بن بيه استقبل ميغل أنخل موراتينوس ممثل الأمم المتحدة لتحالف الحضارات الذي يزور دولة الإمارات يومي الأربعاء والخميس.
وصف الشيخ عبدالله بن بيّه، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، دولة الإمارات بأنها "بيت التسامح المفتوح للإنسانية".
- عبدالله بن بيه: الأمة الإسلامية تحتاج إلى أن تعيش وسطيتها
- عبدالله بن بيه: ليس غريبا ريادة السعودية لتعزيز الوسطية
جاء ذلك خلال استقبال الشيخ بن بيه لميغل أنخل موراتينوس، ممثل الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، الذي يزور دولة الإمارات، يومي الأربعاء والخميس، بهدف الاستئناس بالرؤية الإماراتية في حماية ورعاية التعددية الدينية.
وأكد رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة أن من الإمارات انطلقت في الآونة الأخيرة مبادرات عدة تدعم حوار الحضارات، وتعزز السلم على أساس الأخوة الإنسانية على مستوى العالم، مثل "وثيقة الأخوة الإنسانية"، التي يعمل المنتدى على تطويرها، والانتقال بها إلى مستوى "ميثاق التآخي الإنساني".
ولفت إلى أن عملية تطوير الوثيقة تتم بمشاركة ممثلي الأديان الإبراهيمية في العالم، وذلك خلال الملتقى السنوي السادس للمنتدى الذي يُعقد مطلع ديسمبر/كانون الأول المقبل في أبوظبي.
ونوَّه الشيخ بن بيه بما قام به المنتدى في ملتقاه السنوي الخامس، لإطلاق حلف الفضول العالمي الجديد للتحالف بين الأديان الكبرى حول العالم الذي كان بالتعاون مع ممثلي الأديان الإبراهيمية بالولايات المتحدة، قائلا: "سنعمل معهم لإطلاق ميثاق حلف الفضول خلال ملتقى المنتدى المقبل".
وتبادل بن بيه وموراتينوس الآراء حول وضع تصور دولي يكرس حماية المواقع الدينية، حيث عرض الأخير مجموعة من المبادرات تقدمت بها دول عدة في هذا الصدد.
فيما طالب الشيخ بن بيه الأمم المتحدة بتخصيص يوم عالمي تتركز به الأنشطة الثقافية والدينية والسياسية لحماية دور العبادة، واعتبارها حمى آمنا من العبث والتطرف أو الإرهاب في كل الظروف والأحوال.
من جانبه، وجه ممثل الأمم المتحدة لتحالف الحضارات الشكر لدولة الإمارات باعتبارها "بلد التسامح بحق"، كما أراده مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي عرفه جيداً عندما كان وزيرا للخارجية في بلاده.
وثمن "موراتينوس" ما سماها النصائح التي قدمها له الشيخ عبدالله بن بيه، مؤكداً أنها تلعب دوراً حاسماً في تعزيز الخطة الدولية لحماية المواقع الدينية، منوَّهًا بدوره في تطوير وثيقة الأخوة الإنسانية، معتبرا أن ذلك يشكل الهدف الأسمى لحوار الحضارات.
وعبَّر المسؤول الأممي عن رغبته في تعزيز التعاون وتوثيق العلاقات مع الشيخ بن بيه ومنتدى تعزيز السلم؛ لإنجاز مشروع حماية دور العبادة الضخم، باعتبار ذلك قضية تهم المجتمع الإنساني.
وأشاد موراتينوس بمقترح الشيخ ابن بيه "تنظيم مؤتمر دولي" يشارك به ممثلو الأديان في العالم إلى جانب رؤساء حكومات ودول؛ لوضع استراتيجية دولية لمواجهة التشدد والتطرف وتعزز التعاون من أجل السلام والنماء المستدام.
ونبَّه موراتينوس بإعلان مراكش، الذي أصدره منتدى تعزيز السلم حول حقوق الأقليات في الديار الإسلامية عام 2016، واعتبره وثيقة ملهمة؛ بل مؤسسة لكل التصورات والأفكار التي تؤسس للخطة الدولية من أجل حماية المواقع الدينية في العالم.
وشدد على الحاجة الدولية الماسة للدور الذي يقوم به الشيخ بن بيه ومنتدى تعزيز السلم، باعتباره يؤسس لوعي ديني جديد يحتفي بالإنسان على اختلاف الثقافات والأديان.
وأكد ضرورة التواصل وتعزيز التعاون مع الشيخ بن بيه ومنتدى تعزيز السلم، من أجل توصيل هذا الصوت الإنساني، الذي يمثل الإسلام بأرقى تجلياته الأخلاقية والدينية إلى المجتمعات وصناع القرار في الأوساط الغربية؛ لتبديد أوهام "الإسلامفوبيا"، والتأسيس لمرحلة جديدة من العلاقات قائمة على التفاهم والحوار.
كما اطلع الشيخ عبدالله بن بيه "موراتينوس" على استراتيجية دولة الإمارات في رعاية التعددية الثقافية على أراضيها، ومن ضمنها خطة رعاية المراكز الدينية، ومساندة الدولة الدائمة في بناء دور العبادة وحمايتها لمختلف الأديان المكرسة بقانون تجريم ازدراء الأديان.