دعم عائلة كينيدي.. معنى عميق بالنسبة لبايدن
وسط عائلة كاثوليكية إيرلندية فخورة من الطبقة المتوسطة، نشأ الرئيس الأمريكي جو بايدن، حيث كانت عائلة كينيدي السياسية العريقة تحظى بشعبية كبيرة باعتبارها تجسيدا للحلم الأمريكي.
وكشف بايدن عن أن روبرت ف. كينيدي الأب، ألهمه ليصبح مدافعًا عامًا ويترشح في النهاية لمنصب الرئاسة.
وقال السيناتور الديمقراطي السابق تيد كوفمان الذي كان رئيسًا لموظفي بايدن منذ فترة طويلة ولا يزال صديقًا مقربًا "كان آل كينيدي، كمجموعة، هم الأشخاص الذين صاغوا ليس فقط حياته السياسية، بل حياته بوجه عام".
لذا، عندما احتشدت عائلة كينيدي الأيرلندية الكاثوليكية خلف بايدن الأسبوع الماضي في فيلادلفيا بتأييد كامل لحملة إعادة انتخابه، وفضلته على ابنها المرشح المستقل روبرت إف كينيدي جونيور، لم يكن الأمر مجرد نصرا سياسيا إنما أيضا انتصارا شخصيًا كبيرًا.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن مصادر مطلعة اشترطت عدم الكشف عن هويتها قولها إن بايدن أخبر أحد مساعديه أن يوم الخميس كان أحد أفضل أيام حملته.
وضمت الفعالية الانتخابية أكثر من عشرة أفراد من عائلة كينيدي الممتدة، بما في ذلك ستة من أشقاء كينيدي جونيور، وتأثر بايدن بشكل خاص عندما قالوا إن الرئيس هو المرشح الذي يحمل إرث عائلتهم.
واعتبر بايدن أن تقديمه من قبل عائلة كينيدي هو "الأكثر أهمية في حياتي باستثناء تلك التي قدمتني فيها أختي".
وتأمل عائلة كينيدي أن يساعد تأييدهم بايدن سياسيا خاصة وأن حملة كينيدي جونيور الرئاسية المستقلة تهدد بسحب الأصوات من الرئيس الديمقراطي مما يثير القلق داخل الحزب من أن يؤدي ذلك إلى تزايد فرص المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
ويمكن أن تتوقف النتيجة على بضعة آلاف من الأصوات في الولايات الرئيسية، ويقول العديد من الديمقراطيين إنهم خسروا البيت الأبيض في عامي 2000 و2016 بسبب حركات التمرد التي قام بها طرف ثالث.
وقالت مصادر مطلعة إن حملة كينيدي جونيور مؤلمة بالنسبة للعائلة التي شعرت بالإحباط عند ترشحه في البداية ضد بايدن داخل الحزب الديمقراطي لكنها تجاهلت الأمر لثقتها في قدرة الرئيس على هزيمته.
ولكن مع ترشحه كمستقل وقدرته على الوصول إلى صناديق الاقتراع في جميع أنحاء البلاد شعر آل كينيدي بقلق متزايد بشأن قدرته على التأثير على الانتخابات والإضرار بإرث العائلة.
وتحتل عائلة كينيدي مكانة غير عادية في الخيال السياسي الأمريكي حيث كان الرئيس جون إف. كينيدي رئيساً شاباً يتمتع بشخصية كاريزمية ساهم في تنشيط جيل من الأمريكيين حتى اغتياله الصادم في عام 1963.
وكان العديد من الديمقراطيين ينظرون إلى شقيقه روبرت، باعتباره تجسيداً للمثالية المأساوية بعد اغتياله في عام 1968 أثناء حملته الانتخابية للرئاسة.
وبينما فاز أعضاء الجيل التالي أيضًا بمناصب سياسية، لم يصعد أي منهم إلى ذروة التأثير السياسي والثقافي لآبائهم لكن يظل سحر كينيدي قائما بالنسبة للعديد من الناخبين الديمقراطيين، وخاصة الأكبر سنا.
وأجرى العديد من أفراد العائلة محادثات واضحة مع كينيدي جونيور حول ترشحه ولكن دون جدوى، وفي ظل قناعتهم بأنه لن ينسحب من السباق تزايدت رغبة العائلة في تأييد بايدن علنا.
ورفض، العديد من أفراد العائلة التعليق مباشرة على حملة كينيدي جونيور لكنهم انتقدوا تصريحاته بشأن بعض القضايا مثل اللقاحات لكنهم حرصوا على عدم تأطير تأييدهم لبايدن باعتباره توبيخًا صريحًا لقريبهم.
من جانبه، لم يعلق كينيدي جونيور على فعالية يوم الخميس الماضي لكنه قال قبلها "سمعت أن بعض أفراد عائلتي سيؤيدون الرئيس بايدن اليوم.. أنا سعيد لأنهم نشطون سياسيا.. إنه تقليد عائلي" وأضاف "نحن منقسمون في آرائنا ولكننا متحدون في حبنا لبعضنا البعض".