الصين تحظر ChatGPT.. مواجهة جديدة بين بكين وواشنطن
ذكرت تقارير إخبارية أن السلطات في الصين ضيقت الخناق على الوصول إلى روبوت الدردشة "ChatGPT" الآلي.
جاء الحظر في وقت تسعى فيه الشركات التقنية والجامعات في الصين لتطوير نسخة محلية من الروبوت الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي.
وأزال العديد من التطبيقات الصينية الشهيرة الوصول إلى ChatGPT (تشات جي بي تي)، وهو روبوت محادثة الذكاء الاصطناعي الذي أحدث ثورة في العالم.
ولا يتوفر ChatGPT رسميًا في الصين، لكن العديد من التطبيقات على منصة التواصل الاجتماعي الصينية WeChat سمحت سابقا بالوصول إليه دون الحاجة لاستخدام برامج إخفاء عناوين IP (VPN) أو رقم هاتف محمول أجنبي.
أبواب مغلقة
هذه الأبواب تبدو الآن مغلقة، ففي وقت سابق من هذا الأسبوع قال تطبيقا ChatGPTRobot وAIGC Chat Robot إن برامجهما قد توقفت بسبب "انتهاك القوانين واللوائح ذات الصلة".
وقال تطبيقان ChatgptAiAi وChat AI Conversation الصينيان، إن خدمات تشات جي بي تي الخاصة بهما توقفت عن العمل بسبب "تغييرات الأعمال ذات الصلة" وتغييرات السياسة.
كان تطبيق "شينلان ال بي" أكثر غموضا بشأن سبب عدم القدرة للوصول إلى تشات جي بي تي، مشيرًا إلى "أسباب مختلفة" للإغلاق.
وعلى الرغم من أنه من غير الواضح ما الذي أدى إلى عمليات الإغلاق هذه، إلا أن هناك علامات أخرى على احتمال وجود قلق من قبل بكين تجاه ChatGPT.
ويوم الإثنين الماضي، أصدرت وسائل الإعلام التي تديرها الدولة مقطع فيديو يزعم أن السلطات الأمريكية يمكن أن تستخدم برنامج الدردشة الآلي "لنشر معلومات مضللة والتلاعب بالرأي العام"، مشيرة إلى ردوده بشأن إقليم "شينجيانغ" كدليل مفترض على التحيز.
وشينجيانغ هو إقليم يتمتع بالحكم الذاتي في شمال غرب الصين، وهو موطن لكثير من مجموعات الأقليات العرقية.
وقد أعربت مقالات أخرى في وسائل الإعلام الحكومية مؤخرا عن انتقادات وشكوك تجاه ChatGPT، حيث أعلنت صحيفة تشاينا ديلي أن صعودها يسلط الضوء على الحاجة إلى "لوائح صارمة".
وشهدت العديد من شركات التكنولوجيا الصينية انخفاضا في أسهمها يوم الخميس الماضي، بعد انتشار الأخبار التي تفيد بأن تطبيقات WeChat قد أزالت خدمات ChatGPT.
وأغلقت أسهم كل من "هنونج تكنولوجي" و"ديب جلاينت تكنولوجي"، وكلاهما مطور منتجات وخدمات ذكاء اصطناعي، على انخفاض بنسبة 10% و5.5% على التوالي.
سباق الذكاء الاصطناعي
وظهر ChatGPT على الساحة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وانتشرت بسرعة بفضل قدرتها على تقديم إجابات مطولة وشاملة -وإن كانت غير دقيقة في بعض الأحيان- على الأسئلة والمطالبات.
ومنذ إطلاقها تم استخدام الأداة لكتابة مقالات النشرات الإخبارية، وصياغة ملخصات أوراق بحثية خدعت بعض العلماء واجتازت حتى امتحانات القانون والأعمال على مستوى الدراسات العليا (وإن كانت بدرجات منخفضة) في إحدى الجامعات.
وقد أثار أيضا القلق بشأن عواقبه غير المعروفة على المدى الطويل، مثل تأثيره على التعليم وتشجيع الطلاب على الغش في المهام.
وعلى الرغم من هذه المخاوف فإن نجاح ChatGPT حفز سباقا عالميا للذكاء الاصطناعي.
وتخطط مايكروسوفت لاستثمار 10 مليارات دولار في OpenAI (الشركة التي طورت برنامج تشات ChatGPT)، كما كشفت النقاب عن روبوت الدردشة Bing المدعوم بالذكاء الاصطناعي الأسبوع الماضي، على الرغم من الانتقادات التي وجهت له بسبب انحرافه لمحادثات وصفت بالـ"خيالات المزعجة".
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت غوغل أنها ستطرح برنامجها الخاص بها لمحادثات الذكاء الصناعي "بارد".
الصين تنضم للسباق
وفي أوائل فبراير/شباط الحالي، قالت شركة "علي بابا" الصينية العملاقة إنها تختبر أداة على غرار تشات جي بي تي، على الرغم من أنها لم تقدم تفاصيل حول موعد إطلاقها.
كما طور فريق من جامعة فودان الصينية نسخته الخاصة، والتي أطلق عليها "موس"، والتي انتشرت على الفور وأدت لتعطل النظام الأساسي هذا الأسبوع بسبب كثرة المستخدمين.
ويوم الأربعاء الماضي، قالت شركة Baidu الصينية العملاقة للتكنولوجيا إن روبوت الدردشة "ERNIE Bot" الخاص بها، والمقرر إصداره في مارس/آذار، سيتم استخدامه عبر منصات مختلفة مثل محرك البحث والمساعد الصوتي للأجهزة الذكية وحتى تقنية القيادة الذاتية.