بيحان تتحرر.. بوابة شبوة تقصم ظهر الحوثي
لفظت بيحان إحدى أهم مديريات محافظة شبوة مليشيات الحوثي، وذلك عقب مرور أسبوع واحد فقط من انطلاق عملية "إعصار الجنوب" لقوات العمالقة.
وتلتحق مديرية بيحان بمديرية عسيلان التي تحررت في مطلع يناير/كانون الثاني الجاري لدى انطلاق العملية العسكرية، حيث تعد تتويجا للانتصارات التي قاداتها العمالقة في هذه الرقعة الجغرافية على الحدود من محافظتي مأرب والبيضاء.
وعمت البهجة شتى مدن جنوب اليمن عقب إعلان محافظ شبوة، عوض الوزير، تحرير مركز مديرية بيحان واستمرار المعركة في أريافها بقيادة قوات العمالقة وبدعم جوي من مقاتلات التحالف العربي.
وكانت بيحان هي إحدى مديريات شبوة الـ3 بجانب عسيلان وعين، التي سيطرت عليها مليشيات الحوثي في سبتمبر/أيلول الماضي بتواطؤ مخز وفاضح من قادة تنظيم الإخوان، التي كانت تدير المحافظة حينها.
أهمية بيحان
تعتبر "مدينة العليا" هي الحاضرة التاريخية لمديرية بيحان وتربض بين سلاسل جبلية وتعرف ببوابة محافظة شبوة مع المحافظات اليمنية الشمالية خصوصا البيضاء وصنعاء.
كما لها أهمية كبيرة عسكريا وتاريخيا واقتصاديا، باعتبارها سوقا تجاريا كبيرا يستقطب التجار والمستهلكين من المحافظات المجاورة كالبيضاء ومأرب، وينخرط سكانها بكثافة في المجال التجاري.
وتكتسب بيحان كمديرية أهمية عسكرية كونها تقع على حدود مديريات جنوب محافظة مأرب ومحافظة البيضاء الخاضعة لمليشيات الحوثي، مما يسهل عملية فتح جبهات جديدة للانقلابيين في عمق سيطرتهم.
وتبلغ المساحة الجغرافية لبيحان 616 كيلومترا مربعا، بينما عدد سكانها يتجاوز 60 ألف نسمة، وهي أكبر مديرية بعد عتق مركز المحافظة من حيث عدد السكان.
وتبعد مديرية بيحان نحو 200 كلم عن مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، وأكثر من 400 كيلومتر عن العاصمة صنعاء، وتعد من مناطق اليمن ذات الأهمية التاريخية والحضارية، كونها كانت مقرا للدولة القتبانية التي تأسست في القرن الـ5 قبل الميلاد.
وظهرت قتبان في وادي بيحان، وامتدت سيطرتها من وادي بيحان شرقاً إلى البحر الأحمر غرباً، ومن أنحاء مدينة ذمار شمالاً إلى البحر العربي جنوباً.
وعام 1998، نفذت بعثة أوروبية يمنية مشتركة مسوحات أثرية للتنقيب عن مخزون بيحان من الآثار التاريخية، وتم اكتشاف مجمع "سوق شمر" وهو السوق الرئيسي لدولة قتبان، وكذلك ما يسمى بعمود القانون التجاري القتباني.
وتعد بيحان بمديرياتها الـ(عسيلان - بيحان - عين) إحدى معاقل الثروة النفطية في اليمن، حيث يوجد فيها حقل نفطي إضافة إلى ثروات نفطية أخرى كانت ضمن أنشطة استكشافية قبل فوضى الإخوان 2011 في البلاد.
سيدة المعارك
ويقول قائد الشرطة العسكرية سابقا في محافظة شبوة العقيد محمد بن مبارك البريكي إن "بيحان تعتبر من المديريات الغنية كمديرية عرماء، وهما منطقتان ثريتان في محافظة شبوة في إنتاج النفط وتعدان جوهرتين ثمينتين، سعى الحوثي وحزب الإخوان للسيطرة عليهما".
وأشار المسؤول العسكري السابق إلى أن مليشيات الحوثي سيطرت على بيحان ولم تصل لعرماء، لكن "هذه الأخيرة لم تسلم من هيمنة حزب الإصلاح الإخواني، وحان لها أن تتحرر من هذه الهيمنة".
وأضاف لـ"العين الإخبارية" أن "مليشيات الحوثي التي احتلت بيحان اليوم تخسرها في معركة مع أبطال قوات العمالقة الجنوبية في أقل من أسبوع، وها هي اليوم تتنفس الحرية".
ووصف العقيد البريكي معركة تحرير بيحان بـ"سيدة المعارك" التي بددت أحلام مليشيات الحوثي، بل تبخرت من خلال هذه المعركة وضربة لأطماعها التوسعية.
وأوضح أن قوات العمالقة الجنوبية حررت بيحان بما فيه عاصمة بيحان ومركزها الرئيسي مدينة "العليا"، بوقت قصير لا يتوقعه أحد، إثر تمتعها بقوة مدربة والتجهيزات الجديدة للمعركة والحسم السريع.
وأما "مليشيات الحوثي فقد كان من نصيبها الفشل السريع في بيحان، وأعتقد أن معركة تحرير بيحان ونجاحها سيفتح الطرق لتحقيق انتصارات قادمة في مناطق أخرى، وفقا للعقيد البريكي.
إضعاف قوة الحوثي
وبشأن الأهمية على المستوى العسكري، قال الخبير العسكري اليمني وضاح العوبلي إن تحرير بيحان سوف يسهم بشكل مباشر في إضعاف قوة الحوثيين المتمركزة جنوبي مأرب، وسيجعل تحرير مديرية حريب مأرب تحصيل حاصل باعتبارها على الحدود الشمالية لبيحان.
وأضاف في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن تحرير بيحان سيتيح أيضاً فتح الباب أمام أي تحركات قادمة لتحرير البيضاء إلى جانب ما تمثله بيحان من عمق تاريخي لشبوة واليمن ككل، تمثل كذلك امتدادا قبليا واجتماعيا وجغرافيا لمحافظتي شبوة ومأرب وقبائلهما.
وأصبح ظهر مليشيات الحوثي في جبهات مأرب الجنوبية عقب تحرير بيحان مكشوفاً ومهدداً بعد التقدم الاستراتيجي لقوات العمالقة في هذه المديرية، طبقا للعوبلي.
aXA6IDMuMTIuNzMuMTQ5IA== جزيرة ام اند امز