بايدن «في حيرة» من نوايا إسرائيل تجاه رفح.. ورد «قاسٍ» مرتقب
التوغل الإسرائيلي في رفح خط أحمر بالنسبة للرئيس الأمريكي جو بايدن، وستكون لديه خطوات عقابية.
هذا ما قالته صحيفة الغارديان البريطانية، في تقرير صباح اليوم الأربعاء، إذ تؤكد أن التوغل الإسرائيلي في رفح يشكل تحديا صارخا لإدارة بايدن، كما يعترف المسؤولون الأمريكيون أن الأيام المقبلة ستكون ذات أهمية بالنسبة للعلاقات الأمريكية - الإسرائيلية، على أقل تقدير.
وأثناء مراقبة الخطوة التالية لإسرائيل في رفح، من المقرر أن تقدم وزارة الخارجية أيضا، اليوم الأربعاء، تقييما رسميا إلى الكونغرس، بموجب مذكرة الأمن القومي التي وقعها بايدن في فبراير/شباط، لتقييم ما إذا كانت قوات الجيش الإسرائيلي ترتكب جرائم حرب.
لحظة الحقيقة
إنها لحظة الحقيقة بالنسبة لسياسة بايدن تجاه إسرائيل والفلسطينيين، حسب الغارديان، أو على الأقل لحظة تصبح المراوغة المستمرة فيها من قبل تل أبيب أكثر صعوبة.
ولا يزال هناك قليل من الفسحة المتبقية أمام إسرائيل، حيث أشار مسؤولون بوزارة الخارجية الأمريكية إلى أن تقرير التقييم قد لا يتم تسليمه في الوقت المحدد، أي اليوم، ولكن قد يتأخر يوما أو يومين.
أما بالنسبة لرفح، فيمكن القول إن الاستيلاء على المعبر يختلف عن الهجوم على المدينة نفسها، ويمكن اعتباره نوعا من الأعمال التي أوصت به الولايات المتحدة بدلا من الهجوم الشامل، لذلك ربما لا يزال هناك وقت وإن كان قليلا ليتم الكشف عما إذا كان بايدن خدع أم لا.
حيرة أمريكية؟
ويقول المسؤولون الأمريكيون، وفق الصحيفة البريطانية، إنهم لا يستطيعون حقا تقييم ما إذا كان التهديد الذي طالما تم التلويح به من الجانب الإسرائيلي بشن هجوم على رفح يهدف إلى الحصول على شروط أفضل لوقف إطلاق النار من حماس، أو ما إذا كانت مشاركة تل أبيب في تلك المفاوضات مجرد ستار من الدخان لاستعداداتها العسكرية.
ولفتوا إلى أن كلا الأمرين يمكن أن يكونا صحيحين، مما يشير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه ربما يلعب بتلك التهديدات، ولم يقرر بعد بنفسه قرارا نهائيا بشأن رفح. وإذا كان هذا هو وقت اتخاذ القرار بالنسبة للرئيس الأمريكي، فهو أيضا وقت حاسم بالنسبة لرئيس الحكومة الإسرائيلية.
نتنياهو لا يقرر بمفرده
ولا يستطيع نتنياهو أن يتخذ القرار بمفرده، وقد أصر على أن القرارات الحاسمة بشأن الحرب يتم اتخاذها من قبل مجلس الوزراء الحربي المكون من 3 رجال يتقاسمون المسؤولية والمسائلة.
كما أنه مقيد أيضا بالأعضاء اليمينيين المتشددين في حكومته الأمنية الأوسع، الذين هددوا بإسقاط ائتلافه إذا عقد اتفاقا مع حماس وتخلى عن الهجوم على رفح، وقد يؤدي ذلك إلى إنهاء مسيرته السياسية وتركه يواجه اتهامات خطيرة بالفساد دون حماية.