"الحوثي" تزحف نحو "حريب".. "مفتاح" حسم معركة مأرب
عادت معركة مأرب مجددا لواجهة المشهد اليمني في أعقاب بدء مليشيات الحوثي حملة عسكرية كبيرة وجديدة لاجتياح المديريات المحررة في المحافظة الغنية بالنفط والغاز.
وتسببت المعارك التي فجرتها مليشيات الحوثي مؤخرا على امتداد مسرح العمليات في مأرب بموجة نزوح لعشرات الأسر لا سيما القاطنة في مديرية حريب والتي تتعرض لقصف عشوائي وهمجي بالطائرات المسيرة والصواريخ والمدفعية فيما عمدت لتفجير منازل سكنية في مديرية صرواح غربا.
وقالت 3 مصادر عسكرية لـ"العين الإخبارية" إن مليشيات الحوثي عادت للهجوم العسكري المنظم والكبير تحت غطاء ناري من المدفعية الثقيلة والطيران المسير على مواقع قتالية تسيطر عليها قوات محور سبأ التابعة لقوات العمالقة في اليمن.
وبحسب المصادر فإن هجوم مليشيات الحوثي بدأ فعليا قبل أيام إلا أنه اشتد أمس الثلاثاء بشكل غير مسبوق، حيث شن الانقلابيون المدعومون إيرانيا عملية التفافية واسعة لاجتياح مرتفعات استراتيجية مطلة على مدينة حريب، جنوبي المحافظة التي تضم مقر وزارة الدفاع اليمنية.
وذكرت المصادر أن مليشيات الحوثي دفعت بتعزيزات كبيرة وحاولت التقدم العسكري في سلسلة مرتفعات "بورة" و"ملعا" و"اليحموم" إلى الغرب من حريب إلا أن العمالقة دفعت بمزيد الآليات والقوات ونجحت في وقف التمدد الحوثي لمنعه من تغير خطوط الاشتباك.
وقالت المصادر لـ"العين الإخبارية" إن مليشيات الحوثي عمدت لقطع الإنترنت وقصف بلدات حريب الآهلة بالسكان منها بلدة "شرق"، حيث أجبرت سكانها على النزوح بعد تعرض منازلهم لقصف مدفعي وجوي مكثف.
وأشارت المصادر إلى أن المعارك كبدت مليشيات الحوثي حصيلة باهظة من القتلى والجرحى بعد زجها أرتال من مقاتليها في مسعى لاجتياح مدينة حريب اليمنية، فيما قتل 10 جنود من قوات العمالقة ومحور سبأ ودفاع شبوة.
وتسعى مليشيات الحوثي للسيطرة على مواقع استراتيجية في حريب لإحكام قبضتها على كافة الأجزاء الجنوبية من مأرب واتخاذها قاعدة انطلاق لاجتياح المدينة التي تعد آخر معاقل الحكومة المعترف بها دوليا شمالي اليمن.
وتضع الحملة العسكرية الحوثية على حريب التي حررتها قوات العمالقة العام الماضي ضمن عملية "إعصار الجنوب"، وكان لها صدى محلي ودولي واسع، جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة وواشنطن ودول إقليمية على المحك.
حيث جاء هذا التصعيد الكبير بالتزامن مع اتفاق صفقة الأسرى وتطلع الأمم المتحدة للبناء عليه من أجل أحياء مسار السلام وذلك بالدفع نحو وقف دائم لإطلاق النار تمهيدا لإطلاق عملية سياسية شاملة لإنهاء الحرب الحوثية.
وتنظر مليشيات الحوثي إلى سقوط حريب مجددا على أنه مفتاح ثمين لحسم معركة مأرب باعتبارها همزة وصل جغرافية وقاعدة خلفية من شأنها أن تسرع الوصول إلى نفط مأرب.
وحريب هي أولى مديريات مأرب التي تحررها ألوية العمالقة الجنوبية وشكلت حينها خطوة مهمة في تغير موازين القوة في معركة مأرب، إذ تشكل المديرية بوابة المحافظة الجنوبية من جهة شبوة وتتكون من 11 عزلة سكنية.
وكانت مأرب تعرضت لأشرس حملتين عسكريتين لمليشيات الحوثي خلال عامي 2020 و 2021، حيث ضربت المليشيات بالدعوات الأممية والدولية عرض الحائط وواصلت هجومها البري لتسيطر على أجزاء واسعة من جنوب مأرب قبل أن تدخل قوات العمالقة على الخط وتفرمل تقدمها العام الماضي.
aXA6IDE4LjIxNi43MC4yMDUg
جزيرة ام اند امز