كورونا الجديد.. الخفافيش المتهم الأول
بتتبع التسلسل الجيني للفيروس، ومطابقته مع كل نوع معروف لفيروس كورونا، فإن الأقرب إليه هو الخفافيش
بعد أيام من انتشار فيروس كورونا الجديد، قال علماء إن المصدر الأصلي للفيروس قد يكون نوعا من أنواع الثعابين، لكن خبراء أمراض معدية آخرون قالوا في دراسة حديثة إن الجاني الحقيقي على الأرجح قد يكون الخفافيش.
وقال الدكتور بيتر داشاك، رئيس منظمة "إيكو هيلث أليانس" الأمريكية غير الربحية، إنه بتتبع التسلسل الجيني لفيروس كورونا الجديد، الذي ظهر في مدينة ووهان الصينية، مطلع الشهر الجاري، ومطابقته مع كل نوع معروف لفيروس كورونا، فإن الأقرب إليه هو الخفافيش، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
- تايلاند تنفي إصابة رئيس الوزراء بـ"كورونا
- إصابة جديدة بـ"كورونا" في الفلبين.. ونيوزيلندا وسنغافورة تبدآن الإجلاء
وأضافت قويتشن وو، من المركز الصيني لمكافحة الأمراض واتقائها، في دراسة نشرتها مجلة "لانسيت" الطبية، الأربعاء، إن البيانات الموجودة لديهم حتى الآن تتماشى مع معلومة أن أول مضيف للفيروس هو الخفافيش.
وذكرت الشبكة الأمريكية أن الخفافيش لطالما اعتبرت الشرير البيولوجي الخارق، مع استضافتها لعدة فيروسات مميتة مختلفة، مثل: ماربورج، ونبياه، وهيندرا، التي تسببت في إصابة البشر بأمراض، وحالات وباء في أوغندا وماليزيا وبنجلاديش وأستراليا.
ويعتقد أن الخفافيش أيضا هي المضيف الطبيعي لفيروس إيبولا، وداء الكلب، وسارس، وميرس، مع تشابه آخر اثنين، وهما من عائلة فيروس كورونا، مع ذلك الفيروس الذي ظهر في مدينة ووهان الصينية.
وغالبا ما ينتقل الفيروس عبر وسيط، ففي حالة فيروس سارس الذي انتشر في الصين عام 2003، كان الوسيط هو القط الزباد، أما مع ميرس، الذي ظهر في الألفينيات، فانتقل عبر الجمال. ويطلق العلماء على تلك الفيروسات اسم "حيوانية"؛ نظرا لأنها انتقلت من الحيوانات إلى البشر.
لماذا تستضيف الخفافيش الفيروسات وتنشرها؟
تعد الخفافيش من الحيوانات متعددة الأنواع؛ إذ إن لديها 1300 فصيلة، وتعيش في مناطق مختلفة جغرافيا؛ فهي موجودة في كل القارات تقريبا عدا القارة القطبية الجنوبية.
وبمقارنتها بالحيوانات البرية، تتمتع الخفافيش بحياة أطول ويعيش كثير منها في كهوف، ما يعني أن هناك احتمالا لتعرضها لكثير من الفيروسات وتنتشر بسهولة بينها.
وفي حين تشتهر الخفافيش بحملها العديد من الفيروسات الشهيرة، لكن لا يبدو أنها تعاني منها، مع استثناء داء الكلب.
وهناك نظرية تفترض أن التحليق أتاح للخفافيش تطوير آلية تحميها من الفيروسات؛ إذ تعمل على زيادة عملية الأيض ورفع حرارة الجسم – بما يشبه الحمى في البشر وغيرها من الثدييات – ويقول العلماء إن هذا يمكنها من تعزيز نظام مناعتها، ويجعلها أكثر قدرة على تحمل الفيروسات.
وبالطبع، الخفافيش ليست الحيوانات الوحيدة التي تحمل أمراضا تنقلها للبشر؛ فمثلا الطاعون نقلته القوارض، وفيروس نقص المناعة (الإيدز) انتقل من قرود الشمبانزي.
وتوصل العلماء خلال بحث منشور عام 2017 إلى أن الخفافيش أنواع من الفيروسات أشد خطورة من غيرها، لكن يرى بعضهم أنه في أعقاب انتشار فيروس سارس عام 2003، أخذت كثير من العينات من الفيروسات من الخفافيش.
لكن يرى بعض العلماء أن الخفافيش هي ما تم التركيز على سحب عينات فيروسات منها في أعقاب تفشي سارس عام 2003، وأن الحيوانات الأخرى ربما يكون موجودا بها نفس تنوع الفيروسات حال دقق العلماء.
وقال الدكتور ستاثيس جيوتيس، عالم الفيروسات بجامعة إمبريال كوليدج لندن، إن التصحر والتوسع العمراني، خاصة في أماكن مكتظة بالسكان مثل الصين، تضع البشر في تواصل مباشر مع الخفافيش وغيرها من الحيوانات، ما يتيح إمكانية نقل الفيروسات.
هل انتقل فيروس ووهان من الخفافيش؟
من المبكر للغاية الجزم حول ما إن كان المصدر الأصلي لفيروس كورونا ووهان هو الخفافيش، وما إن كان هناك وسيط قد لعب دورا في الأمر.
لكن كان علماء في الصين يدرسون الخفافيش بعناية، بالنظر إلى الاعتقاد طويل الأمد حول كونها تتمتع بالإمكانية لأن تكون نقطة البداية في الوباء القادم.
وفي ورقة بحثية نشرت العام الماضي، قال علماء من معهد فيروسات ووهان إن فيروسات كورونا المنقولة عن طريق الخفافيش ستعاود الظهور لتتسبب في الوباء القادم، ومن هذا المنطق، تصبح الصين مركزا محتملا للأمر.
لكن حسب العلماء، فإن التحدي هو التكهن بالتوقيت والمكان، وبذل قصارى المجهودات لمحاولة منع مثل هذا الأمر.
aXA6IDE4LjE5MS4yMDIuNDgg جزيرة ام اند امز