«صفقة روسيا» وأوكرانيا وغزة.. 3 ملفات على مائدة بايدن وشولتز
يجري المستشار الألماني أولاف شولتز، الجمعة، محادثات مع الرئيس الأمريكي جو بايدن تركّز على مواصلة الدعم العسكري لأوكرانيا.
وأمس الخميس، التقى المستشار الألماني العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين والجمهوريين في حفل عشاء بواشنطن، ودعا في ختامه إلى دعم أوكرانيا على جانبي الأطلسي.
وكتب شولتز على منصة إكس (تويتر سابقا) "كان من الجيد التحدث مجددا مع أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من كلا الجانبين. أوكرانيا بحاجة إلى دعمنا حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها ضد العدوان الروسي"، على حد قوله.
وتقول موسكو إن تحركها في أوكرانيا يهدف إلى حماية الناطقين بالروسية في البلد السوفياتي السابق، بعد تعرضهم للاضطهاد على يد من تصفهم روسيا بـ"النازيين الجدد".
ومن المقرر أن يتصدر جدول الأعمال التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط، إذ تستعر الحرب الإسرائيلية ضد حماس، فيما نفّذت واشنطن ضربات على أهداف مرتبطة بإيران بعد الهجمات على الجنود الأمريكيين.
وتعد الولايات المتحدة أكبر داعم عسكري لكييف، فيما تحل ألمانيا في المرتبة الثانية. ويأتي اجتماع شولتز وبايدن بعد نحو عامين على بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وأرسلت واشنطن وبرلين، إلى جانب غيرهما من الدول، مختلف أنواع الأسلحة والدعم إلى أوكرانيا. لكن لم تعد كييف تحقق أي تقدّم يذكر في ظل تزايد الشكوك حيال إمكان تقديم حلفاء كييف الغربيين المزيد من الدعم، وهو أمر يرجّح بأن يصب في مصلحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقبل مغادرته متوجّها إلى واشنطن الخميس، حضّ شولتز الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على تكثيف الجهود لتقديم الدعم إلى أوكرانيا.
وقال إن على حلفاء أوكرانيا الغربيين أن "يبعثوا برسالة واضحة جدا للرئيس الروسي فيلاديمير بوتين مفادها بأن عليه ألا يتوقع تراجع دعمنا، بل سيتواصل لمدة كافية وسيكون كبيرا بما يكفي".
فوضى "الشيوخ"
لكن في الولايات المتحدة، يواجه طلب البيت الأبيض تخصيص مساعدات عسكرية لكييف بقيمة تناهز 60 مليار دولار تعثرا في أروقة الكونغرس.
وتجاوزت الحزمة أول عقبة الخميس عندما صوّت النواب الأمريكيون لصالح النظر فيها، لكن معارضة حلفاء المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد ترامب اليمينيين تعني بأن إقرارها ما زال صعب المنال.
ويتعارض ذلك مع الوضع في أوروبا حيث اتفق قادة الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي على مساعدات بقيمة 50 مليار يورو (54 مليار دولار) لأوكرانيا، متجاوزين معارضة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان على مدى شهور.
وأعرب شولتز عن أمله أن يساعد ذلك بايدن في تمرير الحزمة في الولايات المتحدة.
وفي مقال نُشر في "وول ستريت جورنال" قبل الزيارة، حذّر من أن انتصار روسيا في أوكرانيا "سيغيّر بشكل جذري وجه أوروبا" ويسدد "ضربة قوية للنظام العالمي الليبرالي".
وإن كان المشهد في أوروبا يبدو مشجّعا أكثر بالنسبة لكييف، إلا أن هناك مؤشرات أيضا على شعور متزايد بالإنهاك مع تواصل الحرب.
إذ أقر مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأسبوع الماضي بأن التكتل سيزوّد أوكرانيا بأكثر بقليل من نصف القذائف المدفعية البالغ عددها نحو مليون التي تعهد بإرسالها بحلول مارس/آذار.
توتر في الشرق الأوسط
ووُجّهت اتهامات لبلدان مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا بعدم دعم هذه الجهود، في حين وُجّهت انتقادات حتى لألمانيا لرفضها تقديم الصواريخ البعيدة المدى التي تطالب بها كييف.
وستركز محادثات الجمعة أيضا على الشرق الأوسط حيث لا يبدو أن الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ أربعة أشهر على غزة قد تنتهي قريبا.
وازدادت حدة التوتر بعد مقتل جنود أمريكيين في الأردن أواخر يناير/كانون الثاني، في أولى الخسائر العسكرية الأمريكية جراء هجمات في المنطقة منذ اندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وحمّل بايدن فصائل موالية لإيران مسؤولية الهجوم، في حين نفّذت واشنطن ضربات استهدفت مجموعات موالية لإيران في سوريا والعراق.
وقام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بآخر زيارة له إلى المنطقة الأسبوع الماضي، رغم أنه لم ينجح في ضمان وقف لإطلاق النار.
ودعمت ألمانيا بشكل ثابت إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها، لكنها حذّرت مرارا في الوقت ذاته من مخاطر اتساع رقعة النزاع، بينما كثّفت الدعوات لإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وقد يتطرق المسؤولان إلى تبادل محتمل للسماح بالإفراج عن الصحفي الأمريكي إيفان غيرشكوفيتش المسجون في روسيا، بينما ترغب موسكو في إطلاق سراح روسي مدان في ألمانيا بتهمة اغتيال انفصالي شيشاني.
واقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقابلة الخميس مبادلة موسكو الصحفي المحتجز بتهمة "التجسس" بشخص "قتل مجرما في عاصمة أوروبية لأسباب وطنية".
aXA6IDE4LjIyMi4yMC4yNTAg جزيرة ام اند امز