طوفان الدوري السعودي يحاصر برشلونة.. صفعات متتالية وميركاتو غامض
تختلف سوق انتقالات صيف 2023 عن أي سوق أخرى في تاريخ كرة القدم العالمية، لسبب بسيط هو تحول الأندية العربية وبالتحديد السعودية لمنافسة نظيرتها الأوروبية.
ودخلت فرق الدوري السعودي للمحترفين، المدعومة مالياً من صندوق الاستثمارات العامة في المملكة، في صراعات شرسة لضم مجموعة من أفضل لاعبي العالم من دوريات أوروبا الكبرى خلال الفترة الأخيرة.
وباتت المفاضلة حالياً لدى اللاعبين بين برشلونة والهلال، أو النصر وميلان، أو الأهلي وبايرن ميونخ، والأكثر من ذلك أنه في أغلب الأحيان تميل كفة الاختيار إلى العرض العربي.
وتعكس سوق الانتقالات الصيفية 2023 حقيقة مؤكدة، وهي الاستقرار والثبات المالي لأندية المملكة العربية السعودية ضد أندية أوروبية تعاني من تخبط في ميزانياتها يصل إلى حد الانهيار في بعض الأحيان.
وفي الوقت الذي يقبل فيه تشيلسي الإنجليزي بطل دوري أبطال أوروبا 2021 ببيع مجموعة من نجومه لأندية الدوري السعودي، فإن هناك ناديا مثل برشلونة يعاني من تخبط محبط أمام العروض العربية، ولم يعد قادرا على حسم صفقة مميزة في الميركاتو الصيفي بسبب المنافسة مع أندية "دوري روشن".
على ماذا يراهن برشلونة؟
رغم معاناة برشلونة المالية والاقتصادية على مدار الأعوام الأخيرة، يظل النادي الكتالوني مصدراً لإغراء مجموعة من أهم لاعبي العالم.
ربما يكون السبب هو إرث النادي وعراقته، وبلا شك شعبيته الجارفة جماهيرياً والتي يتحدث عنها كل لاعب يرتبط اسمه بالنادي أو يوقع له، بالإضافة لسجل اللاعبين العظماء الذين مثلوه، بجانب أن هناك عاملا إضافيا هو أجواء مدينة برشلونة الساحرة وتفضيل عائلات اللاعبين العيش فيها.
لكن على أرض الواقع فإن هذه الإغراءات كلها مجتمعة أظهرت الحقائق أنها لم يمكنها أن تقارع الإغراءات المالية التي تقدمها فرق دوري المحترفين السعودي، والدليل أمثلة كثيرة.
من ميسي إلى نيفيز وغوندوغان
يعاني برشلونة من عدم القدرة على تقديم عروض كبيرة للاعبين الذين يهتم بضمهم، في ظل تأخر حصوله على المصادقة من قبل رابطة الدوري الإسباني "لاليغا"، بشأن خطة الجدوى المالية للنادي.
وتسبب هذا الأمر في اختيار ليونيل ميسي أسطورة البارسا عدم العودة للنادي والانتقال إلى إنتر ميامي الأمريكي، علماً بأن الهلال كان طرفاً رئيسياً في صفقة ميسي، وكان الغريم الأول للبارسا للظفر بخدمات اللاعب الذي تفاوض أكثر من مرة مع مسؤولي النادي السعودي قبل أن يفضل العرض الأمريكي.
ولو أن ميسي حصر اختياراته بين الهلال وبرشلونة لكان البرغوث الآن لاعباً في وصيف دوري أبطال آسيا في الموسم المقبل، لا سيما أن الأرجنتيني أكد في تصريحات له بعد الانتقال لإنتر ميامي أنه لا يريد المعاناة مجددا في برشلونة، وأن عملية ضمه مسؤولية النادي ولا تتوقف عليه بشكل كامل كما كان البارسا يوحي بذلك لجماهيره.
مالك إنتر ميامي: "ليونيل ميسي لم يوقع بعد"
وفضل البرغوث في النهاية العرض الأمريكي لاعتبارات عائلية، لكن الشاهد هنا أن الهلال تفوق بعرض لا يضاهى بقيمة 500 مليون يورو في الموسم على برشلونة في سباق ضم ميسي، الذي كان النادي الكتالوني سيقدم له فقط 13 مليون يورو في السنة.
ولم يتوقف الأمر عند البرغوث، فهناك تنافس سعودي شرس بين ناديي الاتحاد والهلال لإغراء الألماني إلكاي غوندوغان لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي بالانتقال إلى الدوري السعودي، بمقابل قد يصل إلى 35 مليون يورو في الموسم الواحد.
ويعتبر برشلونة هو المنافس الأول للهلال على ضم غوندوغان، لأن اللاعب يريد الرحيل عن مانشستر سيتي الذي يقدم له 10 ملايين في الموسم، لكن المشكلة بحسب ما صرح به الدولي الألماني للمقربين منه هو عدم تقديم البارسا عرضا رسميا بسبب الأزمات سالفة الذكر.
روبين نيفيز، لاعب وسط فريق ولفرهامبتون الإنجليزي، الذي وضعه تشافي هيرنانديز مدرب برشلونة كهدف رئيسي في وقت سابق لحل محل سيرجيو بوسكيتس في مركز لاعب الوسط الارتكاز، بات هو الآخر على مشارف التوقيع للهلال.
وتوصل الهلال لاتفاق نهائي لضم نيفيز مقابل 55 مليون يورو، حيث لا يتبقى إلا الإعلان الرسمي عن الصفقة.
وإذا كانت المغريات الأوروبية بشكل عام والكتالونية على وجه الخصوص هي المشاركة في البطولات الكبرى عالمياً، وتمثيل أندية لها إرث كروي، فإن هناك على الجانب الآخر عوامل مغرية في الانتقال لأندية المملكة.
ويبعد اللعب في المملكة العربية السعودية الضغط عن اللاعبين، بالإضافة إلى أنه يمنحهم الأمان المادي لسنوات طويلة برواتب تضاعف ما يتقاضونه في القارة الأوروبية، فيحصلون على راتب 3 أو 4 مواسم في موسم واحد.
ويعتبر البرتغالي برناردو سيلفا نجم مانشستر سيتي وهدف برشلونة أحد اللاعبين المستهدفين في الأندية السعودية بشكل كبير.
وعلى غرار ميسي ونيفيز، يقتصر اهتمام برشلونة ببرناردو سيلفا على الأحاديث الإعلامية بدون تقديم عرض قوي، لكن في المقابل هناك اهتمام سعودي باللاعب البرتغالي البالغ من العمر 28 عاما، لكن العقبة أنه يفضل الاستمرار داخل القارة العجوز لعدة سنوات.
وفي الإطار ذاته، يتنافس نادي النصر مع برشلونة على الظفر بخدمات الكرواتي مارسيلو بروزوفيتش لاعب إنتر ميلان الإيطالي صاحب الخبرات الكبيرة دولياً ومحلياً.
اهتمام برشلونة ببروزوفيتش يعود إلى يناير/ كانون الثاني الماضي، حيث حاول النادي إدراجه في صفقة تبادلية مع الإيفواري فرانك كيسي رفضتها إدارة إنتر ميلان.
على الجانب الآخر، يعرض النصر 17 مليون يورو على الدولي الكرواتي لكن الأخير يفضل الانتقال للبارسا، غير أنه كغيره سيكون عليه الانتظار طويلا حتى يقدم النادي الكتالوني عرضاً لضمه، مما قد يجعله يرضخ في النهاية وينضم إلى الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو في "العالمي".