هاتف بايدن-أردوغان.. صمت يثقل كاهل تركيا

يجد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه أمام مرحلة شاقة مع نظيره الأمريكي جو بايدن، الذي لم يجر أي اتصال معه حتى اليوم.

فإذا كانت العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا متوترة بالفعل في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، فإن ضغط بايدن على أنقرة يثير تساؤلات حول العلاقة مع حليف قديم في الناتو.

فقد أصبح خط الهاتف الهادئ في القصر الجمهوري قصة إخبارية رئيسية في أنقرة، لم تخل من الإشارة لصمت بايدن الذي يشي بنبرة أمريكية أكثر حدة وصرامة تجاه أردوغان.

فالرئيس الأمريكي جو بايدن أمضى أول شهر من رئاسته يجري مكالمات روتينية مع قادة العالم، لكن بالنسبة لنظيره التركي لم تحدث أبدا.

• رغم تودد تركيا.. مصر واليونان تبحثان التعاون بشرق المتوسط
• الناتو "قلق" إزاء تحركات تركيا في المتوسط وحصولها على إس-400

ورأى عدد من المسؤولين والمشرعين والخبراء -حسب فورين بوليسي- أن تجاهل بايدن لنظيره التركي سيتواصل "ما لم تهذب تركيا سلوكها وبسرعة".

مسار في العلاقات، يقول مراقبون إنه يعكس الخلاف وسنوات الصدام بين البلدين، العضوين بحلف شمالي الأطلسي (الناتو)، من الموقف في سوريا وشراء تركيا المنظومة الدفاعية الروسية إس 400.

وقالت النائبة أبيجيل سبانبيرجر، الديمقراطية عن ولاية فيرجينيا وعضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، إن "العلاقة تواجه تحديا كبيرا، ونحن لسنا في وضع يمكننا من الاعتماد على تركيا بنفس الطريقة التي اعتمدنا عليها، أو أن نشعر بالثقة في القدرة على الاعتماد عليها".

أما أيكان إردمير، كبير محللي الشؤون التركية في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، وهو نائب تركي سابق ومعارض للرئيس أردوغان، فاعتبر أن "هذه هي أدنى مستوى في العلاقات الثنائية بين البلدين".

وذكرت "فورين بوليسي" أن "بايدن ليس غريبًا على أردوغان، فبصفته كان نائبا للرئيس الأمريكي فقد قاد العلاقة من نقطة متدنية حينها بعد محاولة الانقلاب في تركيا عام 2016.

واعتبرت المجلة الأمريكية أن "الطريقة التي يتعامل بها بايدن مع حقل الألغام الدبلوماسي للعلاقات الأمريكية التركية بصفته القائد العام ستكون اختبارًا مهمًا لأجندته الخاصة بالسياسة الخارجية".

وأوضحت أن "بايدن يمكنه إصلاح العلاقات مع حليفه بالناتو وتخفيف ميول أردوغان الاستبدادية المتزايدة".

لكنها أشارت إلى أن "النهج العدواني لأردوغان بالسياسة الخارجية يخلق أزمة محتملة تنتظر إدارة بايدن".