«توجه استبدادي».. بارنييه يفتح النار على رئيسة المفوضية الأوروبية

يشعر كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي السابق بشأن "بريكست" ميشيل بارنييه، بأن رئيسة المفوضية الأوروبية، همّشته في نهاية المفاوضات مع لندن.
وفي كتابه الجديد، فتح ميشيل بارنييه، رئيس الوزراء الفرنسي السابق وكبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي السابق بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، على رئيسته السابقة أورسولا فون دير لاين التي اتهمها بأنها ذات "توجه استبدادي".
ويوثق بارنييه (74 عاما) في كتابه "ما تعلمته منكم" الذي صدر اليوم الأربعاء، فترة عمله في بروكسل وولايته القصيرة كرئيس لوزراء فرنسا، مشيرا إلى أن أورسولا فون دير لاين، "تُريد أن تُقرّر كل شيء".
وفي حديثه مع مجلة "بوليتيكو" الأمريكية حول الكتاب، قال بارنييه إن المفوضين في عهد فون دير لاين أصبحوا يتصرفون بشكل متزايد كـ"تكنوقراط خارقين"، بدلًا من أن يكونوا سياسيين، مضيفا "لا يوجد استماع كافٍ في المفوضية".
ودائما ما واجهت فون دير لاين اتهامات بتهميش المنتقدين، وتعزيز حلفائها، والحكم من خلال مساعدين مقربين، واستخدام استراتيجية "فرق تسد" خلال إدارتها للذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي، والمكون من ممثلين عن الدول الأعضاء الـ 27 في الاتحاد.
من جانبه، أشار بارنييه إلى "التنظيم المفرط والتقدم البطيء في دمج أسواق رأس المال عبر الاتحاد الأوروبي باعتبارها إخفاقات رئيسية للمفوضية".
ومع ذلك، أشاد بارنييه بفون دير لاين لنجاحها في الاستجابة للأزمات التي واجهتها، بما في ذلك جائحة كوفيد وحرب أوكرانيا.
وعلى الرغم من أن بارنييه وفون دير لاين ينتميان إلى نفس الحزب السياسي، وهو حزب الشعب الأوروبي المحافظ، فإن بينهما خلافات تعود إلى الأيام الأخيرة من "مفاوضات بريكست".
ووفقًا لبارنييه، فقد همّشت فون دير لاين دوره مع وصول المحادثات مع رئيس الوزراء البريطاني آنذاك بوريس جونسون إلى مرحلتها النهائية في عام 2020.
وقال بارنييه "اعتقدت أنه من الطبيعي، بعد العمل الذي قمت به، أن أكون بجانبها في الساعات الأخيرة. لكن لم يكن الأمر كذلك".
ويتناول كتاب "ما تعلمته منكم"، مسيرة بارنييه السياسية الطويلة في بروكسل وباريس، مع الإشارة بإيجاز إلى فترة رئاسته القصيرة للحكومة الفرنسية العام الماضي، والتي استمرت لثلاثة أشهر فقط لتصبح بذلك أقصر فترة رئاسة وزراء في تاريخ فرنسا الحديث.
ومع صدور الكتاب، يتزايد الحديث عن بارنييه في الصحافة الفرنسية كمرشح محتمل، وإن كان ضعيفًا، للانتخابات الرئاسية في عام 2027.
وفي بروكسل، يُعرف بارنييه بعمله في قيادة فريق عمل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وعبارته الشهيرة الموجهة للبريطانيين: "الوقت يمضي".
وكتب بارنييه في كتابه، أن فون دير لاين بدت مستعدة للتضحية بالصيادين الأوروبيين في سعيها لتأمين اتفاقية تجارية مع المملكة المتحدة، وأشار إلى أن الصيد أصبح موضوعًا "ثانويًا، وربما هامشيًا" بالنسبة لها.
كما أشار إلى أنه اضطر إلى إقناع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالتهديد باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد الاتفاقية إذا فشلت فون دير لاين في التوصل إلى اتفاق بشأن الصيد.
وتحدث بارنييه عن تجاهل فون دير لاين لاستقالته من المفوضية الأوروبية عام 2021 وقال "بالتأكيد، ليس لدينا نفس مفهوم العمل والعلاقات الإنسانية".
ومع ذلك، أشاد بارنييه باتفاقية إعادة ضبط العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة الموقعة الشهر الماضي، والتي ستسهل استيراد الأغذية البريطانية، إلى جانب تمديد اتفاقية الصيد لسفن الصيد التابعة للاتحاد الأوروبي.