البنك المركزي المصري: تدريس «أساسيات التكنولوجيا المالية» في 3 جامعات
تحرص الدولة المصرية على الاستثمار في التكنولوجيا المالية وتعزيز مكانتها مركزا رائدا في الابتكار المالي في المنطقة، وتسعى من خلال المبادرات المختلفة إلى المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاقتصاد الرقمي.
وفي هذا الإطار، أعلنت فينتك إيجيبت (FinTech Egypt)، التابعة للبنك المركزي المصري، عن إدراج مادة جديدة تحت عنوان "أساسيات التكنولوجيا المالية Fundamentals of FinTech" ضمن مناهج 3 جامعات تبدأ تدريس المادة اعتبارًا من العام الدراسي 2024/2025 بالتعاون مع المعهد المصرفي.
- مسؤول في «الفاو»: دور محوري للإمارات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة عالمياً
- من أبوظبي.. شراكة المستقبل لدعم أبحاث الاستدامة والمناخ
ويأتي ذلك في سياق متابعة التطورات التكنولوجية السريعة في قطاع الخدمات المالية وتوافقًا مع احتياجات سوق العمل. وتأتي هذه الخطوة كجزء من مبادرة "FinYology"، بالتعاون مع المعهد المصرفي كشريك استراتيجي.
ومن المقرر أن يتم تدريس هذه المادة الجديدة اعتبارًا من العام الدراسي الحالي 2024/2025 في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري (AAST)، وجامعة الجيزة الجديدة (NGU)، والجامعة البريطانية في مصر (BUE) كخطوة أولى، تليها باقي الجامعات تباعًا في المستقبل.
ومن جانبه، أعرب المهندس أيمن حسين، وكيل أول محافظ البنك المركزي المصري لقطاع تكنولوجيا المعلومات، عن أن تدريس هذه المادة الجديدة يأتي استكمالًا للجهود المستمرة التي يبذلها البنك المركزي لتطوير التكنولوجيا المالية في مصر، ويأتي ذلك ضمن إطار تنفيذ استراتيجية التكنولوجيا المالية والابتكار.
وأشار إلى أن خلق وتطوير الكوادر الشابة يعد أحد أهم أولويات هذه الاستراتيجية.
كما أوضح أن مبادرة "FinYology" تم إطلاقها في فبراير/ شباط 2020 لنشر الثقافة المالية الرقمية بين طلاب الجامعات، وأنها تضم مشاركة 18 بنكًا وأكثر من 25 جامعة حكومية وخاصة.
وبلغ عدد المشروعات الجامعية ذات الصلة بالتكنولوجيا المالية أكثر من 500 مشروع تم تقديمها من قبل حوالي 7000 طالب جامعي في مختلف التخصصات.
ومن جهته، أعرب الدكتور عبد العزيز نصير، المدير التنفيذي للمعهد المصرفي المصري، عن سعادته بتفويض البنك المركزي المصري للمعهد في توسيع تنفيذ مبادرة "FinYology - FinTech for Youth"، من خلال إضافة مقرر شامل جديد حول مبادئ التكنولوجيا المالية يتم تدريسه للطلاب في الكليات ذات الصلة بالجامعات المصرية. وأضاف أن هذه الخطوة تسهم في تطوير مهارات الطلاب وإعدادهم لمواكبة التحولات السريعة في قطاع الخدمات المالية.
مادة "أساسيات التكنولوجيا المالية"
أعلن البنك المركزي المصري عن شراكته لإعداد المحتوى العلمي لمادة "أساسيات التكنولوجيا المالية مع المعهد البريطاني للبنوك والتمويل (The London Institute of Banking & Finance - LIBF) وهو معهد ذو خبرة طويلة تمتد لنحو 140 عامًا في مجال بناء القدرات في مجال الأعمال المصرفية والتمويل، وتطوير وتقديم المناهج التعليمية المتخصصة في مجال التكنولوجيا المالية في أكثر من 120 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وتم توقيع مذكرة تفاهم بين البنك المركزي المصري وLIBF في يوليو/ تموز من العام الماضي خلال فعاليات مؤتمر سيملس شمال أفريقيا "Seamless North Africa 2023".
وتهدف هذه الشراكة إلى توفير الدورات التدريبية وورش العمل والبرامج التعليمية والتأهيلية المصممة خصيصًا لدعم وتعزيز كوادر التكنولوجيا المالية في السوق المصري.
وتستهدف هذه البرامج جميع المهتمين بمجال التكنولوجيا المالية، سواء كانوا يعملون في القطاع المصرفي، أو خريجين حديثين، أو طلاب المدارس والجامعات.
وفي سياق متصل، أشاد الدكتور محمد الشوادفى، عميد كلية التجارة جامعة الزقازيق الأسبق، باستحداث مادة "أساسيات التكنولوجيا المالية" في مناهج التعليم الجامعي لأول مرة في مصر.
يقول الشوادفي، تتمثل هذه المبادرة في تكوين مقررات دراسية في كليات متخصصة في مجال البنوك، مثل: كليات التجارة وإدارة الأعمال والأكاديمية البحرية، والجامعات المختصة بعلوم المال والأعمال.
وفي حديثه لـ "العين الإخبارية"، أكد الشوادفى أن البنك المصرفي يسعى من خلال هذه الخطوة إلى تكوين ثقافة مالية لدى الشباب، وإعداد كوادر للوظائف لتغذية الأعمال في البنوك، ولا سيما في حال الانفتاح الذي تعيشه الدولة المصرية والعمل على استقطاب المزيد من البنوك باعتبار أن الخدمات المصرفية باتت صناعة اليوم في مختلف الدول، وبالتالي تساعد هذه الخطوة في توليد مدخرات وعوائد على الدولة المصرية.
كما أن البنك المصرفي يتطلع أيضاً من خلال هذه الخطوة إلى تنمية الوعي الادخاري لدى المواطنين، باعتبار أن نقص كميات الادخار يعد أحد معوقات الاستثمار، وفي الوقت ذاته هو أيضاً أحد دوافع الاعتماد على الخارج والديون، الأمر الذي يتطلب تطوير مع الإدارات البنكية.
أما البعد الثالث لهذه الخطوة، والحديث على لسان عميد كلية التجارة جامعة الزقازيق الأسبق، فهو تكوين مجموعات من الموظفين متخصصين في الأعمال البنكية ولديهم المعارف الأساسية للعمل البنكي، إلى جانب الإلمام بالمصادر في مصر والدول العربية، وفي نفس الوقت لديهم القدرة على التخطيط والتطوير للعمل البنكي.
ويتوقع الشوادفى أن تضم هذه الخطوة تخصص إدارة الأعمال المصرفية، باعتبار أن العمل المصرفي أصبح اليوم معتمداً على الابتكار والإبداع، ولم يعد مقتصراً على الإيداع والائتمان، بل بات المسؤولون مطالبون بوضع أفكارا جديدة للاستثمار وتسويق الأموال والعمل على استغلالها.
aXA6IDE4LjExOS4xMTMuNzkg جزيرة ام اند امز