بكين: وقف تصعيد حرب التجارة يفيد العالم
مسؤول صيني يقول إن بلاده ستعمل مع أمريكا لمعالجة المخاوف الأساسية للطرفين على أساس الاحترام وأن وقف حرب التجارة سيكون أمرا طيبا للعالم
قال ليو هي نائب رئيس الوزراء الصيني، السبت، إن الصين ستعمل مع الولايات المتحدة لمعالجة المخاوف الأساسية لكل من الطرفين على أساس المساواة والاحترام المتبادل وإن وقف الحرب التجارية سيكون أمرا طيبا للبلدين والعالم.
وقال ليو، وهو أيضا المفاوض الرئيسي في المحادثات التجارية، خلال مؤتمر للواقع الافتراضي في مدينة نانتشانج عاصمة إقليم جيانغشي بجنوب شرق الصين: "إن الجانبين حققا تقدما كبيرا في مجالات كثيرة ووضعا أساسا مهما للتوقيع على اتفاق مرحلي".
وأوضح في كلمة عامة نادرة بشأن الحرب التجارية أن "وقف تصعيد الحرب التجارية يفيد الصين والولايات المتحدة والعالم كله، وما يتمناه المنتجون والمستهلكون على حد سواء".
وتوصلت الصين والولايات المتحدة إلى اتفاق محدود الأسبوع الماضي نحو إنهاء الحرب التجارية التي أقلقت الأسواق العالمية وأثرت على النمو العالمي. ويعمل الجانبان على التوصل لاتفاق خطي.
ولفت ليو، السبت، إلى أن الصين ستزيد من الاستثمارات في التكنولوجيات الأساسية للتعجيل بإعادة الهيكلة الاقتصادية، وأضاف أن الآفاق الاقتصادية لا تزال "مشرقة للغاية".
وتابع "لا نشعر بقلق بشأن التقلبات الاقتصادية على المدى القصير. لدينا كل الثقة في قدرتنا على تلبية أهداف الاقتصاد الكلي لهذا العام".
وقال إن تحسن العلاقات بين الصين والولايات المتحدة يفيد العالم، مشيرا إلى أن نمو التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والولايات المتحدة مرتبط بسلام واستقرار وازدهار العالم كله.
وأضاف "بإمكان الصين والولايات المتحدة أن تلتقيا في منتصف الطريق على أساس المساواة والاحترام المتبادل ومعالجة المخاوف الأساسية لكل منهما ومحاولة خلق مناخ جيد وتحقيق الأهداف المشترك لكل من الجانبين".
ومساء أمس الجمعة، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يعتقد أن اتفاقا تجاريا بين الولايات المتحدة والصين سيجرى توقيعه بحلول اجتماعات منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ "أبيك" في تشيلي 16 و17 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وأضاف "نحن نعمل مع الصين بشكل جيد جدا.. أشياء كثيرة جيدة تحدث".
وأعلنت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، اتفاقا تجاريا جزئيا مع الصين، وينص الاتفاق المبدئي - الذي يأذن بانتهاء الحرب التجارية التي استمرت 18 شهرا بين القوتين الاقتصاديتين - على بكين أن تزيد حجم مشترياتها من المنتجات الزراعية الأمريكية.
وكتب ترامب في تغريده على تويتر "اتفاقيتي مع الصين ستبدأ فورا بشراء كميات كبيرة جدا من منتجاتنا الزراعية، ولن يتم الانتظار حتى توقيع الاتفاقية".
بموجب اتفاق المرحلة الأولى تشتري الصين - حسب تصريحات سابقة لترامب - منتجات زراعية أمريكية بقيمة 40 - 50 مليار دولار في السنة، وهي كمية تزيد مرتين ونصف مرة على الحد الأعلى للمشتريات الصينية السنوية.
وهذا الحد سجل عام 2017 حين استوردت بكين ما يساوي 19.5 مليار دولار من هذه المنتجات، قبل أن يتراجع هذا الحجم لنحو 9 مليارات دولار عام 2018 تحت تأثير الحرب التجارية.
وأضاف ترامب في تغريدته "وافقت على عدم زيادة الرسوم الجمركية من 25% إلى 30% في 15 أكتوبر/تشرين الأول، وستبقى بنسبة 25%".
ورغم التقدم في المفاوضات التجارية بين بكين وواشنطن، لم يتم اتخاذ أي قرار حول الرسوم الجمركية بنسبة 15% التي ستدخل حيز التنفيذ في ديسمبر/كانون الأول المقبل حول سلع شائعة الاستهلاك.
وتنعكس تبعات الحرب التجارية بين واشنطن وبكين على الاقتصاد العالمي بمجمله، حيث حذر صندوق النقد الدولي مؤخرا من أن التوتر التجاري وآثاره الجانبية مثل تجميد الاستثمارات والبلبلة في سلاسل التموين الدولية، ستقتطع 700 مليار دولار من إجمالي الناتج الداخلي العالمي بحلول 2020، ما يوازي حجم الاقتصاد السويسري.