كاميرا "العين" ترصد.. الفلسطينيون يصلون للسلام في احتفالات الميلاد
الفلسطينيون يصلون للسلام في احتفالات أعياد الميلاد، وتزينت مدينة بيت لحم بالأنوار والعروض الكشفية للطوائف المسيحية في المدينة المقدسة.
لم تتوقف الفرق الكشفية عن أداء عروضها المميزة في شوراع مدينة بيت لحم في الضفة الغربية منذ أمس الجمعة، مع بدء الاحتفالات في عيد الميلاد للطوائف، في منافسة بدت مبهجة لعموم السكان والزوار المحتفلين.
وبدأت فرق الكشافة، في وقت مبكر صباح السبت، بأداء عروض مميزة أمام آلاف من المسيحيين والمسلمين والزوار والحجاج الأجانب الذين يتجمعون في ساحة كبيرة أمام كنيسة المهد، بانتظار وصول "البطريرك" في تقليد سنوي وقديم، فيما حرص شبان يرتدون زي بابا نويل على التواجد بين المحتفلين وفي شوارع ومتاجر المدينة لتقديم الهدايا والتقاط الصور مع الأطفال.
وفي مشهد محبب للكثيرين، لم يزاحم المحتفلين في الساحة الكبيرة سوى الصحفيين والمصورين ورجال الأمن الذين حضروا بكثافة هذا العام.
وعلى مدار الأيام القليلة الماضية، احتفلت بيت لحم التي تضم الكنيسة الأشهر للمسيحيين في العالم، كنيسة المهد؛ حيث ولد السيد المسيح وفق الاعتقاد الديني المسيحي بطريقة مميزة، وتحولت إلى ما يشبه قاعة مهرجان كبير، طغت فيها الإنارة الذهبية على ما عداها في المدينة التي لا تبعد عن القدس نحو 10 كيلو مترات ومحاطة بجدار ضخم.
وعلى غير العادة أخذ حرس الرئيس الخاص على عاتقه حفظ الأمن في ساحة المهد وشوارع المدينة، في مؤشر على رفع مستوى التأهب بعد عدة عمليات إرهابية في المنطقة.
ووصلت الاحتفالات لذروتها، عصرا مع دخول المدير الرسولي المطران بيار باتيستا بيسابيلا، عبر بوابة في هذا الجدار فتحها الإسرائيليون خصيصا له، قبل أن يلاقي متظاهرين يطالبون بإطلاق سراح أبنائهم من السجون الإسرائيلية فترجل وحياهم ثم شق طريقه التقليدي الذي يبلغ طوله 8 كيلومترات، وسط موكب كبير تحرسه الشرطة الفلسطينية وبعض الخيالة باتجاه كنيسة المهد، مؤكدًا أنه سيصلي للسلام.
وجاءت الاحتفالات هذا العام بعد يوم واحد من تبني مجلس الأمن الدولي قرارا ضد المستوطنات الإسرائليية التي تحاصر بيت لحم من جهاتها الأربع وتمنع أي امتداد طبيعي للمدينة.
وقالت عمدة بلدية بيت لحم، فيرا بابون، إن "العيد عيدان، عيد الميلاد ومولد القرار المهم في مجلس الأمن الدولي"، وأضافت أن "هذا القرار هدية العالم لفلسطين في عيد الميلاد"، وأكدت أن الفلسطينيين سيصلون الليلة حتى يكون 2017 عام إنهاء الاحتلال.
من جانبه، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن إن "عيد الميلاد المجيد لهذا العام الفريد رسالة فلسطينية فريدة عن الأمل والعدالة، وعن السلام والمحبة، نبرقها من قلب الأرض المقدسة إلى العالم للاحتفال به".
وأضاف عباس "هذه الأعوام الطويلة، لم تسلم مدينة بيت لحم، مدينة السلام التي وُلد فيها السيد المسيح، مثل باقي المدن الفلسطينية من إجراءات الاحتلال التعسفية، وسياسات الإذلال والاستعمار والفصل العنصري.. فهي مدينة محاصرة بـ18 مستعمرة إسرائيلية، يمزقها جدار الفصل العنصري إلى كيانات معزولة لتصبح المدينة ولأول مرّة منذ 2000 عام منعزلة تماما عن القدس، وكلاهما جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين المحتلة، ناهيك عن التدابير غير القانونية في وادي كريمزان. وعلى الرغم من ذلك كله، عزمنا وشعبنا على مواصلة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وابتداع جميع الوسائل والامكانيات من أجل الصمود والبقاء في وطننا، والحفاظ على تراثنا الوطني والثقافي، فذلك ما يميز مقاومتنا في وجه الظلم والاستبداد".
وشكر عباس "جميع دول العالم التي صوتت إلى جانب الحق والعدالة في مجلس الأمن على قرار بشأن الاستيطان غير الشرعي في فلسطين المحتلة، ونشكر جميع من أسهم في إنجاح هذا التصويت من أصدقاء وحلفاء العدالة، رسالتكم وصلت شعبنا بأنه ليس وحيداً في مواجهة الظلم والاستعمار".
وأعلن عباس عن زيارته قريبا لقداسة البابا فرنسيس في دولة الفاتيكان، من أجل تشجيع الحوار بين الأديان، وبناء جسور الثقة والاحترام المتبادل بينها، كما دعا الجميع إلى زيارة فلسطين، والحج إليها، لدعم صمود شعبنا الفلسطيني.
aXA6IDE4LjE5MS4xMjkuMjQxIA== جزيرة ام اند امز