بعد ترشيح "Beirut 6:07" لجائزة إيمي.. مخرجو العمل يعلقون لـ"العين الإخبارية"
نجحت سلسلة الأفلام اللبنانية Beirut 6:07 في إيصال الصرخة التي هدفت إليها إلى العالم.
وكان الردّ يوم الجمعة الماضي حين تلقى المخرجون الخبر بترشيح عملهم إلى جائزة "إيمي الدولية" عن فئة "أفضل مسلسل قصير" الذي دخل المنافسة مع 3 أعمال أخرى من إسبانيا، والبرازيل ونيوزيلندا.
من رحم الألم والمعاناة ولدت فكرة مسلسل "Beirut 6:07" الذي تألف من 15 فيلماً قصيراً، لكل منه قصة، تدور جميعها في فلك الانفجار الذي هز العاصمة بيروت في الرابع من أغسطس/ آب 2020، أما الهدف فتخليد ذكرى الضحايا والجرحى من خلال روايات أضاءت على أحداث واقعية قبيل الانفجار وبعده.
عرضت منصة شاهد سلسلة الأفلام التي أنتجتها شركتا "مجموعة أي ماجيك" و"بيج بيكتشر ستوديوز" العام الماضي، لتكن المفاجأة هذا العام بمدى النجاح الذي حققه العمل، فكيف يعلق مخرجو الأفلام على الترشح إلى هذه الجائزة العالمية؟
لم يتوقع المخرج مازن فيّاض ترشيح المسلسل إلى جائزة "إيمي الدولية" كما قال لـ"العين الاخبارية" وشرح: "كانت مفاجأة، لاسيما أن هذه الجائزة من أعلى الألقاب التي يمكن الحصول عليها في مجال المسلسلات حول العالم، وإن كان هدفنا ليس الوصول إلى هذه المرحلة، فقد كنا موجوعين وغاضبين عند إعداد العمل"، مضيفاً: "بعد كل ما مرّ على لبنان ومحاولة السلطة اللبنانية إلهاء الشعب بقضايا عدة منها نفاد المحروقات وغيرها، أعاد ترشيح الفيلم القضية الأساسية إلى الواجهة ألا وهي قضية انفجار المرفأ".
ورفض فيّاض أن يطلق على ضحايا المرفأ لقب شهداء قائلاً: "من كان يمارس حياته الطبيعية لحظة وقوع الانفجار قبل أن يخطفه الموت ليس شهيداً، فهو لم يذهب إلى حرب من أجل قضية بل هو ضحية دولة واستهتار، من هنا قررنا تجسيد قصص الضحايا التي تعاملت معهم الدولة اللبنانية كأرقام، وأخبرنا العالم قصتهم".
وعبّر فيّاض عن سعادته من وصول صرختهم بعد نحو سنة من عرض العمل، آملاً من خلال هذه الجائزة أن يصل المسلسل إلى أكبر عدد من الدول للاطلاع على ما حصل بشكل صحيح في بيروت، وقال: "غايتنا الأولى والأخيرة كتابة التاريخ من دون تحوير قبل أن يتمكن أحد من الطعن فيه".
وعن قصة فيلم "عباس وفضل" الذي أخرجه، شرح: "هي مستوحاة من فكرة شاب فقد والده في الانفجار، بحث عنه خمس ساعات في المرفأ قبل أن يعثر عليه حيّاً تحت الأنقاض، لكن للقصة طابع سياسي كذلك، يتعلق بمجتمع خندق الغميق والأحزاب الشيعية في لبنان، وكيف وقف شبان هذه المنطقة في وجه اللبنانيين المطالبين بحقوقهم، تهجموا عليهم، ضربوهم وكسروا خيم اعتصامهم، وفضل شاب من هؤلاء على الرغم من أن والده عباس سبق وحذره من الاصطفافات الحزبية كونه شارك في الحرب اللبنانية وتم استغلاله من قبل الأحزاب، وبعد أن كاد الابن أن يخسر والده استيقظ ضميره واكتشف أن الزعماء سبب خراب لبنان".
أما مخرجة فيلم "عماد" ساندرين زينون فأكدت لـ"العين الاخبارية" أن "كل مخرج يحلم في أن يترشح عمله إلى جوائز عالمية ويكرّم، لكن في هذا العمل المشاعر متناقضة، كون المسلسل يتناول قضية مؤلمة، فبين فرحتنا بوصولنا الى هدفنا وسماع العالم صرختنا، وبين وجعنا على ما حل بمدينتنا وأهلها تختلط مشاعرنا".
وعن فيلم "عماد" شرحت: "هو مقتبس من قصة الضحية ثروت حطيط أحد عناصر الإطفاء في المرفأ، وقد تناولت بعضاً من تفاصيل حياته منها أن زوجته كانت حاملا بولدهما الثاني وكيف كانا ينتظران قدومه إلى الحياة، والعلامة الفارقة في الفيلم أن من لعب دور عماد هو شقيق ضحية في الانفجار يدعى عفيف مرهج حيث اعتبر ذلك تكريماً لشقيقه".
وأضافت ساندرين: "جميع الذين شاركوا في سلسلة الأفلام تضرروا بشكل أو بآخر من الانفجار، فأنا على سبيل المثال خسرت منزلي وعندما صورت الفيلم لم أكن قد عثرت على بديل، عملنا جميعنا من قلبنا ومن دون أي مردود، كل ذلك لإيصال وجع أهالي الضحايا والجرحى".
من جانبه اعتبر مخرج فيلم "ميرا" لوسيان بو رجيلي في حديث لـ"العين الإخبارية" أن أهم ما في ترشيح سلسلة الأفلام إلى جائزة إيمي الدولية هو تذكير دول العالم بما قامت به الدولة اللبنانية بحق الشعب اللبناني.
وقال: "رأينا أن هناك رؤساء دول أعادوا تعويم الطبقة السياسية اللبنانية، من هنا جاءت أهمية إعادة الإضاءة عالمياً على المجزرة التي ارتكبتها السلطات اللبنانية ويتأكد يوماً بعد يوم ذلك من خلال التحقيقات والاستدعاءات"، مضيفاً: "تناول الإعلام العالمي لترشيح الفيلم والحفل الذي سيقام كفيلان بأن يدفعا الرأي العام العالمي إلى طرح علامات استفهام عن المسار الذي اتخذته القضية وإلى أين وصلت التحقيقات ومن تمت محاسبته"، وتابع: "لا شك أن بإمكان الفن إعادة إحياء مختلف أنواع القضايا والأمثلة على ذلك كثيرة".
وعن قصة "ميرا" التي تناولها بو رجيلي في فيلمه القصير شرح: "أضأت على حياة شابة يوم الانفجار، ماذا كانت تخطط في ظل الوضع الاقتصادي الصعب، حيث كانت في حيرة بين السفر والحصول على فرصة عمل والبقاء في لبنان، وهي أفكار تراود معظم اللبنانيين يومياً، وفجأة يقع الانفجار الذي يسلخها عن الواقع ويغّير مسار حياتها".
المصادفة أن إعلان الفائزين بالجائزة يتوافق مع ذكرى استقلال لبنان أي في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني، وذلك في حفل كبير ستقيمه الأكاديمية في نيويورك.