتوبر/تشرين الأول، هو موعد إعلان قرار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" عن إعادة مباراة الزمالك مع فريق جينيراسيون فوت السنغالي، في إياب دور الـ32 لدوري أبطال أفريقيا، والتي تقرر إقامتها في مدينة القاهرة، يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
رغم أن الموعد الجديد لم يكن ليتعارض مع موعد مباراة القمة التي كان مقرراً لها 19 أكتوبر/تشرين الأول، أي قبلها بخمسة أيام، فإن الزمالك أعلن عبر رئيسه مرتضى منصور، رفضه خوض مباراة القمة، في نفس يوم قرار الكاف، الثامن من أكتوبر/تشرين الأول.
لكن الرد جاء من اتحاد الكرة بالرفض ومن قبله النادي الأهلي، بالتأكيد على رفضه بأي شكل من الأشكال لفكرة تأجيل القمة من أجل انتظام المسابقة بشكل طبيعي، مثلما وعدت إدارة اتحاد الكرة مع انطلاق الموسم، خاصة أن هناك فارق 5 أيام بين المباراتين وهو ما أكده سيد عبدالحفيظ مدير الكرة بالأهلي للعين الرياضية.
في الخامس عشر من شهر أكتوبر/تشرين الأول، كان مصدر من اتحاد الكرة المصري، يعلن في تصريحات للعين الرياضية، أن الجهات الأمنية طلبت من المسؤولين في الاتحاد تأجيل مباراة القمة بين الأهلي والزمالك المقرر إقامتها السبت.
وأوضح المصدر أن الاتحاد لم تتم مخاطبته عبر القنوات الرسمية بشأن التأجيل، ولكن بعض الاتصالات وصلت للمسؤولين في الاتحاد لتأجيل المباراة، في ظل حساسية الوضع والاحتقان بين جماهير القطبين حاليا.
وفي اليوم التالي، 16 أكتوبر/تشرين الأول، أعلن اتحاد الكرة المصري تأجيل لقاء القمة لأسباب أمنية، حيث أكد اتحاد الكرة عبر حسابه بموقع "فيسبوك" تلقيه تعليمات أمنية لتأجيل القمة، ولكن دون تحديد موعد لاحق للقاء في انتظار قرار الأمن.