هجوم بنين.. تمدد جديد للإرهاب أم تكتيك عبور مؤقت؟

في قلب «مثلث الموت» على تخوم بنين والنيجر وبوركينافاسو، دوّت صفارات الإنذار مجددًا بهجوم استهدف الجيش البنيني في منطقة تواجه بشكل متزايد هجمات «إرهابية دامية».
الهجوم الذي أوقع قتلى وجرحى، طرح أسئلة: هل بدأ الإرهاب يمد أطرافه جنوبًا ليلتهم أراضي أكثر أم أن هناك إعادة انتشار لتكتيكات قديمة على رقعة جغرافية جديدة؟
ويوم الخميس، قُتل ثمانية جنود في جمهورية بنين، في هجوم نفذه إرهابيون على مواقع للجيش في متنزه "دبليو" الوطني وهو منطقة حدودية مع بوركينا فاسو والنيجر.
وبينما يرى خبراء أن الإرهاب يحاول أن يتوسع في منطقة غرب أفريقيا، معتبرين ذلك «دليل فشل» تحالف دول الساحل (مالي وبوركينا فاسو والنيجر)، في القضاء على هذه التنظيمات، يقول آخرون، إن تلك الجماعات لن تستطيع التوسع لا في شمال بنين ولا في غيرها من الدول، وأن هذا الهجوم جاء بعد فترة هدوء، شهدت محاصرة لنشاط تلك التنظيمات.
توسع أم إعادة تموضع؟
يقول مدير جامعة الميغلي الأهلية الدولية بالنيجر الدكتور عبد المهيمن محمد الأمين، إن «الإرهاب يحاول أن يتوسع في منطقة غرب أفريقيا منذ فترة طويلة».
واعتبر الأمين، في حديث لـ«العين الإخبارية»، الهجوم، محاولات من التنظيمات الإرهابية لـ«التوسع»، مبينا أن المنطقة التي حدث بها تُعد استراتيجية ويصعب التحرك فيها، كونها منطقة غابات وحدودية.
وبحسب مدير جامعة الميغلي، فإن التنظيمات الإرهابية تحاول كسب هذه المنطقة التي يصعب على الآليات الثقيلة والمركبات التحرك بها، واتخاذها قاعدة للهجوم على باقي دول الساحل الأفريقي.
إلا أن عميد كلية الدراسات العليا والبحث العلمي في الجامعة الإسلامية بالنيجر الدكتور علي يعقوب، اعتبر هذا الهجوم على بنين لا يعد توسعا، كونه تكرر كثيرًا.
وأوضح يعقوب في حديث لـ«العين الإخبارية»، أنه كانت هناك فترة هدوء من هذه الهجمات، جعلت البعض يعتقد أنه جديد، مؤكدًا أن التنظيمات الإرهابية، لن تستطيع التوسع لا في شمال بنين ولا في غيرها من الدول.
أي التنظيمات الأكثر وجودا؟
يقول مدير جامعة الميغلي الأهلية الدولية بالنيجر الدكتور عبد المهيمن محمد الأمين، إن تنظيم القاعدة قد يكون الأكثر نشاطا في هذه المنطقة، التي يوجد فيها «داعش» كذلك، مشيرا إلى أن هناك تنسيقا عاليا بين مالي وبوركينافاسو والنيجر في محاربة الإرهاب.
تنسيق تعلق الآمال عليه في أن «يقضى أو حتى يقلل من النشاط الإرهابي، وألا يسمح له بالتمدد لمناطق أخرى»، بحسب الأمين، الذي طالب دول غرب أفريقيا بتوحيد جهودها الأمنية لـ«مقاومة هذا العدو الذي يهدد المنطقة بأكملها».
نفوذ للقاعدة
بدوره أوضح الكاتب الصحفي الموريتاني المتخصص في غرب أفريقيا عبدالله إمباتي، أن منطقة الحدود الثلاث المعروفة بـ«ليبتاغوغورما»، هي منطقة نفوذ لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين التي هي فرع من تنظيم القاعدة.
وأرجع إمباتي لـ«العين الإخبارية»، سبب قوة هذه الجماعة في هذه المنطقة إلى الحاضنة الاجتماعية لمنتسبي التنظيم، إذ إن أغلبهم من قومية «الفلان»، التي تتخذ من تلك المنطقة مقرًا لوجودها.
وأشار إلى أن من يحملون السلاح ضد مالي والنيجر وبوركينا فاسو في تلك المنطقة، يرون أنهم مظلومون ومهمشون ولا يتمتعون بحقوقهم كمواطنين ولا يستفيدون من الخدمات، مضيفا وهنا وجدت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين مجتمعا يؤويها، خصوصا أنهم يرفعون شعار العدل مقابل ظلم هذه الحكومات لهم.
«فشل» التحالف؟
وبحسب الصحفي الموريتاني، فإن انحسار «نصرة الإسلام» في النيجر بسبب توسع «داعش»، يقابله توسع لها في بوركينافاسو، ما اعتبره «دليلا واضحا على فشل تحالف دول الساحل (مالي وبوركينا فاسو والنيجر)، في القضاء على هذه الجماعات، التي كانت الولايات المتحدة وفرنسا قاب قوسين أو أدنى من حصر نفوذها»، على حد قوله.
إلا أن النيجر «أفضل حالا من الدول الأخرى، لأن سياسة حكومتها تصالحية مع القوميات المختلفة، ما يجعل من الصعب وجود بيئة اجتماعية حاضنة لتلك التنظيمات»، يقول إمباتي.