ليلة القبض على "Z" بألمانيا.. برلين تنضم لسباق الحظر
يتوسع نطاق حظر رمز ّ"Z" الذي ينظر له كرمز للحرب الروسية في أوكرانيا، في ألمانيا، بانضمام ولاية برلين إلى إجراءات قوية بولايات أخرى.
وقالت وزيرة داخلية ولاية برلين، إيريس سبرانجر، في تصريحات صحفية، الإثنين، إن:"إذا تم استدعاء سياق الحرب باستخدام الرمز Z الأبيض، كما يمكن رؤيته على المركبات العسكرية الروسية بأوكرانيا، فهذا يعني بالطبع الدعوة إلى شن حرب عدوانية، لذلك سنتدخل على الفور".
وأشارت سبرينغر على وجه التحديد، إلى الفقرة 140 من القانون الجنائي، التي تعاقب المحرض على الحرب بالسجن أو الغرامة.
كما تحدثت الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي في برلمان ولاية شتوتغارت، وكذلك كتل الاتحاد الديمقراطي المسيحي، والحزب الديمقراطي الحر والحزب الاشتراكي الديمقراطي في ولاية شمال الراين - وستفاليا أيضًا، لصالح حظر الرمز.
وكتب وزير شؤون اللاجئين بولاية شمال الراين ويستفاليا، يواكيم ستامب على "تويتر"، أنه: "يجب حظر " Z" كرمز لفاشية (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين في جميع أنحاء ألمانيا".
وفي الأسابيع الأخيرة، ضغط سياسيون من مختلف أحزاب الطيف السياسي، من أجل حظر رمز الدعاية الروسية "Z"، على المستوى الاتحادي، وفق تقارير ألمانية.
لكن أول خطوة رسمية، جاءت من ولاية ساكسونيا السفلى، التي أعلنت يوم الجمعة، عن عواقب جنائية قوية تنتظر أي شخص أو جهة، تستخدم هذا الرمز في المجال العام.
وقال وزير الداخلية بوريس بيستوريوس، وهو منحدر من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم في ألمانيا، يجب على أي شخص يستخدم الرمز "Z" للتعبير علنًا عن موافقته على ما سماه حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد أوكرانيا، أن يتوقع عواقب جنائية في ولاية سكسونيا السفلى.
وتابع بيستوريوس: "من غير المفهوم بالنسبة لي كيف يمكن استخدام هذا الرمز 'Z' في بلدنا في إطار التسامح مع هذه الجريمة"، وفق تعبيره.
ونتيجة لموقف بيستوريوس، فإن أي شخص يستخدم هذا الرمز، يعرّض نفسه لعقوبة بالحبس تصل إلى ثلاث سنوات أو إلى غرامة مالية، سواء استخدم هذا الرمز خلال تظاهرات أو جرى كتابته على سيارات أو أبنية تعبيراً عن تأييد الموقف الروسي في الحرب الجارية بأوكرانيا.
وفي ولاية بافاريا جنوبي ألمانيا، قال وزير العدل في الولاية، يورغ آيزنرايخ، إن حرية التعبير "ميزة كبرى"، لكنّها "تنتهي حين تبدأ حدود القانون الجنائي".
وقال "على المتعاطفين الذي يستخدمون في بافاريا الرمز 'Z' الخاص بالقوات الروسية أن يدركوا أنهم يعرّضون أنفسهم للملاحقة القضائية بتهمة تأييد أفعال إجرامية"، مضيفا: "لن نقبل بالتسامح مع أي انتهاكات للقانون الدولي".
وتستند الولايتان إلى الفقرة 140 من القانون الجنائي الألماني التي تنص على أنه "يُعاقب السلوك الذي يُفهم على أنه موافقة علنية على حروب عدوانية ومن المرجح أن يسبب تكديرا للسلم العام".
وكُتب الحرف "Z"، وهو حرف لاتيني وليس من أحرف الأبجدية الروسية، على المدرعات الروسية خلال تقدمها في أوكرانيا في أواخر فبراير/شباط الماضي، ربما لتمييزها عن المعدات الأوكرانية المماثلة وتجنب النيران الصديقة.
لكن سرعان ما صارت علامة التعريف هذه رمزاً وانتشرت على السيارات في شوارع موسكو أو على الملابس أو في ملفات تعريف الروس على الشبكات الاجتماعية، وتحولت إلى رمز للعملية الروسية في الأراضي الأوكرانية، وتأييدها.
كما أثار الرمز عاصفة من الجدل ومحاولات تفسير متعددة، إذ تقول إحدى النظريات إنه يمكن أن يكون الحرف الأول من كلمة "Zapad" (الغرب)، ويمكن أن يكون هذا اتجاه تحرك القوات الروسية نحو الغرب، ونظرية أخرى تقول إنها تشير إلى أن المعدات الروسية تابعة للوحدات العسكرية في الغرب الروسي. فيما ترى نظرية رابعة أن الحرف يعد إشارة إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.