تقرير.. لماذا تعتبر جماهير نهضة بركان بورسعيد عاصمة مصر؟
"العين الرياضية" تستعرض السر وراء العلاقة القوية بين جماهير نهضة بركان المغربي ومدينة بورسعيد المصرية.. طالع التقرير
دائماً ما يُسأل أي مصري في زياراته لدول شمال أفريقيا عن القاهرة والإسكندرية أو حتى شرم الشيخ، لكن إذا ذهبت إلى مدينة بركان، شرق المغرب، وبدأت التحدث باللهجة المصرية ستُسأل على الفور عن بورسعيد، فلماذا؟
تحوُل اهتمام مدينة بركان، القريبة من الحدود الجزائرية، إلى بورسعيد أكثر من القاهرة كان أمراً مثيراً للاهتمام، خاصة مع ظهور علم النادي المصري البورسعيدي في مدرج ألتراس نهضة بركان في أثناء مباراة الفريق أمام الزمالك، والبعض تكّهن في مصر بأن مشجعا مصريا ذا أصل بورسعيدي يقطن هناك ويشجع بركان ويكره الزمالك.
لكن الأمر لا علاقة له بكرة القدم من قريب أو من بعيد، فقد وضع جمهور بركان شعار النادي المصري للتأكيد على أنهم لم ينسوا موقفهم الإنساني تجاه والدة لحسن أخميس لاعب الفريق السابق، الذي توفي العام الماضي في حادث سير مروع، مثلما لم ينسوا كل ما قدمه أخميس ومن قبله زكريا زروالي.
جمهور نهضة بركان اشتهر بتمتعه بالروح الرياضية وحسن الاستقبال والضيافة، مستمدا تلك الروح من اللون البرتقالي المُبهج المنتشر في أروقة الشوارع والأزقة والمتاجر.
وبرهن الجمهور ذلك بحسن استقبال البعثة المصرية، وتعليق علم المصري البورسعيدي في المدرجات، لشكر حسام حسن مدربه الأسبق على مساندة والدة لحسن أخميس في أرض الملعب قبل بدء مباراة الفريقين بالكونفدرالية العام الماضي.
ولم يكن موقف حسام حسن الوحيد الذي تسبب في شهرة بورسعيد ببركان، فقد تبعه إرسال إدارة النادي المصري دعوة رسمية إلى والدة أخميس، لحضور مباراة الإياب بين المصري وبركان في ملعب بورسعيد يوم 29 يوليو 2018، لتكريمها ومؤازرتها معنويا ونفسيا بعد فقدان نجلها.
لكن والدة أخميس اعتذرت عن بدء إجراءات السفر إلى مصر واكتفت بشكر إدارة المصري على الاستضافة قبل المباراة التي انتهت بفوز المصري بهدف إسلام عيسى.
وتوفي لحسن أخميس في صيف 2018، قبل مواجهة بركان للمصري في دور مجموعات الكونفدرالية، أثناء سفره إلى الحسيمة لإتمام انضمامه لفريق شباب ريف الحسيمة، بعد انتهاء عقده مع نهضة بركان الذي مثله بين عامي 2013 إلى 2018.
وتتصدر صورة لاعب أولمبيك خريبكة ووداد فاس الأسبق أسوار الملعب البلدي ببركان على هيئة جرافيتي، على غرار أيضا لاعب الفريق الأسبق زكريا زروالي، الذي توفي بعد عودته من رحلة أفريقية مع الرجاء البيضاوي بموسم 2011-2012.
وموقف شعب بركان تجاه المصري البورسعيدي ليس الأول من نوعه، فهناك علاقة متينة بين بركان والرجاء بسبب حرص بعض جماهير الرجاء على السفر لأكثر من 800 كيلومتر من الدار البيضاء إلى بركان لحضور مراسم جنازة زكريا زروالي مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2011.
ومنذ ذلك الحين يستقبل جمهور الرجاء في بركان استقبال الأبطال خلال مباريات البطولة المحلية، ولا يتعرض لأي مضايقات خارج أو داخل الملعب، بل يتبادل مع جمهور بركان الأهازيج والأغاني المخصصة للراحل زكريا زروالي.
إلى ذلك، يأمل عشاق نهضة بركان في تتويج فريقهم بلقب الكونفدرالية وهزيمة الزمالك لإهدائه لأخميس والزروالي، وهذا ما حاول إيصاله أحد المشجعين الذين التقينا بهم خارج مطار وجدة أنجاد قبل سفره إلى مصر لمؤازرة فريقه في مباراة الإياب.
aXA6IDMuMTQ0LjIuNSA= جزيرة ام اند امز