توتر بين برلين وواشنطن.. «البديل من أجل ألمانيا» يُقاضي الاستخبارات

أطلق حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليوم الإثنين حملة ضد تصنيفه حزبا "يمينيا متطرفا" من جانب جهاز الاستخبارات الداخلي.
وقال متحدث باسم "البديل من أجل ألمانيا" إن الحزب تقدّم بطعن قضائي ضد التصنيف، وذلك عشية تعيين فريدريش ميرتس (69 عاما) الذي يرأس "الاتحاد المسيحي الديموقراطي" مستشارا جديدا لألمانيا، بعد 6 أشهر من الشلل السياسي في أكبر الاقتصادات الأوروبية.
والجمعة، صنّف جهاز الاستخبارات الداخلي حزب "البديل من أجل ألمانيا" تنظيما "يمينيا متطرّفا" على خلفية "تصريحات لكبار قادة الحزب تنطوي على كراهية للأجانب والأقليات وللإسلام وللمسلمين"، حسب "فرانس برس".
وسيساعد التصنيف السلطات في سعيها إلى توسيع صلاحياتها لمراقبة الحزب من خلال التنصت على هواتف وعملاء سريين، وقد أطلقت إثره دعوات جديدة لحظر الحزب.
وندّدت زعيمة الحزب أليس فايدل بالتصنيف، واعتبرت أن الخطوة ترقى إلى "تجريم حرية التعبير".
توتر مع إدارة ترامب
وسارع أعضاء إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ترامب إلى الدفاع عن الحزب.
واعتبر نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس أن الحزب المعروف اختصارا بـ"ايه اف دي" والذي كما ترامب يركّز حملته على الهجرة هو "أكثر الأحزاب شعبية في ألمانيا"، فيما وصف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الخطوة بـ "الاستبداد المتستّر".
وحل "البديل من أجل ألمانيا" ثانيا في الانتخابات العامة خلف تحالف الاتحاد المسيحي الديموقراطي" و"الاتحاد المسيحي الاشتراكي" حاصدا أكثر من 20 بالمئة من الأصوات، في حين حصد التحالف أكثر من 28 بالمئة.
ويتساوى "البديل من أجل ألمانيا" والتحالف في نتائج استطلاعات الآراء ويتقدّم عليه أحيانا.
وفي خطوة غير اعتيادية ردّت وزارة الخارجية الألمانية بشكل مباشر على روبيو عبر منصة "إكس" بالقول: "هذه ديموقراطية".
وشدّدت على أن خطوة جهاز الاستخبارات الداخلي "هي نتيجة تحقيق شامل ومستقل لحماية دستورنا".
وأكد متحدث باسم الوزارة الإثنين أن ألمانيا "ترفض بشدة" تصريحات روبيو، مضيفا "تلميحاته بالتأكيد لا أساس لها".
رد الحزب
واستند جهاز الاستخبارات الداخلي في قراره إلى تقرير واقع في أكثر من ألف صفحة استغرق إعداده سنوات وتم تسليمه لوزارة الداخلية.
توقيت القرار الذي جاء في الأيام الأخيرة من عهد حكومة يسار الوسط المنتهية ولايتها، استدعى تنديد الحزب بأن الخطوة ترمي إلى كبح نجاحاته الانتخابية المتنامية.
وفي بيان أصدره الأحد قبل إعلانه تقديم الطعن، وصف الحزب القرار بأنه "غير قانوني" وقال إن الجهاز "لا دليل لديه" على مزاعم تفيد بأن الحزب يشكل تهديدا للدستور الألماني.
كما رفض الاتهامات بأنه يدعو إلى كراهية الأجانب والإسلام.
دعوات للحظر
تصنيف الحزب استدعى تجدد دعوات بعض السياسيين، لا سيما في صفوف تحالف "الاتحاد المسيحي الديموقراطي" و"الاتحاد المسيحي الاشتراكي" لحظر "البديل من أجل ألمانيا"، إلا أن هذا الأمر يتطلّب غالبية قد لا تكون متوفرة".
وقال ميرتس الإثنين إنه سيتعين على حكومته وخصوصا ألكسندر دوبريندت الذي اختاره لتولي حقيبة الداخلية، إجراء "تقييم دقيق" لتقرير جهاز الاستخبارات الداخلي قبل اتخاذ أي إجراء آخر.
وعلى الرغم من ذلك، قال إنه بات من "غير المعقول" السماح لحزب البديل من أجل ألمانيا بترؤس لجان برلمانية.
ومن المقرر أن يسلم المستشار أولاف شولتز، السلطة لخلفه فريدريش ميرتس غدا.
وبالتالي، تركت الحكومة المنتهية ولايتها، القضية للحكومة الجديدة.
aXA6IDE4LjE5MS4zMS4xOTgg جزيرة ام اند امز