قمم أمريكا وروسيا.. كتب 2021 تطفئ مدفأة 1985؟
من ريجان وجورباتشوف إلى بايدن وبوتين، يرتسم مسار طويل لعلاقات أمريكية روسية تختزلها مدفأة وكتب.
فمن خلال اختيار فيلا جنيف المجهزة جيدا للقمة التي انطلقت اليوم الأربعاء بين الرئيسين الأمريكي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين، كان الدبلوماسيون يقتبسون صفحة من قمة عام 1985 بين الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان وزعيم الاتحاد السوفيتي السابق ميخائيل جورباتشوف، حيث حددت صورة الرجلين أمام المدفأة نغمة المحادثات الجادة بشأن الحد من الأسلحة التي ستتبعها.
أما خزائن الكتب التي أحاطت ببايدن وبوتين داخل فيلا "لاغرانج" التي تعود للقرن الثامن عشر، فقد رسمت صفحات طويلة من ملفات عالقة يُنتظر أن تُطرح على طاولة القمة التي تتابعها "العين الإخبارية".
فداخل المبنى التاريخي المطل على بحيرة جنيف الهادئة، سيدفع الرئيس الأمريكي "خصمه" في الهجمات الإلكترونية ، وأوكرانيا، والتدخل في انتخابات البيت الأبيض والمعارض الروسي أليكسي نافالني.
"هجوم وديع" في منطقة محايدة يأتي عقب فترة من آخر شرس استبق القمة التاريخية، ونعت خلاله بايدن نظيره الروسي بالكثير من الأوصاف كـ"قاتل" و"شخص ليس لديه روح"، قبل أن تلطف بحيرة جنيف الأجواء وتقذف بمصافحة بين الرجلين سبقتها لهجة ودية تجاه بوتين الذي وصفه الرئيس الأمريكي بأنه "سياسي محترف".
مخاوف من أسلاك تعثر
وصباحا، حلقت طائرة الرئيس الروسي فوق بحيرة جنيف، وهبطت في الساعة 12.27 بتوقيت المدينة السويسرية، قبل أن ينطلق بموكب إلى مكان القمة، في الموعد المحدد.
وبعد دقائق تبعه بايدن، حيث كان في استقبالهما الرئيس السويسري غاي بارملين، محاطا بالأعلام الروسية والأمريكية والسويسرية، قبل التقاط الصور للرئيسين الأمريكي والروسي وهما يتصافحان أمام القصر.
ولم تخف الصور الابتسامة التي علت وجهي الرئيسين الأمريكي والروسي، اللذين يأملان في أن تؤدي القمة إلى علاقات أكثر استقرارا، على الرغم من أنهما لا يزالان على خلاف حول كل شيء من الحد من التسلح مرورا بالقرصنة الإلكترونية وصولا للتدخل في الانتخابات وأوكرانيا.
وفي ترحيبه بضيوفه، قال بارملين إنه يأمل في أن يكون هناك "حوار مثمر بما يعود بالنفع على بلديهما والعالم بأسره".
وقبل اجتماع الأربعاء، صرّح بايدن بأنه يسعى إلى علاقات "مستقرة يمكن التنبؤ بها" مع روسيا على الرغم من المزاعم بأن بوتين قد تدخل في الانتخابات الأمريكية.
بوتين من جانبه، أحضر في جيبه إلى جنيف قائمة بملفاته، في أول رحلة له إلى الخارج منذ تفشي فيروس كورونا في عام 2020.
وسبق أن أعرب بوتين عن غضبه من دعم الولايات المتحدة لحكومة أوكرانيا والمعارضة في روسيا وبيلاروسيا المجاورة، فضلا عن توسيع الناتو في أوروبا الشرقية.
وفي الوقت الذي يسعى فيه الجانبان إلى أرضية مشتركة بشأن قضايا الخلاف سابقة الذكر، تبرز أسلاك التعثر التي يمكن أن تعرقل المحادثة، ما يثير التوقعات بقمة حذرة يحاول الجانبان الإبحار فيها دون التسبب في أية فضيحة.
وإلى قمة فيلا جنيف، أحضر بايدن وبوتين كبار المستشارين الدبلوماسيين والعسكريين، بينهم وزير الخارجية سيرجي لافروف ورئيس الأركان العامة الروسي فاليري جيراسيموف، المسؤولان عن تطوير عقيدة "الحرب المختلطة"، ومن الطرف الأمريكي حضر وزير الخارجية أنتوني بلينكن وآخرون.
حدث كبير لم تفوته كبريات وسائل الإعلام حول العالم، التي انتدبت موفديها إلى جنيف للمشاركة في المحادثات التي أغلقت معظم وسط المدينة، بما في ذلك الساحل الخلاب للبحيرة.