"معركة بيحان".. درس عسكري بقيادة "العمالقة" للحوثي
لاقى الانتصار الخاطف والحاسم لقوات العمالقة في مديريات بيحان بمحافظة شبوة، ردود فعل يمنية واسعة باعتباره درسا عسكريا قاسيا للحوثي.
وعلق ناشطون ومسؤولون يمنيون على معركة بيحان، مشيرين إلى أن الضربات المتتالية للعمالقة وهزيمتها لمليشيات الحوثي، في عسيلان وبيحان في ظرف أسبوع واحد يقدم تجربة جديدة في كسب وإدارة المعركة مع الانقلابيين المدعومين إيرانيا.
واعتبروا أن قوات العمالقة ضربت مثالا على تقديم دروس يمنية قاسية لمليشيات الحوثي التي حاولت التسلل إلى المحافظات الجنوبية، انطلاقا من البيضاء وغيرها من مناطق سلمها الإخوان في سبتمبر/أيلول الماضي.
وحينما تبدأ قوات العمالقة في القتال فإن مليشيات الحوثي تبدأ في الانهيار، لأنها تدرك أن لا شيء في أدبيات العمالقة القتالية، تراجع أو استسلام أو اتفاق على التسليم، بحسب نشطاء.
دفن أحلام الحوثي
ما قدمته قوات العمالقة، يعد مثالا بسيطا من مشوارها العسكري الحافل بشهادات النصر والتي دفنت أحلام الحوثي في بضعة أيام في شبوة.
ووفقا للناشط السياسي مروان محمود، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، فإن انتصارات العمالقة قدمت درسا أن جماعة الإخوان وقيادتها ضخمت مليشيات الحوثي وسوقت افتراضات أنه لا يمكن الانتصار عليها.
وأضاف أن كل هزيمة كان سببها الإخوان، ومن أجل إنقاذ مأرب يجب إزاحتهم من المشهد وإقالتهم من مناصبهم العسكرية والأمنية.
من جانبه، كتب الصحفي والمحلل السياسي سياف الغرباني أن قوات العمالقة قدمت معجزة عسكرية بإسقاطها آخر معاقل الحوثي في بيحان.
وقال الغرباني، على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن قوات العمالقة أنجزت معجزة في بيحان قياسا بالمدة الزمنية، وكثافة حقول الألغام وحجم القوات التي دفعت بها مليشيات الحوثي.
وأشار إلى أنها في ظرف 6 أيام استعادت مديرتين في معركة كلفت مليشيات الحوثي خسائر تفوق خسائرها في بعض جبهات القتال منذ بدء الحرب.
مفتاح النصر
إلى ذلك، وصف مدير الإعلام العسكري لقوات لمقاومة الوطنية عبدالناصر المملوح قوات العمالقة بأنها "مفتاح النصر في كل معركة ضد المشروع الإيراني".
وقال المسؤول العسكري على حسابه في موقع "تويتر" طالعتها "العين الإخبارية" إن "عملية إعادة الانتشار في الساحل الغربي تحرر شبوة في الساحل الشرقي، وتنهي آمال مرتزقة إيران في مأرب، على يد أبطال العمالقة".
أما الصحفي عبدالكريم المدي فعلق على تسجيل مرئي يظهر فرار أطقم مليشيات الحوثي من أرض المعركة مخلفة خلفها غبارا كثيفا "لم يبقَ بعد مليشيات الحوثي الإرهابية غير الغبار، هذا غبارهم الذي خلفوه اليوم في عقبة القنذع بالبيضاء وهم يفرون، لِمن أراد أن يعتبر فليعتبر".
وسيطرت قوات العمالقة، الجمعة، على مدينة العليا مركز مديرية بيحان، بعد معارك ضارية مع مليشيات الحوثي، ما ينهي الوجود الحوثي في "بيحان" بعد أن كان وجودها فيها يشكل مصدر تهديد وقاعدة انطلاق نحو مديريات أخرى في المحافظة النفطية.
كسب الرهان
وينظر إلى قوات العمالقة التي قاتلت مليشيات الحوثي في شبوة بمفردها دون إسناد من أي تشكيلات قتالية أخرى، بأنها كسبت الرهان وسحقت المليشيات المدعومة إيرانيا.
وتلقت مليشيات الحوثي هزيمة ثقيلة، لم تكن تتوقعها رغم أنها دفعت بأعداد كبيرة من الأفراد، كما أنها استخدمت كثافة الألغام الأرضية لإعاقة تقدم العمالقة.
لكن خطط مليشيات الحوثي انتهت، مع استخدام قوات العمالقة تكتيكا قتاليا متقدما، إذ وزعت قواتها على محاور هجومية عدة، بينما تركت قوات اللواء الحادي عشر مهمة فرض الأمن في المناطق التي يتم تحريرها، حتى لا تحدث خيانات غير متوقعة.
ويقول خبراء يمنيون لـ"العين الإخبارية" إن قوات العمالقة ركزت في خطتها العسكرية لاستعادة المديريات الثلاث على قطع خطوط الإمداد التابعة لمليشيات الحوثي، واستخدام عنصر المفاجئة في الهجوم.
ومن ضمن العوامل التي ساعدت قوات العمالقة على تحقيق نصر سريع، التكتيكات القتالية المتمثلة في التطويق وفرض الحصار على مليشيات الحوثي داخل الأحياء السكنية، ودفعها تحت الضغط للفرار.
ويكاد يكون من المستحيل تجاوز الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي بكثافة، لكن أمام قوات العمالقة لم يكن هناك شيء مستحيل، إنما الهزيمة هي المستحيل الوحيد في قاموسها العسكري.