2750 طنا من الأمونيوم.. كيف وصلت "شحنة الموت" إلى لبنان؟
رغم وضع عدة سيناريوهات لتفسير أسباب الانفجار الهائل الذي ضرب العاصمة اللبنانية بيروت لا يزال السبب الحقيقي للحريق الهائل مجهولا
رغم وضع عدة سيناريوهات أو فرضيات لتفسير أسباب الانفجار الهائل، الذي ضرب بيروت، الثلاثاء، وأودى بحياة العشرات، لا يزال السبب الحقيقي للحريق الهائل مجهولاً.
وبعد أن حددت السلطات اللبنانية بالفعل أن مواد كيميائية داخل مخزن أشعلت مثل هذا الانفجار الذي لا يمكن تصوره، يثير الأمر عدة تساؤلات حول سبب وجود 2750 طناً من نترات الأمونيوم الخطرة في مخازن الميناء، ومصدرها، ومنذ متى كانت هناك، وكيف حدث هذا.
وفي تقرير نشرته مؤسسة أبحاث "ستيبل سيز" (stable seas) الأمريكية، قالت إن الإجابة عن هذه التساؤلات تقود إلى إجراء تحقيق في ممارسات إدارة الموانئ الخاصة بمرفأ بيروت، غير أنه من الخطأ تجاهل الأسباب الأوسع لهذه الكارثة.
وقالت المؤسسة، ومقرها ولاية كولورادو، وهي برنامج تعاون مشترك يهدف لمكافحة الأنشطة البحرية غير المشروعة، إن قصة الانفجار تبدأ قبل سنوات، عندما أدى إهمال المؤسسات، والتدابير التقييدية لمراقبة الحدود إلى معركة قانونية طويلة شملت بحارة مهجرين وشركة شحن غير متعاونة.
وأشارت المؤسسة، التي تتعاون مع جيوش وحكومات وشركاء آخرين حول العالم للقضاء على القرصنة والسطو المسلح والاتجار والتهريب، إلى أن قصور الإجراءات في التعامل مع السفن المهجورة والبحارة تمثل جزءا مما سمح بوصول الكثير من المواد الخطرة إلى مستودعات بيروت في المقام الأول.
وأوضحت أن 2750 طناً من نترات الأمونيوم التي انفجرت، الثلاثاء، يقود تعقب مصدرها إلى السفينة "روسوس" (Rhosus)، التي رست في مرفأ بيروت في 23 سبتمبر/أيلول 2013 بعد أن واجهت صعوبات فنية.
كانت السفينة، التي تبحر تحت علم مولدوفا، في طريقها من جورجيا إلى موزمبيق، وبمجرد وصولها إلى الميناء، خضع لتفتيش فنيي مراقبة حالة الميناء الذين وجدوا عيوبًا كبيرة ومنعوها من استئناف العمليات.
ورحلّت السلطات غالبية طاقم السفينة إلى بلادهم، لكن القبطان و3 من أفراد الطاقم أجبروا على البقاء على متنها، حيث استمر وضعهم في التدهور إثر فشل جميع محاولات الاتصال بمالك السفينة في الحصول على رد، لكن الأمر الأكثر تعقيدًا كان لوائح الهجرة التي منعت الطاقم حتى من ركوب السفينة.
ومع عدم قدرة الطاقم على الصعود، وعدم وجود إمدادات أو مخصصات واردة، أصبح الوضع على متن "رودس" بسرعة قضية إنسانية فشلت حتى الجهود الدبلوماسية في حلها.
وفي نهاية المطاف، اتصل الطاقم بالمختصين القانونيين الذين قالوا إن حياة الطاقم مهددة ليس فقط بسبب احتجازهم، ولكن أيضا بسبب الطبيعة الخطرة للشحنة، فتلقى الطاقم أمرا قضائيا طارئا من القاضي، وغادر بيروت بعد ذلك بوقت قصير.
وبعد مغادرة طاقم "رودس"، والصمت المستمر من مالكها، أصبحت سلطة الميناء مسؤولة عن المحتويات شديدة الانفجار على السفينة.
وعلى الرغم من عدم وجود أدلة في الوقت الراهن، فمن المحتمل أن المطالبات القانونية حالت دون البيع بالمزاد نترات الأمونيوم التي تركت مخزن على الأرض باعتباره السبيل الوحيد لحفظ المواد.
وفي وقت ما بين يوليو/تموز 2014، وأكتوبر/تشرين الأول 2015، نُقل نترات الأمونيوم إلى مستودع حيث يبدو أنها ظلت مخزنة حتى وقوع الانفجار الكارثي.
والثلاثاء، ضرب لبنان انفجار ضخم أسفر عن أضرار مادية فادحة فضلا عن أكثر من 100 قتيل، ونحو 4 آلاف مصاب في حصيلة أولية قابلة للارتفاع مع استمرار وجود مفقودين.
وقال رئيس الوزراء اللبناني، حسن دياب، إن 2700 طن من نترات الأمونيوم انفجرت بعد أن ظلت مخزنة على نحو غير آمن في مستودع لمدة 6 سنوات.
وأشار إلى تقارير تفيد بأن سفينة تحمل كمية مماثلة من المادة الكيميائية قد أفرغت حمولتها في الميناء عام 2013.
aXA6IDMuMTQxLjI5LjIwMiA= جزيرة ام اند امز