"بيروت المحطة الأخيرة".. السكك الحديدية توثيق التاريخ اللبناني
المخرج اللبناني إيلي كمال يعرب عن سعادته بعرض الفيلم الآن وسط الأحداث التي تمر بها المنطقة العربية عموما، ولبنان على وجه الخصوص.
"ظللنا لمدة 6 سنوات نحضر لهذا الفيلم لأنه كان واجباً علينا حصر كل المادة التاريخية التي تعود لأكثر من 150 عاماً تقريباً شاهدة على تاريخ لبنان كله"، بهذه الجملة كشف المخرج اللبناني إيلي كمال جانبا من كواليس التحضير لفيلمه "بيروت المحطة الأخيرة"، والذي عرض بالدورة الـ41 لمهرجان القاهرة السينمائي خلال الندوة التي أقيمت في أعقاب عرض الفيلم.
ويوثق الفيلم بصوت الراوي لتاريخ لبنان من خلال عرض للسكك الحديدية التي تعبر أرجاء لبنان وتداخلها مع الصراعات التي شهدها.
وحول بداية التفكير في الفيلم قال المخرج: "كنت بصدد التحضير لفيلم مع المنتجة جنا وهبة قبل سنوات عديدة، واستلزم الأمر استخراج تصاريح من هيئة السكك الحديدية، فاندهشت بشدة لأن لبنان ليس فيه سكة حديد، وقررت خوض التجربة لآخرها، فذهبت بالفعل لهذه الهيئة التي وجدتها موجودة بالفعل ويتقاضون الرواتب، ومن هنا جاءت الفكرة".
وأضاف المخرج: "أذكر أنني عندما كنت صغيراً كان هناك سكة حديدة طولها حوالي 300 متر فقط في الضيعة التي تربيت فيها، وكان حولها أحراش، ولأن القطار لا يمر أصلاً فاختفت السكك الحديدية بمرور الوقت".
ورغم أن الفيلم يحمل تجربة شخصية بالنسبة له، لكن المخرج أشار إلى أنه يستعرض نواحي سياسية أخرى، معبرا عن سعادته بعرض الفيلم الآن وسط الأحداث التي تمر بها المنطقة العربية عموما، ولبنان على وجه الخصوص.
وأكد أن الفيلم ذا لغة توثيقية ولكنه ليس وثائقياً، لذلك يجب عدم محاسبته بمفهوم الدقة التاريخية.
أما جنا وهبة منتجة الفيلم فتحدثت عن مغامرتها بالتصدي لتمويل فيلم غير ربحي على الإطلاق، قائلة: "لا أصنع السينما بغرض جمع الأموال، ولكن لرغبتي في حكي القصص التي أريدها فقط وطرح قضية أو فكرة لدي شغف تجاهها".
وأضافت جنا: "كان للفيلم عدد من الداعمين أبرزهم وزارة الثقافة اللبنانية ومؤسسة الفيلم السينمائي اللبناني وملتقى القاهرة السينمائي الذي منح الفيلم دعماً وهو لا يزال في مرحلة التطوير، وكذلك صندوق (إنجاز) التابع لمهرجان دبي السينمائي الدولي".