تُقصي نتنياهو.. ريتشارد هاس يقدم خطة جريئة لـ«إنقاذ» واشنطن من غزة
في محاولة لحفظ ماء وجه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في حرب إسرائيل على غزة، تقدم ريتشارد هارس، الرئيس السابق لمجلس العلاقات الخارجية لفترة طويلة، بخطة لإنقاذ الإدارة الحالية.
وأجرى هاس، محادثات مع كبار المسؤولين في إدارة بايدن، بمن فيهم نائبة الرئيس كامالا هاريس، طارحا عليهم خطة جريئة لتغيير السياسة حول الحرب بين إسرائيل وحماس.
- وزير خارجية لاتفيا لـ«العين الإخبارية»: حل الدولتين هو السبيل لسلام دائم بالشرق الأوسط
- حرب غزة بيومها الـ134.. خان يونس «ساحة خراب» و«الناصر» يحتضر
ويرى هاس ضرورة فصل الرئيس بايدن نفسه عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أضرت حملته العسكرية على غزة بمصداقية الولايات المتحدة في الخارج وشعبية الرئيس في الداخل، مقترحا قيام بايدن بالتوجه إلى إسرائيل لإلقاء خطاب – ربما أمام الكنيست –لعرض رؤيته مباشرة على الشعب الإسرائيلي، وفقا لصحيفة بوليتكو الأمريكية.
وتوصل هاس، الذي عمل سابقاً في وزارة الخارجية في إدارتي بوش، إلى هذه الفكرة بعد المخاوف تجاه تحدي إسرائيل لتحذيرات واشنطن من الخسائر البشرية واسعة النطاق جراء قصف قطاع غزة والتهديد بزعزعة استقرار الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة إلى أن هاس عرض الفكرة في يناير/كانون الثاني على هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، وآخرين، لكن رد فعل كبار المسؤولين على اقتراحه كان باهتا، وفقا لمصادر مطلعة.
وترى الصحيفة أن تحرك هاس، البالغ من العمر 72 عامًا، يسلط الضوء على الإحباط الذي يخيم على مجتمع السياسة الخارجية الأمريكية. ومع تحرك إسرائيل نحو عملية عسكرية في منطقة رفح في قطاع غزة، والتي حذرت منها إدارة بايدن وحلفاء آخرون، فمن غير المرجح أن تهدأ هذه المخاوف قريبا.
ورغم اختيار الإدارة، على الأقل في الوقت الحالي، عدم إظهار الاستقلال على نطاق واسع عن حكومة نتنياهو، لكنها اتخذت سلسلة من الخطوات للانفصال عن الحكومة الإسرائيلية، وفي بعض الحالات، لمساعدة الفلسطينيين.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، بدأ بايدن فرض عقوبات على المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين المتهمين بارتكاب أعمال عنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية. كما أصدر مذكرة تهدف إلى تعزيز الجهود الأمريكية لمراقبة ما إذا كانت الدول التي تتلقى المساعدات العسكرية الأمريكية تنتهك حقوق الإنسان.
كما تعمل إدارته على تكثيف الضغوط على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، وخاصة الدقيق.
لكن إحباط إدارة بايدن تجاه نتنياهو أعمق بكثير مما يمكن لأي مسؤول في الإدارة أن يعبر عنه علنًا.
وكان بايدن قد أخبر كبار مساعديه ومستشاريه، بلغة ملتهبة في بعض الأحيان، أنه كثيرا ما يجد نتنياهو عنيدا وغير معقول، وفقا لثلاثة أشخاص مطلعين على المحادثات الخاصة.
ويتساءل بعض مسؤولي إدارة بايدن سرًا عما إذا كان نتنياهو – الذي تدهورت شعبيته بسبب هجوم حماس – يرى فرصة سياسية في المضي قدمًا في الحرب. وقال جيرالد فيرستين، المسؤول الكبير السابق في وزارة الخارجية والخبير في شؤون الشرق الأوسط، أن رئيس الوزراء قد يرى أيضًا مكاسب، خاصة بين الناخبين الإسرائيليين اليمينيين المتطرفين، في الوقوف في وجه الولايات المتحدة.
وقال: “نعلم جميعًا أن جو بايدن مزاجي ولديه مخاوفه الخاصة بشأن انتخاباته الرئاسية التي ستأتي في غضون بضعة أشهر. أعتقد أنه في الواقع بدأ ينفد صبره تجاه نتنياهو، وقد بدأ ذلك يظهر بوضوح".
ويشير مساعدو البيت الأبيض إلى أنه حتى في الأيام الأولى للحرب، ضغط بايدن على إسرائيل للسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة وحذر نتنياهو من ارتكاب نفس الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001.
وبحسب الصحيفة، فقد تصل الخلافات قريباً إلى درجة الغليان مع تخطيط إسرائيل لشن هجوم بري على منطقة رفح في قطاع غزة. وقال مسؤول أمريكي مطلع على الوضع إن فريق بايدن يرى أن العملية “كارثة من الأفضل تجنبها”.
وحذر بايدن نتنياهو من المضي قدما في الهجوم دون خطة جادة لحماية المدنيين، وهي الرسالة التي كررها في اتصال هاتفي مع نتنياهو يوم الخميس. لكن نتنياهو لم يعط أي إشارة إلى أنه يعيد النظر في العملية. وإذا تجاهل التحذيرات، فقد يبدو بايدن عاجزاً بشكل كبير على الساحة العالمية.