التليجراف: هجوم برلين يعمق عزلة ميركل
هجوم شاحنة برلين يعزز حالة العزلة التي تواجهها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ويفتح الطريق أمام تقدم اليمين المتشدد
عزز الهجوم الدموي على سوق أعياد الميلاد في برلين مساء الاثنين حالة العزلة التي تواجهها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ومهد الطريق أمام مواصلة اليمين المتشدد تقدمه في ألمانيا.
وكانت شاحنة قد اقتحمت الليلة الماضية، سوقا لأعياد الميلاد في برلين مما أسفر عن مقتل 12 شخصا وإصابة 48 بجروح.
وبحسب صحيفة التليجراف البريطانية، سيكون لذلك الحادث أصداء واسعة في ألمانيا خاصة إذا ما تأكد أنه عمل إرهابي نفذه أحد طالبي اللجوء.
وأشارت الصحيفة إلى أن التنظيمات الإرهابية تشن هذه الهجمات بهدف غرس بذور الانقسام في المجتمعات الغربية وإثارة الفتنة بين المسيحيين والمسلمين، وبين الأوروبيين وذوي الأصول الشرق أوسطية، حيث قال الإرهابيون عبر مجلتهم إنهم يحاولون تدمير ما يطلقون عليه "المنطقة الرمادية" التي تمكن المجتمعات متعددة الثقافات من التعايش معا وأضافوا أنهم يحاولون أن يدفعوا كلا الجانبين للاختيار بين الأسود والأبيض.
- بالصور.. ألمانيا ترجح فرضية الإرهاب في حادث شاحنة برلين
- اعتقال سائق شاحنة سوق برلين.. وميركل في حالة حداد
ولهذا السبب سوف تحاول ميركل، التي فتحت أبواب ألمانيا أمام نحو مليون لاجئ في عام 2015 تجنب اتخاذ أي رد فعل متسرع تجاه هجوم الأمس، فيما تتنامى مخاوفها من انهيار سياسي وشيك وتلاشي فرصتها في الفوز بالانتخابات الألمانية المقبلة. وبالرغم من أن شعبيتها مازالت مرتفعة مقارنة بالعديد من الزعماء الأوروبيين فإن ميركل أو "الأم" كما يدعونها في ألمانيا لم تكن مهددة من قبل بهذا القدر حيث أصبحت هناك العديد من علامات الاستفهام التي تحيط بمواقفها.
وبالرغم من أنه مازال من المبكر تحديد شخصية سائق الشاحنة الذي اقتحم سوق برلين، ولكن إذا ما اتضح أنه أحد طالبي اللجوء الذين دخلوا أوروبا، ستقفز العديد من الاتجاهات في ألمانيا لاستغلال الفرصة، خاصة وأن حزب "البديل من أجل ألمانيا" كان قد حقق عدد من الانتصارات خلال العام الجاري حيث حقق في استطلاعات الرأي نسبة تصل إلى 15% وهي أعلى ثلاث مرات من النسبة التي يحتاجونها لكي يحصلوا على مقاعد في مجلس النواب الاتحادي "البوندستاغ".
وإذا ما استمر في بنفس الأداء وتعزيز أجندته المناهضة للمهاجرين والمناهضة بوضوح للمسلمين والتي تستفيد من تلك العمليات الإرهابية سيكون أول حزب من أحزاب اليمين المتشدد يحصل على مواقع في البرلمان الألماني منذ انتهاء الحرب.
ورغم أن ذلك وحده ليس كافيا للإطاحة بميركل التي مازالت لديها شعبية تصل إلى 57% وفقا لأحدث الاستطلاعات فإنه يعد خطوة من خطوات التراجع المستمر لسلطتها وشعبيتها وهو التراجع الذي كان يسير بوتيرة متسارعة خلال السنة الماضية سواء في الداخل أو في الخارج.
وكانت ميركل قد اتخذت خطوات أقرب لليمين حينما سمحت لعناصر من حزبها بدعم منع النقاب والتعهد بعدم تكرار سياسة الباب المفتوح في التعامل مع اللاجئين.
وفي إشارة أخرى على مدى ضعفها، أظهر نفس استطلاع الرأي أن مارتن شولتز، الرئيس الحالي للبرلمان الأوروبي، حقق نسبة 57% وهو ما يعني أن الألمان لم يعودوا يشعرون بأن الأمور تسير في الطريق الصحيح.