أوباما وبيلوسي وبايدن.. هل يحسم رفقاء الدرب «القرار الأصعب»؟
اثنان من أبرز الشخصيات في الحزب الديمقراطي، يعملان في هدوء خلف الكواليس، لترميم ما أفسدته مناظرة بايدن.
إنهما الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، اللذان يعتبران من أقوى الشخصيات وأكثرها شعبية في الحزب الديمقراطي، بحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية.
في هذه الأثناء، قالت شبكة "سي إن إن"، إن الديمقراطيين يسعون بشدة إلى إنهاء حالة الاقتتال الداخلي المحبط حتى يتمكنوا من العودة إلى محاولة التغلب على الخصم الجمهوري دونالد ترامب، في الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
ولهذا، يأملون المساعدة في تحقيق ذلك إما عبر أوباما وإما بيلوسي، حيث يعتبرون أن الاثنين قادران على إنهاء المشاحنات الداخلية حول عمر الرئيس وقدرته العقلية، وحتى استمرار ترشحه لولاية ثانية، على اعتبار أنهما من الديمقراطيين القلائل الذين يهتم بايدن برأيهم بالفعل.
أوباما
ووفق "بوليتيكو"، يعمل أوباما وبيلوسي كعناصر في مناورة الحزب لدفع الرئيس جو بايدن إلى الخروج من محاولته المتعثرة لإعادة انتخابه.
فأوباما الذي كان على اتصال مع أيقونة هوليوود والمتبرع الديمقراطي جورج كلوني قبل أن ينشر الممثل مقالته الصاخبة في صحيفة "نيويورك تايمز" يوم الأربعاء والتي دعا فيها بايدن إلى التنحي كمرشح في الانتخابات.
وفي حين أن أوباما لم يشجع كلوني أو ينصحه بقول ما قاله، إلا أنه لم يعترض عليه أيضا، حسبما قال أشخاص مطلعون على الحوار الذي دار بينهما، لصحيفة "بوليتيكو".
وبرز الرئيس السابق كواحد من أوائل الأصوات الكبيرة التي تدافع عن بايدن بعد أدائه المتعثر في المناظرة الرئاسية أمام خصمه الجمهوري دونالد ترامب، الشهر الماضي.
بيلوسي
وفي الوقت نفسه، انخرطت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، وهي حليفة قديمة لبايدن، في بعض المناورات الأكثر نشاطا.
إذ صاغت بعناية ما أرادت قوله يوم الأربعاء في برنامج “Morning Joe”، مما جعل القادة الديمقراطيين على اطلاع على نواياها قبل أن تقترح في البرنامج أنه يجب على بايدن أن يتخذ قرارا سريعا بشأن ما إذا كان سيتنحى.
وقال أحد الأشخاص المقربين من بيلوسي، للصحيفة، إن هذه التعليقات كان المقصود منها أن تكون بمثابة ضوء أخضر خفي، وتهدف إلى تشجيع الأعضاء على التحدث عن رغبتهم في رؤية التغيير على رأس القائمة، وتحذير بايدن من إعادة النظر في البقاء في السباق.
علاوة على ذلك، وفي محادثات خاصة مع المشرعين، كانت رئيسة البرلمان السابقة صريحة بشأن الوضع المزري الذي يجد الحزب نفسه فيه الآن.
ووفق ستة مشرعين وأعضاء في البرلمان تحدثوا معها أو على دراية بالمحادثات التي أجرتها، توقعت بيلوسي أن بايدن لن يفوز في الانتخابات القادمة، واقترحت أن يتنحى.
وأمام ذلك، نصحت بعض الديمقراطيين في الولايات المتأرجحة بالقيام بكل ما يتعين عليهم القيام به لتأمين إعادة انتخابهم، حتى لو كان ذلك يعني مطالبة بايدن بالتخلي عن مكانه على قمة القائمة.
ومع ذلك، حثّت بيلوسي هؤلاء الأعضاء بالانتظار حتى تنتهي قمة الناتو المنعقدة في واشنطن (انتهت أمس الخمس) احتراما لبايدن وللأمن القومي بشكل عام.
وقيل إن بعض الأعضاء قد بدؤوا بالفعل في صياغة بيانات لما يريدون قوله، وهم على استعداد للتخلي عنها بمجرد مغادرة القادة الأجانب المدينة.
وبالنسبة للأعضاء الذين ليسوا في ولايات متأرجحة، شجعتهم بيلوسي على تقديم مناشداتهم لبايدن للتنحي مباشرة إلى البيت الأبيض أو الحملة الانتخابية.
لكن متحدثا باسم بيلوسي نفى أنها تلعب أي دور في محاولة إجبار بايدن على التنحي.
وقال المتحدث “لقد اعترفت رئيسة مجلس النواب بيلوسي، علنا وسرا، بالمخاوف التي عبر عنها الكثيرون”. مضيفا في بيان لكنها في الأيام الأخيرة رددت أكثر من مرة أنها تدعم تمامًا كل ما يقرر الرئيس بايدن القيام به”.
وبايدن متمسك بالتذكرة رغم العثرات
وما زال بايدن (81 عاما) يُصر على ترشحه للانتخابات الرئاسية وهزيمة ترامب، غير أنه ارتكب هفوات إضافية عززت القلق حيال قدراته على تولي المنصب.
وكانت أحدث زلاته، أمس الخميس، خلال قمة الناتو، بتقديمه نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أنه "الرئيس بوتين"، قبل أن يُصحح خطأه.
كما أنه قدَّم نائبته كامالا هاريس باسم "ترامب"، خلال الكلمة نفسها.
ويقول مراقبون ووسائل إعلام أمريكية إن هذه تمثل انتكاسة جديدة للمرشح الديمقراطي الذي يتعرض لضغوط متزايدة للانسحاب من السباق الرئاسي بسبب مخاوف بشأن صحته الذهنية.
وأكد بايدن، أنه يعتبر نفسه المرشح "الأكثر كفاءة" لمواجهة ترامب".
ولفت إلى أنه خضع لثلاثة فحوص عصبية مكثفة ومتواصلة أجراها طبيب أعصاب، كان آخرها "في فبراير/شباط الماضي، مضيفا "أنا بخير. قُدراتي العصبية يجري اختبارها يوميا من خلال القرارات التي أتخذها كل يوم".
وشدد على "أهمية تهدئة المخاوف" المتعلقة بترشحه للرئاسة.
aXA6IDE4LjIyMS4yNy41NiA= جزيرة ام اند امز