كواليس جديدة.. لماذا انقلب بلماضي على «رئيسه» بعد خيبة أمم أفريقيا؟
رفض جمال بلماضي مدرب منتخب الجزائر السابق الاستقالة من منصبه، رغم قرار اتحاد الكرة المحلي بالتعاقد مع مدرب جديد للخضر.
وكان الهيكل المشرف على الكرة الجزائرية أعلن عن تشكيل لجنة ستكون مهمتها التعاقد مع مدرب جديد لـ"محاربي الصحراء" قبل منتصف الشهر الحالي.
وتتواجد عدة أسماء معروفة ضمن القائمة المختصرة للمدربين المرشحين لتدريب "الخضر"، بينهم البوسني وحيد خليلوزيتش، وأيضا البرتغالي كارلوس كيروش، والفرنسي أمير عبدو.
ولن يكون بإمكان "الاتحادية" حسم ملف المدرب الجديد قبل التوصل لحل صلحي مع جمال بلماضي، وفي أسوأ الحالات فسخ عقده من جانب واحد، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا انقلب المدرب على "رئيسه" وليد صادي، بعد أن منح موافقته المبدئية على إنهاء تعاقده؟
التغريدة وضعف التعويض المالي
وفقا لمصادر مطلعة، فإن تغير موقف جمال بلماضي ارتبط بسببين، يتمثل أولهما في التغريدة المتسرعة التي نشرها الرجل القوي في الكرة الجزائرية عبر حسابه الرسمي على شبكة "إكس" للتواصل الاجتماعي (تويتر سابقا)، والتي أعلن فيها عن حصول اتفاق ودي بخصوص مسألة فسخ العقد، بعد 24 ساعة فقط من خروج منتخب الجزائر من بطولة كأس أمم أفريقيا.
وجاء في التغريدة: "اجتمعت مع المدرب الوطني جمال بلماضي للحديث عن تبعات هذا الإقصاء المر، وتوصلنا إلى اتفاق ودي بحل الارتباط وفك العقد الذي يربط المدرب بالاتحاد الجزائري.. نشكر المدرب على كل ما قدمه للمنتخب ونتمنى له حظا موفقا في بقية مشواره".
خطوة وليد صادي أثارت غضب جمال بلماضي، خاصة أن الأول استبق الأحداث، بجانب وضع ضغوطات عليه من أجل إجباره على إنهاء عقده الذي يمتد حتى عام 2026.
هذا الخلاف المبدئي انضاف إليه خلاف مادي، وذلك عندما اقترح رئيس الاتحادية على المدرب الحصول على تعويض مالي بقيمة 416 ألف يورو، بما يمثل راتب شهرين، وهو ما رفضه الأخير باعتباره فيه استنقاص من قيمته حيث حصل المدرب الأسبق لـ"الخضر"، الإسباني لوكاس ألكاراز، على مبلغ كبير للغاية يفوق المليون يورو من أجل فسخ عقده مع الاتحاد الجزائري.
كل الخيارات ممكنة
تظل كل الخيارات ممكنة بخصوص إنهاء الأزمة التي تجمع جمال بلماضي برئيسه السابق وليد صادي، الرجل القوي للاتحاد الجزائري.
وتظل فرضية التوصل لاتفاق صلحي أمرا ممكنا، خاصة أن بعض الأطراف المعروفة تقوم بوساطة في الكواليس من أجل إنهاء هذه الأزمة.
كما أن مواصلة جمال بلماضي في عملية التصعيد تظل واردة للغاية لعدة اعتبارات، بينها بحثه عن الثأر بسبب ما اعتبره "إهانة" تعرض لها من قبل رئيس الاتحادية.
وتخشى الجماهير الجزائرية من حصول سيناريو كارثي يؤدي لـ"تدويل" هذا الخلاف من خلال لجوء أحد الطرفين للجنة النزاعات التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).