أول ليلة حظر.. برلين مدينة أشباح غارقة في الصمت

كل من زار برلين، رأى التسكع وسمع صخبا غير معتاد في ليالي عطلة نهاية الأسبوع، ما غلفها بطبيعة ليلية خاصة، لكن هذا الأمر تغير منذ بداية أزمة كورونا، حتى ليلة أمس، التي شهدت تطبيق حظر التجوال بعد منتصف الليل، فتحولت برلين إلى مدينة أشباح.
وقبل منتصف الليل بقليل، أي قبل سريان الحظر، كان الوضع في شوارع برلين يشبه إلى حد ما الدقائق التي تسبق عاما جديدا، فالناس يعلمون أن فصلا جديدا سيبدأ في غضون لحظات قليلة.
لكنها ليست ليلة رأس السنة، ولا يوجد أي شيء للاحتفال به، بل إن حظر تجوال سيبدأ في العاصمة عند دقات منتصف الليل، وينزع عنها ليلها الطويل في عطلات نهاية الأسبوع.
وبعد انتصاف الليل، كانت الشوارع فارغة وسط برلين، والصمت يغلف الأجواء إلا من نداء متشرد على متشرد آخر، وحركة عدد قليل جدا من الناس في طريق العودة للمنازل.
ونقلت صحيفة "بيلد" الألمانية عن عنصر شرطي في المنطقة قوله: "مطلوب مننا فرض حظر التجوال، لكن لا يمكن تطبيقه بشكل كامل".
وتابع: "هناك أشخاص بلا مأوى ينامون في الشارع أو يتجولون حول منطقة نومهم. ماذا نفعل معهم؟".
وبخلاف ذلك، اختفت تقريبا حركة السيارات في هذه المنطقة الرئيسية التي اعتادت أن تتكدس بالناس في مثل هذا التوقيت من كل أسبوع، وكأن هناك نهائيا لكأس العالم بمشاركة ألمانيا، والناس متسمرون أمام التلفاز في المنازل وتركوا الشوارع للأشباح.
حتى في منطقة "كوتبوسر تور" المشهورة بالجريمة وانتشار البلطجة، خيم الصمت على المكان بعد منتصف الليل، وسط انتشار للشرطة.
وفي منطقة "ألكسندر بلاتس" السياحية الشهيرة، كان الفراغ هو سيد الموقف، فلا أثر لمارة أو حركة تميز بها هذا المكان في ليالي العطلات.
لكن في منطقة حديقة الحيوان كان الأمر مغايرا، فهناك بضع شباب يتسكعون ويشربون بعض المشروبات في الشارع دون مسافة آمنة، في انتهاك واضح للحظر وقواعد كورونا.
وقال أحد الشبان، ويدعى ستيفن، لـ"بيلد": "يكفي الإغلاق.. إنه غير ضروري على الإطلاق"، متسائلا: "ماذا يمكن أن يحدث إذا التقينا ليلا في الهواء الطلق".
لكن صديقه وجد كلمات أعنف: "لن نلتزم بحظر التجوال.. أين الدستور والحريات؟ لقد تم حبسنا لشهور".
وبصفة عامة، كان هناك التزام واضح من الغالبية العظمى من سكان برلين بإجراء حظر التجوال الذي دخل حيز التنفيذ منتصف ليل السبت، لمحاصرة فيروس "كورونا".