باسم يوسف في منتدى الإعلام العربي: أحداث غزة أسقطت «فوقية الغرب».. وقضيتي الأساسية أنني مواطن أمريكي
وصف الإعلامي والمؤثر باسم يوسف، طريقة تفكير العرب بأنها عاطفية و«نسمع أنفسنا فقط»، بينما يرى الغرب صورتنا على أننا الرجل العربي الغاضب.
وأضاف باسم يوسف، على هامش جلسة حوارية له في منتدى الإعلام العربي في دبي بعنوان "الإعلام الغربي كيف يرى صورة العرب"، مستكملا حديثه عن طريقة تفكير الشعوب العربية: «في لقاءاتنا مع وسائل الإعلام الأجنبية، يعرفون كيف يضغطون على أزرار الغضب لدينا. لديهم استراتيجية واضحة ومصممة لاستفزازنا بكل السبل. وبالتالي، دورنا هو أن نتسلح بالحقائق التي يواجهوننا بها لكي يكون موقفنا مبنيًا على الرأي والحقيقة ونتعامل بشكل علمي وغير عاطفي».
وتابع: «الغرب ينظر إلينا باعتبارهم المسيطرون، ويتعاملون معنا على أنهم أصحاب السلطة وأصحاب القرار، فيما نتعامل نحن معهم على أننا أصحاب الحق ونسعى للدفاع عنه».
وتطرق باسم يوسف إلى طريقة تناول الإعلام الغربي للأحداث قائلا: «ما حدث بعد حرب غزة أنهم بدأوا يفخمون ما يحدث عندهم، مثل أوكرانيا على سبيل المثال، فقد وصف الإعلام الغربي ضحايا قصف روسي بأنه (حمام دماء) فيما كان عدد الضحايا سبعة فقط، بينما يسقط لدينا في غزة ٧ شهداء كل ساعة تقريبا».
وأوضح «في إحدى اللقاءات، قلت لهم إن كل ما يقال عن الخطوط الحمراء (في إشارة لحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير والتزام الإعلام بنقل الحقائق بموضعية) قد سقط، فالعالم يرى الآن كيف ينتهك الخط الأحمر لديكم».
وتطرق باسم يوسف إلى أسلوب عمل الإعلامي بيرس مورغان، قائلا: «فكرة أن يتبنى بعض قناعاتي لا تهمني، ولا أهتم بتغيير رأيه في أي قضية، فهو رجل يبحث عن المشاهدات والترندات، وعندما يستضيف شخصًا من جهة عربية يقف مع إسرائيل، وعندما يستضيف شخصًا من إسرائيل يتبنى مواقف مناهضة لها، وكل هذا بحثًا عن الترندات. ولكن المهم أن نستخدم نحن مورجان والإعلام الغربي ونوظفه لصالح قضايانا بشكل ذكي، ولا بد أن نستغله بأن نؤجره مجانا، ونستغل سعيه لطرح قضايانا».
وتحدث باسم عن العلاقة بين ما يتردد حول مناصرته لقضية فلسطين وتقبل الجمهور العربي والمصري له مجددا، وقال: «إذا تكلمت غضبوا مني وإذا التزمت الصمت غضبوا أيضا. أنا أعاني من هذه الحلقة المفرغة. كلما تكلمت، قيل لي لماذا تكلمت؟ وإن صمت لثلاثة أشهر، قيل لي لماذا صمت؟ الموضوع غير متعلق بكلامي أو بصمتي. هذه قضية لا تعنيني. عندما تكون لدي فرصة أستفيد منها، فالموضوع أصبح مثل جحا وحماره، لن أستطيع إرضاء جميع الأطراف. كلما صمت، لن يرضوا، وإذا تحدثت، قيل لي لماذا تحدثت في هذا ولم تتحدث في ذاك».
وأشار باسم يوسف إلى أنه يستفيد من السوشيال ميديا بشكل جيد جدًا. وأكد أنه بعد انتهاء مقابلته في منتدى الإعلام العربي، سيقتطع النقاط الأساسية التي يريد التركيز عليها ويبعثها لفريق عمله ليضيف لها المشاهد المناسبة من الحدث، موضحا «الجمهور لن يلتفت إلى ساعتين من النقاش. نحن نعطيه حسب خريطة الانتباه 4 أو 5 دقائق من الساعتين، هذه الدقائق ستحتوي على الرسائل المراد التركيز عليها، لأنه من الصعب جدا أن يشاهد أحد الآن مقابلة تتجاوز ساعتين».
وعن الأزمات التي تزيد من شهرته، قال: «أنا مش بومة (طائر يعتبره أهل مصر رمزا للشؤم) وبخاف من شيء، بدليل أنني بعد أحداث الثورة في مصر، سعدت بالصعود الكبير لاسمي، لكنني سقطت سقوطا مدويا بعدها. وحاليًا أستمتع بعودتي مرة أخرى ولدي عدة مشاريع أعمل عليها ولكن حتى الآن ليس هناك أي شيء مضمون. فقد خسرت كثيرًا بسبب هوليوود والاستاند أب كوميدي، لأن وفق الوضع الحالي وما يحدث فإن آرائي أثرت على عملي. لكنني تعلمت منها».
واستفاض: «قيل لي إنني بسبب هذه الآراء خسرت دوري في فيلم (سوبرمان). وكانت هناك بعض المشاهد التي تم تسجيلها، ولكن نظرًا لوجود الأحداث، قيل لي: (خرجت بدون مشكلة لكي لا تثير المشاكل). وأنا أعلم هذا، لأن هوليوود لا تحب الرجل الذي يثير المشاكل. ورغم أن المشاهد تم تصويرها، لكن تم التعامل مع الموضوع بهدوء وبالتراضي».
واستكمل: «فيلم سوبر مان لم يكن أول تجرة لي في التمثيل، فقد سبق شاركت في 3 مسلسلات وفيلم في هوليوود»،
وعن تواجده في منتدى الإعلام العربي قال: «سعيد بوجودي في منتدى الإعلام العربي للمرة الثانية. المرة الأولى كانت في 2020 وهذه المرة في 2024. أنا في الإمارات، بيتي، وأعتز بالإمارات بشكل كبير».
وعاد باسم للحديث مرة أخرى عن الإعلام الغربي قائلا: «مهما كنا دول عربية غنية أو دول من العالم الثالث أو نامية، الغرب يتعامل معنا بفوقية، دائما لديهم شعور بأنهم أفضل منا. ولكن خلال السبعة أشهر الماضية كل شيء تغير، لأن ما كان يمنحهم هذا الإحساس بالفوقية، مثل الحرية الشخصية وحقوق الإنسان أصبح (فاكس) (كلمة بالعامية المصرية تعني كلام غير حقيقي)، لأن ما كانوا يتفاخرون به سقط، ورأينا كيف تُنتهك خطوطهم الحمراء من حقوق إنسان وخلافه».
وعن استمرار في الدفاع عن القضية الفلسطينية حال توقفت الحرب قال: «أتعامل مع الموضوع من منطلق آخر، هو أنني مواطن أمريكي أدفع ضرائب للحكومة لكي تمثلنا كمواطنين أمريكيين، وهذا هو الأساس الذي قامت عليه أمريكا، فشعار الثوار الأمريكان ضد الإنجليز كان (لن ندفع ضرائب إلا لحكومة تمثلنا)، وبالتالي أنا أدفع ضرائب لحكومة تمثلني، ولكن في الواقع هذه الحكومة لا تمثلنا، فهي تدفع أموال ضرائبنا لدولة أجنبية تنتهك كل المعايير الدولية. مثال على ذلك، في الوقت الذي دفع فيه اللوبي الإسرائيلي متمثلًا في منظمة (إيباك) ١٠٠ مليون دولار للمرشحين في الانتخابات الأمريكية الحالية، قدمت حكومتي أكبر مساعدات في التاريخ لإسرائيل الشهر الماضي بمبلغ ٢٦ مليار دولار، أي أن إسرائيل دفعت ١٠٠ مليون دولار وحصلت على ٢٦ مليار دولار، من ضرائب الشعب الأمريكي».
واختتم: «قضيتي الأساسية أن هذه الدولة والحكومة المفروض أنها تمثلني أصبحت لا تمثلني، ولا تمنحني الحرية في الحديث. وبالتالي، أخاف على أولادي، فقد ترتدي ابنتي أو ابني الكوفية الفلسطينية في الجامعة أو يشارك أحدهما في مظاهرة، وحينها سيتم اعتقالهما بالطبع أو على الأقل معاقبتهما، ولا أعرف ما الذي سيحدث وقتها. وبصراحة، أشعر بالخوف على أولادي، ولا أعرف إلى أين سأتجه بعد ذلك لو حدث أي شيء».
aXA6IDMuMTM3LjE5MC42IA== جزيرة ام اند امز