استدعاء سفراء وغضب.. "عاصفة شتوية" بين برلين وكييف
تمر العلاقات بين ألمانيا وأوكرانيا بوقت صعب، في مناخ عام ينذر بأزمة ذات طابع عالمي في حال صدقت توقعات الغزو الروسي لكييف.
وكعواصف الشتاء تسارعت وتيرة التوتر بين برلين وكييف بعد أن أدلى قائد البحرية الألمانية، كاي أكيم شونباخ (56)، تحدث فيها عن استبعادة عودة شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا بشكل أحادي في ٢٠١٤، إلى أوكرانيا،
لكن الخلاف بين البلدين يعود جزئيا أيضا، إلى رفض ألمانيا تزويد أوكرانيا، بأسلحة قتالية في إطار أزمة الأخيرة المتصاعدة مع روسيا، وتفضيل برلين تقديم دعم مدني الطابع يتعلق بالمستشفيات والأدوات الطبية وغيرها.
واليوم استدعت وزارة الخارجية الأوكرانية، السفير الألماني لدى أوكرانيا، أنكا فيلدهوسن، على خلفية الأزمة بين البلدين.
وقالت الوزارة في رسالة قدمت إلى السفير الألماني، إنها "ترفض التصريحات التي أدلى بها القائد العام للبحرية الألمانية"، وحددت تصريح الأخير بأن شبه جزيرة القرم لن تعود أبدًا إلى سيادة أوكرانيا، وأن كييف لن تفي بمعايير عضوية حلف شمال الأطلسي "الناتو".
كما اشتكت أوكرانيا مرة أخرى من أن ألمانيا لا تريد تزويدها بأسلحة دفاعية، وقالت في الرسالة التي تلقاها السفير: "نعرب عن خيبة أملنا العميقة من موقف الحكومة الألمانية بشأن عدم منحنا أسلحة دفاعية".
وفي الفترة الماضية، طلبت أوكرانيا مرارًا وتكرارًا من ألمانيا تزويدها بأسلحة دفاعية، لكن برلين ترفض ذلك بشكل واضح.
وقالت وزيرة الدفاع الألمانية، كريستين لامبرخت في مقابلة صحفية نشرت كاملة الأحد، "تسليم الأسلحة لن يكون مفيدًا في الوقت الحالي,, هذا الموقف يحظى الإجماع في الحكومة الفيدرالية".
وتتبع ألمانيا منذ عقود سياسة خارجية سلمية، وترفض تسليم أسلحة إلى أي أطراف النزاعات حول العالم، وهو الموقف الذي تتمسك به الحكومة الألمانية الحالية.
لكن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا انتقد التصريحات الألمانية في سلسلة تغريدات على "تويتر"، وقال "تصريحات ألمانيا الحالية مخيبة للآمال"، مضيفا "هذا يتعارض مع المساعدات التي قدمتها برلين لنا منذ عام 2014، والتي تشعر كييف بالامتنان لها".
وتابع "وحدة الغرب تجاه روسيا مهمة الآن أكثر من أي وقت مضى"، مضيفا "نحتاج بذل جهود كبيرة معا من أجل كبح جماح روسيا.. يجب على الشركاء الألمان الكف عن تقويض هذه الوحدة بالبيانات والأفعال".
في المقابل، حاول قائد البحرية الألمانية التخفيف من حدة تصريحاته التي فاقمت الأزمة مع كييف، وقال على تويتر، "بدون قصد، أسأت الحكم في الموقف، ما كان يجب أن أفعل ذلك على هذا النحو.. كان ذلك خطأ واضحًا".
فيما قالت وزارة الدفاع الألمانية في إفادة لصحيفة "بيلد" الألمانية أن تصريحات قائد البحرية "من حيث المضمون واختيار الكلمات، لا تتوافق بأي حال من الأحوال مع موقف وزارة الدفاع الاتحادية".
وتشتبه الدول الغربية في أن موسكو تنوي غزو أوكرانيا، فيما ينفي الكرملين أن تكون لديه أية نية في ذلك، رغم إبقائه على نحو مئة ألف جندي على طول الحدود مع جارته.
وقبل أسبوع، فشلت جولة من المحادثات بجنيف وبروكسل وفيينا في تخفيف حدة التوتر، مع إصرار روسيا على أن تؤخذ على محمل الجد مطالبها بضمانات أمنية شاملة بما في ذلك الحظر الدائم لانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو".
ومع حشد عشرات آلاف الجنود الروس على الحدود مع أوكرانيا، تكثفت الجهود لمنع نشوب نزاع، وسط تحذير من أن الرد الأمريكي سيشمل "كل الخيارات".