معركة إلقاء السلاح.. جحيم على أبواب ماريوبول ولفيف
من ماريوبول شرقا إلى لفيف غربا، تدور مواجهات عسكرية روسية أوكرانية وضغط متبادل بين إلقاء السلاح والتمسك به لآخر نفس.
فبعد ثلاث ساعات من سريان الإنذار الروسي النهائي للقوات الأوكرانية، طلبت موسكو سرعة إلقاء تلك القوات لسلاحها في ماريوبول، صباح اليوم الأحد، لكن لم ترد تقارير في هذا الصدد.
وتحتضن مدينة ماريوبول الأوكرانية ميناء استراتيجيا يقع في منطقة جنوب شرق البلاد.
وفي الساعات الأولى من اليوم الأحد، دوت صفارات الإنذار في أنحاء البلاد؛ إذ تحدث تقرير للجيش الأوكراني عن أن الضربات الجوية الروسية على ماريوبول استمرت بينما كانت هناك "عمليات هجومية بالقرب من الميناء".
وبمثابة الإعلان عن نصر عسكري قريب، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها طهرت المنطقة الحضرية في ماريوبول وبقيت وحدة صغيرة فقط من المقاتلين الأوكرانيين في مصانع الصلب العملاقة أمس السبت.
وبحسب وكالة رويترز فإنه لم يتم التحقق حتى الآن من مصادرة مستقلة من سيطرة موسكو على ماريوبول، التي شهدت أعنف قتال وأسوأ كارثة إنسانية في الحرب.
وفي حالة سقوطها، ستكون ماريوبول أول مدينة كبرى تسقط في أيدي القوات الروسية منذ بدء عمليتها العسكرية التي بدأت في 24 فبراير/ شباط الماضي.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان: "مع الأخذ في الاعتبار الوضع الكارثي في مصنع آزوفستال للمعادن، فضلا عن الاسترشاد بمبادئ إنسانية بحتة، تعرض القوات المسلحة الروسية على مقاتلي الكتائب القومية والمرتزقة الأجانب وقف أي أعمال قتالية وإلقاء السلاح بدءا من الساعة 6 صباحا في 17 أبريل 2022".
وأضافت: "كل من يلقي سلاحه سينجو بحياته"، مضيفة أن المدافعين يمكن أن يغادروا المصنع بحلول الساعة العاشرة صباحا بدون أسلحة أو ذخيرة.
ويقع مصنع آزوفستال، الذي يوصف بأنه حصن في المدينة، في منطقة صناعية تطل على بحر آزوف مساحتها أكثر من 11 كيلومترا مربعا، وتضم عددا كبيرا من المباني وأفران صهر المعادن وخطوط السكك الحديدية.
ومن بين المدافعين عن المدينة مشاة البحرية الأوكرانية وألوية آلية ولواء من الحرس الوطني وفوج آزوف وهو ميليشيات شكلها القوميون اليمينيون المتطرفون وتم دمجها لاحقا في الحرس الوطني. ولم يعرف بعد عدد الموجودين في مصانع الصلب.
بدوره، قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي: "الوضع صعب جدا" في ماريوبول، مضيفا: "جنودنا محاصرون والجرحى محاصرون. هناك أزمة إنسانية.. ومع ذلك الرجال يدافعون عن أنفسهم".
تحرير رهائن المسجد !
وفي تطور جديد ولافت للانتباه، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، صباح اليوم الأحد، تحرير الرهائن الموجودين داخل مسجد مدينة ماريوبول من خلال عملية خاصة أدت إلى مقتل عشرات المرتزقة الأجانب.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيغور كوناشينكوف: "القوات الخاصة الروسية نجحت بإنقاذ رهائن محتجزين في أحد المساجد في ماريوبول".
كوناشينكوف قال: "بناء على طلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تم تنفيذ عملية خاصة في مقاطعة بريمورسكي لتحرير الرهائن المحتجزين من قبل النازيين في المسجد".
ولفت إلى أنه نتيجة للعملية الخاصة تم إطلاق سراح الرهائن المسجد وقتل 29 مسلحا، بمن فيهم مرتزقة أجانب.
ليس هذا فحسب، بل "تم محاصرة 400 مسلح من المرتزقة في مصنع أزوف ستال بمدينة ماريوبول معظمهم من مواطني الدول الأوروبية وكذلك كندا والولايات المتحدة"، وفقا للمتحدث الروسي.
بين كييف ولفيف
وخلال ساعات الليل، أطلقت القوات الجوية الروسية صواريخ عالية الدقة على مصنع للذخيرة بالقرب من قرية بروفاري بمنطقة كييف.
ووفقا لـ"كوناشينكوف" فقد نجحت قوات الدفاع الجوي الروسية في إسقاط 10 طائرات مسيرة أوكرانية بالقرب من بلدة أفدييفكا وبايراك ولوزوفايا ومالايا كاميشفاخا ونوفوبروكوفيفكا وتشرنوبايفكا وياسينوفاتوي.
الجيش الأوكراني بدوره أكد أن الطائرات الحربية الروسية التي أقلعت من روسيا البيضاء أطلقت صواريخ على منطقة لفيف بالقرب من الحدود البولندية، لافتا إلى أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت أربعة صواريخ كروز.
ولفيف الواقعة في غرب البلاد بمثابة ملاذ للاجئين ووكالات الإغاثة الدولية.