بايدن وهجمات سبتمبر.. صدمة القطار وخطاب الوحدة
كان السيناتور الأمريكي جو بايدن يتحدث هاتفيا مع زوجته وهو على متن قطار عندما اصطدمت طائرة ثانية بمركز التجارة العالمي.
وقال بايدن: "يا إلهي. يا إلهي. يا إلهي. جيل (زوجته)، ما هذا؟ طائرة أخرى.. البرج الآخر".
كان ذلك أول رد فعل لبايدن الذي كان يتقلد حينها منصب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ، على الهجمات الدامية التي استهدفت الولايات المتحدة في 11 سبتمبر/أيلول 2001، وأسفرت عن مقتل نحو 3 آلاف شخص.
وطبقًا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، كان بايدن على متن قطار الساعة 8:35 صباحا المتجه من ويلمنجتون إلى واشنطن – كما كان بمعظم فترات الصباح–، عندما اصطدمت طائرتان ببرجي مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك.
واليوم السبت، يحيي بايدن مع الأمريكيين ذكرى مرور عقدين من الزمن على الهجمات الإرهابية بزيارة ثلاثة مواقع كانت محل وقوع الهجمات.
وفي مذكراته "وعود للوفاء بها: في الحياة والسياسة"، يصف بايدن كيف سعى لإظهار القوة والوحدة أمام الجمهور الأمريكي القلق في ذلك اليوم المشؤوم.
وكتب أيضًا عن بعث رسالة للرئيس آنذاك جورج دبليو بوش الذي أنهى بايدن حربه في أفغانستان لاحقا بانسحاب فوضوي ودموي.
وعندما نزل بايدن من القطار، قال إنه شاهد ضباب دخان بني في السماء خلف قبة الكابيتول. حيث كانت طائرة ثالثة قد ضربت لتوها مقر وزارة الدفاع البنتاجون.
واتجه إلى الكابيتول الذي تم إخلاؤه إلى جانب مباني مجلس النواب والكونجرس، وأصر بايدن السيناتور وقتها، أثناء حديثه مع ابنته التي ناشدته مغادرة واشنطن، على أن الكابيتول هو الأكثر أمانا، حتى بينما كان يتوقع الناس أن طائرة أخرى متجهة ناحية المبنى، ونقل قادة الكونجرس إلى مخبأ.
"أود الدخول"، هكذا قال بايدن للضابط بعدما صعد سلالم الكابيتول وحاول دخول المبنى، لكن الضابط رفض السماح له بالمرور.
وقالت ليندا دوغلاس، التي كانت مراسلة بـ"إيه بي سي نيوز" حينها، إنها رأت بايدن والسيناتور الجمهوري آنذاك جون وارنر يناقشان "من له أقدمية؛ لأن بايدن أراد استدعاء الكونجرس مرة أخرى لعقد جلسة."
وأضافت دوغلاس في مقابلة مع "سي إن إن"، أن "بادين شعر حقًا أنه من المهم عودة الحكومة للعمل."
ولفتت إلى أنها عندما أجرت المقابلة مع بايدن، كان بوش على متن طائرة "آير فورس وان" الرئاسية، وكان نائب الرئيس ديك تشيني في مخبأ آمن، فيما نقل قادة الكونجرس إلى مكان آمن.
وطبقًا لنص البث، قال بايدن إن الولايات المتحدة ستتعقب المسؤولين عن الهجمات، وحث الناس على الهدوء.
وأضاف: "هذه الأمة كبيرة للغاية وقوية جدا ومتحدة جدا، الكثير من القوة فيما يتعلق بتلاحمنا وقيمنا لندع هذا يفرقنا. ولن يحدث هذا".
من جانبه، كان النائب السابق بوب برادي من فيلادلفيا، صديق بايدن منذ عهد بعيد، معه معظم ذلك اليوم، وقال إنه كان يوصل السيناتور وشقيقه إلى المنزل عندما اتصل الرئيس من الطائرة الرئاسية ليشكر بايدن على خطابه".
وكتب بايدن عن مكالمه مع بوش في كتابه، يقول إن الرئيس حينها أخبره أنه متجه إلى مكان غير معلوم؛ لأن أجهزة الاستخبارات نصحته بعدم العودة للعاصمة.