ترسيم حدود إسرائيل ولبنان البحرية.. هل اقتربت ساعة الحسم؟
في خطوة تشير بقرب ساعة الحسم بملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، سلّمت السفيرة الأمريكية في لبنان، مقترحًا للرئيس ميشال عون.
وبحسب الوكالة اللبنانية للإعلام، فإن السفيرة "دوروثي شيا" سلمت المقترح بشأن ترسيم الحدود البحرية الجنوبية إلى الرئيس اللبناني ميشال عون، كما تسلم رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، نسخا من المقترح الأمريكي، الذي أعده الوسيط الأمريكي آموس هوكشتين.
والخلاف بين لبنان وإسرائيل بشأن ترسيم الحدود يدور حول حقوق التنقيب عن الغاز في نطاق حقل "كاريش" والخط 29، وخاض البلدين العديد من جولات المفاوضات عبر وساطة أمريكية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2020.
بيروت تريد ترسيم الحدود البحرية الجنوبية على أساس الخط الذي ينطلق برًا من نقطة رأس الناقورة استنادا إلى الخط الوسطي، بحسب اتفاق 1923، وفقا لتصريحات رسمية.
وبحسب الرئاسة اللبنانية، بحث عون مع كلا من رئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي "وتشاور معهما في العرض وكيفية إعطاء الرد".
وحول مضمون الرسالة، اكتفى مصدر في الرئاسة بالقول لـ"وكالة الأنباء الفرنسية": "تتضمن عرضا مع اقتراحات" دون أن يفصح عن ماهيته، مشيرا إلى أن "الرد اللبناني سيتم في أسرع وقت ممكن تمهيدا للانتقال إلى الخطوة المقبلة".
وحول مضمون العرض، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري، إن مسودة الاتفاق "إيجابية"، معتبرًا أن المسودة "تلبي مبدئيًا المطالب اللبنانية التي ترفض إعطاء أي تأثير للاتفاق البحري على الحدود البرية".
وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، فأشار بري إلى أن الاتفاق مؤلف من 10 صفحات، وباللغة الإنجليزية ويستلزم درساً قبل إعطاء الرد، موضحًا أنّ "الاتفاق سيتم توقيعه حينما يحصل في الناقورة عند نقطة الحدود".
تقدم إيجابي
الرسالة الخطية من أمريكا التي تتولى منذ عامين وساطة بين البلدين بهدف التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية بينهما، تعتبر الأولى التي يعلن عنها لبنان.
وفي الأسابيع الماضية كشف مسؤولون لبنانيون عدة، بينهم عون وميقاتي، إحراز تقدم ملموس، وقال عون في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، خلال لقاء المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا فرونيسكا، إن "المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية باتت في مراحلها الأخيرة".
وفي السابق لم يلق اقتراح لبنان جعل المنطقة الأمنية البحرية تحت وصاية قوة الأمم المتحدة، قبولاً من إسرائيل.
وهذا الأمر دفع إسرائيل إلى القبول بالاقتراح الآخر الذي يقول إن ما يجري العمل عليه لا علاقة له نهائياً بالنقطة B1، وبالتالي فإن خط الطفافات لا يعني شيئاً، وتترك الأمور على حالها، ويصار إلى حصر النقاش بالخط 23 الذي يضمن لكل طرف البلوكات الكاملة التي تخصه.
وكان من المفترض أن تقتصر المحادثات بين إسرائيل ولبنان لدى انطلاقها على مساحة بحرية تقدر بنحو 860 كيلومترا مربعة تعرف حدودها بالخط 23، بناء على خريطة أرسلها لبنان عام 2011 إلى الأمم المتحدة، إلا أن لبنان طالب لاحقا بالبحث في مساحة 1430 كيلومترا مربعا تشمل أجزاء من حقل "كاريش" وتعرف بالخط 29.
وبعد وصول منصة استخراج الغاز قبالة السواحل الإسرائيلية، دعا لبنان، هوكستين لاستئناف المفاوضات، وقدم عرضا جديدا لترسيم الحدود لا يتطرق إلى كاريش، بل يشمل حقل "قانا" الذي يقع بمنطقة يتقاطع فيها الخط 23 مع الخط واحد.
التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية يسهل عملية استكشاف الموارد النفطية ضمن مياه لبنان الإقليمية، وتعول السلطات على وجود احتياطيات نفطية يمكن مساعدة البلاد على تخطي التداعيات الكارثية للانهيار الاقتصادي المتمادي منذ نحو ثلاثة أعوام.
وحال التوصل لاتفاق يتوقع أن تكون هناك احتفالات في لبنان، بينما ستروج الولايات المتحدة لمنطق المفاوضات كممر لتحقيق التسويات، فيما سيكون الأمر مادة للسجالات في إسرائيل وسط حمى الانتخابات.
aXA6IDE4LjExOC4yMjcuMTk5IA== جزيرة ام اند امز