القرية البدوية بغزة .. مخاوف الاجتياح تقود الأهالي للنزوح
تحت وطأة القصف العشوائي، والخوف من الاجتياح، بدأ المئات من سكان القرية البدوية وتجمعات أخرى شمال قطاع غزة بالنزوح عنها.
وتقع القرية أقصى شمال بلدة بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، على مساحة تصل إلى نحو 800 دونم، ويسكنها أكثر من 5 آلاف نسمة، جميعهم من القبائل البدوية، وهي ملاصقة للحدود مع الأراضي الإسرائيلية.
ومنذ ساعات صباح الخميس، قصفت الدبابات الإسرائيلية بعشرات القذائف المدفعية المنطقة الحدودية مركزة على المنطقة الشمالية، وهو ما دفع المئات للنزوح من منازلهم.
ووفق مصادر محلية، فقد اشتدت وتيرة القصف في ساعات المساء، وبات هناك سكان عالقون لا يستطيعون الخروج فيما لا تستطيع سيارات الإسعاف الوصول للمنطقة.
وأكد مصدر طبي لـ"العين الإخبارية" مقتل 5 فلسطينيين وإصابة 25 آخرين من القرية جراء القصف العشوائي، مشيرا إلى أن هناك ضحايا آخرين لا أحد يستطيع الوصول لهم.
قصف مركز
عامر أبو خوصة أحد السكان قال لـ"العين الإخبارية": إن عددا كبيرا من القذائف أطلقتها الدبابات الإسرائيلية للمنطقة ونتج عن هذه القذائف دخان أبيض له رائحة مؤذية جدا، مرجحا أن تكون من قذائف الفسفسور الأبيض.
ووفق أبو خوصة، فإن القوات الإسرائيلية تقوم بقصف مركز يرمي لعملية مسح شاملة لدفع السكان للنزوح القسري، وهو ما يرجح وجود نية إسرائيلية لاجتياح المنطقة وفق تجاربهم السابقة.
وسبق في الحروب السابقة أن اجتاحت القوات الإسرائيلية المنطقة الملاصقة للحدود الشمالية للقطاع، وقد سبق ذلك حينها قصف عنيف مماثل.
مدرسة إيواء
ولجأ النازحون إلى أقارب وإحدى المدارس البعيدة لإيوائهم، وهو أمر بات يتكرر في جولات المواجهة المتكرر في قطاع غزة.
مصادر محلية أكدت أن العشرات الآخرين من السكان في المناطق الحدودية شرق شمال القطاع بدأ فعلا بالنزوح مع الأنباء عن الحشود الإسرائيلية والقصف المدفعي المكثف.
حشود عسكرية
وقال شهود إن دبابات إسرائيلية شوهدت تتحرك جهة المنطقة الحدودية وتتجمع في المنطقة.
وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، وجود حشود عسكرية كثيفة على حدود قطاع غزة جاهزة لشن عملية برية إذا ما صدرت تعليمات بذلك.
والخميس، أعلن الجيش الإسرائيلي، استدعاء 7 آلاف جندي احتياطي، وإلغاء الإجازات في جميع الوحدات القتالية.
وجاءت الخطوات مع إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع بيني جانتس إن العملية في قطاع غزة ستستغرق بعص الوقت.
وقالت الجيش الإسرائيلي إنه تم استدعاء 7000 من جنود الاحتياط، حتى الآن، معظمهم من العاملين بنظام القبة الحديدية والمسعفون.
وأضاف أنه تم إلغاء الإجازات لجميع الوحدات القتالية.