التفاؤل يسود ألمانيا بعد تنصيب بايدن رئيسا لأمريكا
استقبل لفيف من الساسة الألمان بتفاؤل وترحاب، تولي جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة رسميا الأربعاء.
ويبدو أن سنوات تقطع الصلات التي طالما ربطت بين طرفي الأطلسي، ولت إلى غير رجعة، على الأقل في نظر لفيف من الساسة الألمان الذين عبروا عن تفاؤلهم بتولي جو بادين رئاسة الولايات المتحدة رسميا.
وخلال سنوات حكم الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، شهدت العلاقات الأمريكية الألمانية توترا وصداما لم يحدثا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في 1945، وباتت العلاقات التي لطالما كانت وثيقة وقوية، ضعيفة ومتراجعة.
إلا أن الساسة في ألمانيا ينظرون بعين التفاؤل إلى إدارة بايدن وقدرتها على إعادة العلاقات العابرة للأطلسي إلى سابق قوتها، وهو ما ظهر جليا في تعليقاتهم مساء الأربعاء.
وبالتزامن مع حفل تنصيب بايدن، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في تصريحات للقناة الثانية بالتلفزيون الألماني "زي دي إف": "في الأربع سنوات الماضية، رأينا ما تعنيه أمريكا، أولا: لا تصويت ولا مناقشات"، مضيفا "بايدن أراد تغيير ذلك".
وتابع: "أنا سعيد جدا لأن الوقت قد حان مرة أخرى لعودة العلاقات لسابق عهدها"، متابعا "نحن بحاجة إلى الولايات المتحدة في مواجهة تحديات كبيرة".
فيما قال أولف شولتز، وزير المالية الألماني ونائب المستشارة، على حسابه بموقع "تويتر": "مع بايدن، ستعود الديمقراطية وسيادة القانون إلى البيت الأبيض"، مضيفا "أتطلع للعمل معا وأوقات من التفاهم المتبادل".
أما ماركوس زودر، حاكم ولاية بافاريا "جنوب"، وأحد المرشحين لخلافة أنجيلا ميركل، فكتب على حسابه بتويتر: "أعيد بناء الجسر العابر للأطلسي.. وعلينا أن نرفع الأنقاض التي سببها ترامب".
وقال أرمين لاشيت، رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي الألماني الحاكم، على تويتر أيضا: "حرر الجنود الأمريكيون مسقط رأسي في 1944، وضمنوا حرية برلين والعالم الحر"، مضيفا "مستقبلنا يمكن في إحياء الصداقة العابرة للأطلسي".
4 سنوات من الصدام
منذ تولي ترامب السلطة في 20 يناير 2017، عانت العلاقات العابرة الأطلسي، وبالأخص العلاقات الأمريكية الألمانية من تراجع حاد وغير مسبوق، تجلى في أن أصبح الرئيس المنتهية ولايته، أول رئيس أمريكي ينهي فترته دون زيارة برلين منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وبدأ التوتر بين برلين وواشنطن على خلفية إصرار الثانية على التزام الأولى باتفاق أعضاء حلف شمال الأطلسي "الناتو" في 2014، الذي ينص على رفع الدول الأعضاء مساهمتها المالية في ميزانية الحلف إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2024.
لكن برلين ترغب في رفع مساهمتها في ميزانية الحلف البالغة حاليا 1.16% من ناتجها المحلي الإجمالي، بشكل تدريجي، ولا تعلن خطة واضحة لتحقيق هدف "الناتو"، وهو ما يغضب الإدارة الأمريكية بشدة.
ولم يتوقف عند ذلك، حيث أعلن وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر وقتها، قبل أشهر، أن الولايات المتحدة قررت سحب حوالي 12 ألف من جنودها من ألمانيا، لإعادة نشر جزء منهم في بلجيكا وإيطاليا، في خطوة حملت الكثير من التداعيات على العلاقات بين البلدين,
وتعارض الولايات المتحدة بشدة "نورد ستريم 2" الذي يمر عبر بولندا وأوكرانيا، لنقل الغاز الروسي إلى ألمانيا، وفرضت بالفعل عقوبات على الشركات العاملة في المشروع، وترى أنه يقوي النفوذ الروسي في أوروبا، ويمنعها من بيع المنتجات البترولية الأمريكية في القارة الأوروبية.
وبالإضافة إلى خط الأنابيب، تسبب الملف الإيراني في أزمة كبيرة في العلاقات الأمريكية الألمانية منذ مايو 2018، حين قرر ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم في 2015، وضغط على الدول الأوروبية لاتخاذ نفس الخطوات.
لكن ألمانيا، وفرنسا وبريطانيا قادوا موقفا أوروبيا يرفض الانسحاب من الاتفاق، ويتمسك به، ويرفض أيضا العقوبات الأمريكية على طهران والشركات والكيانات المتعاملة تجاريا معها، بل سعت هذه الدول إلى التحايل على العقوبات الأمريكية عبر نظام أوروبي للتعاملات المالية مع الدولة الآسيوية، وهو ما أغضب الولايات المتحدة بشدة في حينه.
aXA6IDMuMTM5Ljg3LjExMyA= جزيرة ام اند امز