"إعصار الجنوب" على عتبات "بيحان" اليمنية.. التحرير مسألة وقت
أصبح معقل الحوثي في محافظة شبوة اليمنية في مرمى ألوية العمالقة مع شروق شمس سابع أيام عملية "إعصار الجنوب".
وقالت ألوية العمالقة الجنوبية إن تحرير "بيحان" ضرورة حتمية، وتعد مسألة وقت لا أكثر" في تعليقها على تطورات العملية العسكرية الجديدة في الجهة الغربية الشمالية من شبوة.
وبدأت ألوية العمالقة الجنوبية، الخميس، مرحلة جديدة من عملية "إعصار الجنوب"، وبحسب مصدر عسكري لـ"العين الإخبارية"، فقد انطلقت من 3 محاور عمودية جلها تسعى لتحرير مدينة العليا حاضرة بيحان وأهم معقل لمليشيات الحوثي في شبوة.
وتستعرض "العين الإخبارية" مستجدات اليوم الـ6 للمعركة الشرسة والمسارات المتوقعة لليوم، الجمعة، لرسم خارطة يومية لعملية "إعصار الجنوب" التي تستهدف تحرير مدينة العليا، المركز الإداري لمديرية بيحان الرابضة بين سلاسل جبلية تحيطها من كل جانب.
ففي المحور الأول حررت العمالقة بلدتي "الصفحة" و"آل مطهر"، فيما المحور الثاني على الخط الرئيسي (بيحان – النقوب)، تدور رحى المعركة بضراوة حول محيط مفرق "السعدي" أو مفرق حريب، حيث تستميت مليشيات الحوثي هنا باعتباره خط إمدادها الرئيسي.
ويبعد مفرق السعدي عن مدينة العليا بنحو 16 كليومترا.
وعلى المحور الثالث فالتوغل عبر "وادي بيحان"، وتتركز المعارك في مشارف بلدة "الحنو" و"هجر آل الشيخ" أولى البلدات المهمة في بيحان وتبعد عن مدينة العليا (الهدف) نحو 13 كيلومترا وفق تقديرات، ذات المصدر.
وأكدت قوات العمالقة تحرير بلدتي "الصفحة"، و"الديمة"، الرابضة بين الجبال والسيطرة على جبل "عتيق"، الاستراتيجي المطل على الخط الأسفلتي في المحور الأول.
وفي القلب، تستمر العمالقة في فرض السيطرة النارية المحكمة على مفرق "السعدي" الذي تنتحر فيه المليشيات لتكشف مدى أهمية هذا المثلث الاستراتيجي في تعزيزات الانقلابيين القادمة من البيضاء نحو شبوة ومأرب.
وفي حدث لا يقل أهمية عن المعركة على الأرض، انتشرت قوات دفاع شبوة لتأمين مديريتي مرخة السفلى ومرخة العليا على حدود البيضاء ضمن جهود أمنية لمنع أي اختراقات حوثية من شأنها إرباك العملية العسكرية لألوية العمالقة.
انتصارات 6 أيام
قالت قوات ألوية العمالقة في بيان إن "تحرير بيحان أمر حتمي، وتعد مسألة وقت لا أكثر"، مشيرة إلى أن عملية "إعصار الجنوب" لا تهدف إلى تحرير مديريات شبوة فقط بل "جعل المليشيات تدفع الثمن باهظاً وتلقينها أشد الخسائر عدةً وعتاداً".
ونشر المركز الإعلامي لقوات العمالقة حصاد 6 أيام من المعارك الطاحنة ووصف المرحلة الأولى من العملية الخاطفة لتحرير مدينة عسيلان بأنها "زلزلت الأرض تحت أقدام عناصر الحوثيين بهجوم مباغت مسنودة بطيران التحالف العربي".
وتؤوي مدينة عسيلان أكثر من 22 ألف نسمة غالبيتهم ينحدرون من قبيلة بلحارث التي تستوطن مختلف قرى ومراكز المديرية الغنية بالنفط.
وفي المرحلة الثانية للعملية، يومي 2 و3، وسعت ألوية العمالقة من خارطة سيطرتها الميدانية، ووفق البيان، فقد حررت عديدا من السلاسل الجبلية الاستراتيجية المطلة على عسيلان منها جبل "بن عقيل"، و"لخضير" و"السليم".
كما حررت بلدات "هجر كحلان" و"طوال السادة" عقب توغل ناجح على بعد 3 كيلومترات من مركز مديرية عسيلان وحتى الموطن الأصلي لآثار مدينة "تمنع" عاصمة مملكة "قتبان"، إحدى أقدم حضارات اليمن القديمة.
اليوم الرابع والخامس
وطهرت العمالقة في اليوم الـ4 عديدا من البلدات منها "الحجوف" ومدينة "النقوب" و"المزارب" و"الحمى" ومفرق "الحمى" وجبل "آل سبيعان" الاستراتيجي وقرية "الهجير" وقريتا "العطف" و"لسيود" حتى مفرق "السعدي".
وكانت معركة مدينة النقوب التي كانت تتخذها مليشيات الحوثي معقلا متقدم في إدارة انشطتها الإرهابية هي الأصعب والأكثر شراسة، لكن هجوم العمالقة المباغت والالتفاف وقف بشكل كبير خلف الانهيارات الحوثية.
وأشار البيان إلى أنه رغم كثافة الألغام الحوثية، لكنها فشلت في إيقاف تقدم العمالقة بعد معارك شرسة استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة.
وحفل اليوم الخامس بتطهير قاعدة "اللواء 163 مشاة" العسكرية ومرتفعات "الصفراء" و"السليم" و"العلم"، الممتدة لأكثر من 10 كيلومترات، وكانت حصونا منيعة لمليشيات الحوثي، وقد تم إسقاطها عقب تطويقها وقطع خطوط إمدادها.
وطبقا لألوية العمالقة الجنوبية فإن مئات الجثث من قتلى مليشيات الحوثي تناثرت على امتداد الهجوم من عسيلان وحتى مشارف مديرية بيحان في انتصارات متسارعة أظهرت تغيراً كبيراً في موازين القوى على الأرض.
أهدف قادمة
وما زالت هناك مديريتان فقط في شبوة تخضع لمليشيات الحوثي، وهي "عين" و"بيحان" وتقع على مساحة تقدر بألف و458 كيلومترا مربعا، لكن مع تقدم العمالقة باتت الدائرة تضيق شيئا فشيئا على الانقلابيين.
ومن بين هذه المساحة الإجمالية هناك 3 أهداف من شأنها قلب معادلات القوة ضد الحوثيين وهي قاعدة "اللواء 19 مشاة" العسكرية ومعسكر القوات الخاصة ومدينة "العليا" والتي تستهدف ألوية العمالقة تحريرها والزحف نحوها.
وتكمن أهمية السيطرة على مديرية "عين" أقصى شمال غرب شبوة (جنوب) بكونها تفك الحصار كليا عن جنوب مأرب (شرق) وأما السيطرة على مدينة "العليا" ببيحان فتفتح جبهات جديدة صوب محافظة البيضاء (وسط).
وتكتسب محافظة شبوة (جنوب اليمن) أهميةً جيوعسكرية كبيرة؛ عطفًا على موقعها الجغرافي الذي يتوسط المحافظات الشمالية والجنوبية من البلاد.
فهي تمثل منفذ جنوب اليمن وشماله نحو شرق البلاد، حضرموت والمهرة، كما أنها تتاخم محافظات أبين من الجنوب والغرب، ومحافظة البيضاء من الغرب، ومأرب من الشمال الغربي.