"فيسبا" تحتفل بعيدها الـ75.. قصة "الدبور" الإيطالي
لم تفقد العلامة التجارية فيسبا الإيطالية شيئاً من بريقها أمام عشاقها، رغم تعرضها لعدة أزمات منذ التأسيس قبل 75 عاما.
وفي أبريل/نيسان من كل عام، تحتفل العلامة التجارية الأيقونية بعيد تأسيسها، حيث يعود تاريخ "فيسبا" إلى 23 أبريل/نيسان 1946، عندما تم تسجيل أول براءة اختراع لتصنيعها في إيطاليا.
واعتبرت شركة "بياجيو" التي تتولى تصنيع "فيسبا" في منشور على موقعها الإلكتروني أن الـ19 مليون دراجة التي أنتجتها خلال سنواتها الـ75 "هي كلها بمثابة قصص لشباب وشابات من كل أنحاء العالم شعروا بالحرية على دراجتهم المفضلة". ولاحظت أن "فيسبا رافقت حياتهم ومثّلت مشاعر الحرية والرغبة فيها".
- "فيسبا" الصغيرة تتم 75 عاما.. احتفال خاص وموديلات جديدة
- فيسبا الجديدة.. موديل خاص بلمسات أشهر مصمم أزياء
وتُصنَّع "فيسبا" منذ بداياتها عام 1946 في موقع بونتيديرا في توسكانا (شمال وسط إيطاليا)، لكن لها موقعين آخرين لتصنيعها أقيما في السنوات الأخيرة في الهند وفيتنام.
بداية فيسبا
ويُروى أن اختيار اسم "فيسبا" ويعني "الدبور" بالإيطالية يعود إلى أن مؤسس الشركة التي تتولى تصنيع هذه الدراجات علّق لدى سماعه صوت المحرّك قائلاً "يبدو وكأنه دبور"، إذ ذكّره بأزيز الحشرة الطائرة.
وبعد الحرب العالمية الثانية، فرضت إيطاليا قيودا رقابية شديدة على عملية صناعة الطيران، وكان مصنع الطيران في بونتديرا، قد تعرض لتدمير كامل. كما أن الحالة الاقتصادية للبلاد لم تكن تسمح بتطوير سوق السيارات.
وساعدت الطلبات الكبيرة من قبل واشنطن لدرجات الفيسبا ذات اللون الزيتوني على زيادة الحافز لدى المصنعين، فالجيش الأمريكي طلب كميات كبيرة لمطاردة فلول النازيين الهاربين إلى الحدود النمساوية.
وحازت فيسبا على انتشار كبير في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، حيث اعتمدها الشباب في بريطانيا وأصبحت من الموضة التي عرفت في ذلك الوقت باسم مودز.
مبيعات
باعت شركة بياجيو حوالي 2,500 فيسبا في عام 1947، وأكثر من 60,000 في عام 1950، لكن أكبر المبيعات، كانت عندما تم إنتاج فيلم عطلة رومانية، حيث تنزهت أودري هابيرون وجروجري بيك على متنها في شوارع روما، وقد بيع في ذلك العام 1952 أكثر من 100,000 فيسبا.
وما ساعد على انتشار "فيسبا" هو تسويقها كرمز للإبداع والحرية، حيث إن مبيعاتها وصلت بحلول عام 1970 أربعة ملايين، وكانت قد بيعت منها 10 ملايين في أواخر الثمانينيات بين عامي 1957 و1961 صدرت في الاتحاد السوفيتي نسخة من الفيسبا أطلق عليها اسم فاتكا- في بي 150.
مشكلات تسويقية
بحلول 1992، واجهت فيسبا أزمة حقيقية، مع ظهور الدراجات الآسيوية، التي كانت تتمتع بخفة أكثر، وسعر أرخص، تراجعت مبيعات الشركة بشكل كبير، وأصبحت بحاجة لمعجزة لإعادة هيبتها ليس في العالم فحسب، بل في أوروبا وحتى في إيطاليا.
وسعت الشركة لتحديث طرازها، وهيكلة المركبة من جديد، فتمكنت من صناعة مركبة جديدة، ساعدتها في استعادة مكانتها، خصوصا أنها سعت لتصغير حجمها، وإظهارها كبديل مناسب للطرق الأوربية المزدحمة، وكانت أفضل النجاحات للشركة، عندما تمكنت في عام 2001 من العودة للسوق الأمريكية من جديد.