"لحوم البقر" غير صديقة للمناخ.. انبعاثات كبيرة من "الهامبورجر"
يعتقد باحثون أن انبعاثات الكربون الصادرة عن وجبة "الهامبورجر" قد تكون أكثر من المتوقع، ولها تأثير كبير على التغير المناخي العالمي.
هؤلاء الباحثون، قاموا لأول مرة بتحديد كمية انبعاثات الغازات الدفيئة المتزايدة في التجارة الدولية لمنتجات زراعية معينة، مثل لحوم البقر، المسؤولة عن إزالة الغابات.
وتمثل "انبعاثات استخدام الأراضي" نحو 25% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري عالمياً، وتتم غالباً في البلدان الأفقر، التي تصدر الغذاء إلى الولايات المتحدة وأوروبا والصين ودول صناعية أخرى، وفقاً لورقة بحثية، تمت مراجعتها من باحثين آخرين، وتم نشرها في 6 مايو/أيار 2022 في مجلة "ساينس".
وذكرت الورقة البحثية، أن "انبعاثات استخدام الأراضي كبيرة بما يكفي لتهديد الأهداف المناخية الدولية حتى لو تم الحد من انبعاثات الوقود الأحفوري بشكل كبير".
من انبعاثات استخدام الأراضي الناتجة عن الإنتاج الزراعي، انبعاثات غاز الميثان الناتج عن رعي الماشية، وكذلك الغازات الدفيئة المنبعثة من قطع الغابات للأغراض الزراعية، مثل تجهيز المراعي للماشية.
أوروبا وانبعاثات الميثان
تعتمد خطة "الاتحاد الأوروبي" لخفض الانبعاثات بنسبة 55% على الأقل بحلول عام 2030 بشكل نسبي على التوسع في استخدام الوقود الحيوي "الميثان". ويتطلب ذلك الهدف تحويل خُمس الأراضي الزراعية في الاتحاد الأوروبي من الطعام إلى الوقود، ما لم يتم استيراد محاصيل الوقود الحيوي.
وقد قامت أوروبا بنقل الكثير من انبعاثات استخدام أراضيها الزراعية إلى دول أخرى، فهناك طلب متزايد بشكل كبير على الغذاء وقد زادت المشكلة بسبب تحويل الحكومة استغلال الأراضي إلى الطاقة الحيوية.
وتبعث الورقة البحثية برسالة مهمة حول المسؤولية عن انبعاثات استخدام الأراضي، فالناس يعتقدون أن الأمر مجرد أحد الأنشطة الضارة التي تقوم بها البلدان النامية التي تقطع الغابات، لكن الدافع الحقيقي وراء ذلك هو الطلب على المنتجات في الولايات المتحدة وأوروبا والصين.
وتعتبر الحبوب والمحاصيل الزيتية، مثل فول الصويا وزيت النخيل، التي تدخل في التجارة الدولية للمنتجات الزراعية، مسؤولة عن 45% إلى 55% من انبعاثات استخدام الأراضي بين عامي 2004 و2017، بينما تساهم الماشية والخنازير والحيوانات الأخرى ما بين 14% إلى 19% من الانبعاثات، فيما تساهم الفاكهة والخضروات بنسبة أقل تبلغ 8% فقط.
لذلك؛ ينبغي على الحكومات خفض انبعاثات استخدام الأراضي من خلال تبني سياسات لتقليل الاعتماد على الوقود الحيوي، وخفض الطلب على اللحوم. فيما يمثل فرض رسوم جمركية على المنتجات ذات الانبعاثات العالية من استخدام الأراضي، خياراً آخر لتقليص انبعاثات الأراضي الزراعية.
انبعاثات لحوم الأبقار والألبان كبيرة
ووفق دراسة تحليليّة معمّقة نُشرت في سبتمبر 2021 بمجلة "نيتشر فود"، حول النّظم الغذائيّة في العالم، اتضح أن اللحوم والمنتجات اللّبنية تسبب ضِعف ما ينتج من الأطعمة النّباتية من انبعاثات غازيّة.
وأكّدت الدّراسة التي شملت 171 محصولاً زراعياً و16 منتجاً حيوانياً في 200 دولة أنّ إنتاج الغذاء مسؤول عن أكثر من ثلث (35 في المئة) انبعاثات غازات الدّفيئة في العالم – وتتجاوز هذه النّسبة إلى حدٍّ كبير التّقديرات السّابقة.
فبحسب الدّراسة، تستأثر اللحوم والمنتجات اللّبنية بــ57 في المئة من إجمالي الانبعاثات ذات الصّلة بالأغذية مقابل 29 في المئة للنباتات. وتتصدّر لحوم الأبقار لائحة أكثر منتجات اللحوم تلويثاً للمناخ، مع تسبّبها في ربع الانبعاثات النّاتجة من الأغذية الحيوانيّة. أما الانبعاثات المتبقية، فتتأتى عن إنتاجات أخرى من قبيل القطن والمطاط.
وتبلغ انبعاثات غازات الاحتباس الحراريّ السنويّة من إنتاج الغذاء 17 مليار طن متري من مكافئ ثاني أكسيد الكربون أو 35 في المئة من مجمل الانبعاثات التي يتسبّب بها الإنسان حول العالم، مع الأخذ في الاعتبار أنّ اللحم البقريّ هو أكثر الأغذية الحيوانيّة شهرةً واستهلاكاً، يليه الحليب البقري ولحم الخنازير.
وهذه النتائج تشير إلى دليل إضافي على أنّ إنتاج الأطعمة الحيوانيّة عمومًا، واللحوم الحمراء خصوصًا، هو أحد المحرّكات الرّئيسيّة لأزمة المناخ.