بايدن يحارب كورونا بخطة طوارئ.. 3 ملامح رئيسية لوأد الفيروس
تشهد الولايات المتحدة مرحلة جديدة من الحرب على فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" مع تنصيب جو بايدن رئيسا جديدا للولايات المتحدة.
ويستعد الرئيس الجديد للولايات المتحدة، الذي يحمل رقم 46، لإنقاذ بلاده من أنياب فيروس كورونا بعدما فتك بالملايين على مدار أكثر من عام بـ"خطة إغاثة طارئة" تشمل عدة نقاط، أبرزها توفير اللقاحات بكثرة، وتنفيذ برنامج التطعيم الشامل، وأيضا التوسع في الاختبارات.
وأعلن رون كلاين، الذي اختاره بايدن لتولي منصب كبير موظفي البيت الأبيض، أن "اليوم التالي لتنصيب الرئيس الجديد يشهد توقيعه عددًا من الإجراءات التنفيذية للتحرك بقوة لتغيير مسار أزمة (كوفيد-19)، عبر اتخاذ إجراءات للتخفيف من انتشار المرض، وتوسيع الاختبارات وحماية العمال ووضع معايير واضحة للصحة العامة".
ملامح الخطة
استعرض موقع "هيلث لاين" healthline ملامح خطة الإغاثة الأمريكية الطارئة، التي أعلن عنها بايدن، وشملت نقاط عدة لمكافحة فيروس كورونا وتحسين الأوضاع الصحية والمعيشية والاقتصادية، أبرزها:
1- تكثيف التطعيمات ضد "كوفيد-19":
تقدم لقاحات فيروس كورونا المعتمدة طريقة للمساعدة في السيطرة على الوباء، لكن فقط إذا وصلت الجرعات إلى أذرع الناس. وقال بايدن في مؤتمر صحفي يوم 14 يناير، إن طرح اللقاح حتى الآن كان "فشلاً ذريعاً".
من بين أكثر من 30 مليون جرعة وزعتها إدارة ترامب على الولايات، تم إعطاء نحو 11 مليون فقط، وفقًا لبيانات من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).
يلمح بايدن إلى نهج عملي أكثر في التعامل مع الوباء، بما في ذلك توفير الموارد التي تحتاجها دولته لاحتواء الوباء، ويهدف إلى تلقيح 100 مليون شخص خلال أول 100 يوم له في منصبه، واصفًا هذه العملية بأنها واحدة من "أصعب العمليات" التي تقوم بها البلاد.
وينوي أيضًا استخدام بعض الأموال الفيدرالية لإنشاء مراكز تطعيم مجتمعية جديدة، وكذلك إطلاق عيادات تطعيم متنقلة على أمل الوصول إلى المزيد من سكان الريف.
وقال بايدن: "سيتعين علينا تحريك السماء والأرض لتلقيح المزيد من الناس، ولإنشاء المزيد من الأماكن لهم للحصول على التطعيم، وحشد المزيد من الفرق الطبية، وزيادة إمدادات اللقاح وإخراجها من المنزل في أسرع وقت ممكن".
تدعو الخطة إلى استثمار 20 مليار دولار في برنامج تطعيم وطني، بما في ذلك إطلاق مراكز التطعيم في المجتمع، واستخدام وحدات متنقلة للوصول إلى المناطق المعزولة، و50 مليار دولار لتوسيع الاختبار.
ووعد بايدن بإطلاق مواقع التطعيم الممولة اتحاديًا في أماكن مثل الملاعب وصالات الألعاب الرياضية المدرسية، حيث يعمل بها آلاف العمال، كما سيتم تفعيل الصيدليات لتقديم اللقاحات من خلال التعيين.
لا يهدف الرئيس الجديد فقط إلى تكثيف إنتاج اللقاح، لكنه اقترح استخدام قانون الإنتاج الدفاعي لتعزيز الإمداد بالضروريات الطبية الأخرى مثل الحقن.
2- تعزيز القوى العاملة في مجال الصحة العامة:
عانى نظام الصحة العامة في الولايات المتحدة من نقص التمويل لعقود، ما جعله غير قادر على الاستجابة بفعالية للوباء.
وتدعو خطة بايدن إلى توظيف 100000 عامل إضافي في مجال الصحة العامة للقيام بتتبع الاتصال والتوعية باللقاحات، مع التركيز بشكل كبير على مساعدة المجتمعات منخفضة الدخل والمحرومة.
3- تعزيز التأهب للوباء:
يعد الوباء بمثابة تذكير بأن التهديدات البيولوجية التي تظهر في أجزاء أخرى من العالم يمكن أن تهدد صحة الناس في الولايات المتحدة وأمن البلاد.
وتتطلب الاستجابة للتهديدات العالمية التنسيق بين الدول. وخلال فترة ترامب تراجعت الولايات المتحدة عن قيادتها العالمية، بما في ذلك الانسحاب من منظمة الصحة العالمية.
وتهدف خطة بايدن إلى "استعادة قيادة الولايات المتحدة على مستوى العالم"، بما في ذلك دعم الجهود الصحية والإنسانية الدولية، والعمل مع البلدان الأخرى لتطوير العلاجات وتبادلها.
هناك أيضًا اقتراح لزيادة الاستثمار في التسلسل الجيني والتقنيات الأخرى للمساعدة في تتبع سلالات الفيروس الجديدة، بما في ذلك المتغيرات الأكثر عدوى لفيروس كورونا التي تم تحديدها في المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا.
وأكد بايدن في خطابه أن وقف الوباء لن يحدث بين عشية وضحاها. وقال: "نحن مجهزون بشكل أفضل للقيام بذلك من أي دولة في العالم، لكن حتى مع كل هذه الخطوات الصغيرة سيستغرق الأمر وقتًا".
تكلفة الخطة
نقلت صحيفة "واشنطن بوست" ملامح خطة بايدن لمحاربة فيروس كورونا التي حملت عنوان "خطة الإنقاذ الأمريكية"، بقيمة نحو 1.9 تريليون دولار، بينها 400 مليار دولار مخصصة لمكافحة الوباء، والباقي يركز على الإغاثة الاقتصادية.
وتعد الخطة محاولة متعددة الأوجه من الإدارة الجديدة لإضعاف قبضة فيروس كورونا على الولايات المتحدة، الذي بدوره يضغط على الاقتصاد.
ووصف بايدن الخطة بأنها حزمة من الإجراءات الطارئة لتلبية الاحتياجات الاقتصادية والرعاية الصحية الفورية للبلاد، على أن تتبعها في فبراير/شباط خطة إغاثة أوسع سيكشف عنها في أول ظهور له أمام اجتماع مشترك للكونجرس.
وعلق: "نحن في خضم أزمة اقتصادية مع أزمة صحية عامة تحدث مرة واحدة في عدة أجيال. إن أزمة معاناة إنسانية عميقة تلوح في الأفق، وعلينا أن نتحرك الآن، فلا يمكننا تحمل التقاعس عن العمل".
تم تصميم الحزمة واسعة النطاق لاستهداف الأزمات المزدوجة التي يواجهها بايدن، مع توفير مساعدات مباشرة للعائلات والشركات والمجتمعات الأمريكية، والتركيز بشكل كبير على اختبار فيروس كورونا وإنتاج اللقاح وتقديمه باعتباره وباءً.
أيضا تحتوي الخطة على مجموعة من الأحكام التي تعتمد على نحو 4 تريليونات دولار خصصها الكونجرس بالفعل للتصدي للوباء، والتي تضمنت إجراءً وقعه ترامب ديسمبر/كانون الأول بقيمة 900 مليار دولار.
ووصف بايدن مرارًا مشروع القانون الأخير بأنه عمل غير مكتمل، قائلاً "سننهي المهمة. لدينا التزامًا أخلاقيًا لتقديم إغاثة سريعة".
وينقسم اقتراح بايدن إلى 3 مجالات رئيسية، تشمل:
- 400 مليار دولار لمخصصات مكافحة فيروس كورونا بمزيد من اللقاحات والاختبارات، مع إعادة فتح المدارس
- أكثر من 1 تريليون دولار كإغاثة مباشرة للأسر، بما في ذلك من خلال مدفوعات التحفيز وزيادة مزايا التأمين ضد البطالة.
- 440 مليار دولار لمساعدة المجتمعات والشركات، بما في ذلك 350 مليار دولار في شكل تمويل طارئ لحكومات الولايات والحكومات المحلية والقبلية.
يهدف الاقتراح إلى تنفيذ خطة بايدن لبرنامج التطعيم الشامل، وتخصيص 20 مليار دولار لهذا الهدف، إضافة إلى 50 مليار دولار لـ"التوسع الهائل" للاختبارات، و130 مليار دولار لمساعدة المدارس على إعادة فتح أبوابها بأمان.
ومن بين الأهداف العديدة المنصوص عليها في الاقتراح، يأمل بايدن تقديم 100 مليون حقنة لقاح في 100 يوم، وإعادة فتح غالبية المدارس العامة K-12 في ذلك الإطار الزمني.