هل يعقد مقتل شيرين أبو عاقلة مساعي بايدن لتنقية الأجواء قبل زيارته للمنطقة؟
ربما كان توقيت مقتل الصحفية الفلسطينية التي تحمل الجنسية الأمريكية شيرين أبو عاقلة الأسوأ بالنسبة للبيت الأبيض الذى يسعى لتنقية الأجواء بقدر المستطاع قبل زيارة مزمعة للرئيس جو بايدن للمنطقة خلال أسابيع قليلة.
وكان عزوف إدارة بايدن عن ملفات الشرق الأوسط وفي مقدمتها: احتواء الخطر الإيراني ومكافحة الإرهاب وعملية السلام في الشرق الأوسط وعدم إبداء الالتزام التقليدي تجاه حلفاء الولايات المتحدة بالمنطقة، واضحا منذ الفترة الأولى في رئاسته العام الماضي.
فإدارة بايدن شطبت جماعة الحوثيين الانقلابية في اليمن والمدعومة من إيران من لائحة الإرهاب، مما أثر سلبا على مجريات الحرب الدائرة هناك بين المليشيات الإرهابية والتحالف العربي والحكومة اليمنية الشرعية من جهة أخرى.
الحياد السلبي
ومثّل "الحياد الأمريكي السلبي" في الملف اليمني دافعا لدى المليشيات المدعومة من إيران لمزيد من عملياتها الإرهابية بحق السعودية ودولة الإمارات فضلا عن انتهاكاتها للشعب اليمني.
وفي هذا السياق، قال مايكل روبين، الباحث في معهد أمريكان إنتربرايز: "لقد منح الشطب من القائمة الحوثيين، والأهم من ذلك، رعاتهم الإيرانيين، شعوراً بالإفلات من العقاب".
كما أدى الشطب من القائمة إلى سلب الجهود الدولية لمنع إمداد الحوثيين وتمويلهم، بحسب المصدر نفسه.
وفي ملف السلام بالشرق الأوسط، فبعدما أكد فريق بايدن الانتخابي على "محورية حل الدولتين" بالنسبة لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إلا أن الاهتمام بهذا الملف تراجع بشكل كبير بعد ذلك.
حتى إنه بعد اندلاع حرب الـ11 يوما بين إسرائيل وقطاع غزة في مايو/أيار من العام الماضي، عجزت إدارة بايدن بشكل شبه كامل في احتواء الموقف، في مقابل الدور المصري الذي كان حيويا في هذا الإطار.
ترميم جسور التواصل
ونقلت "أسوشيتد برس" عن محللين انتقادهم لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي قام بزيارة المنطقة بعد وقف العنف، وقال بعضهم إنه "آخر من يأتي من الضيوف".
وكان عزوف إدارة بايدن عن الملفات في الشرق الأوسط بشكل أساسي بسبب تركيزها على مواجهة الصين وبناء التحالفات في منطقة الهند والمحيط الهادئ، وترميم جسور التواصل عبر الأطلسي الذي أضعفته علاقات تجارية أوروبية مع الصين وروسيا.
ومع اندلاع الحرب في أوكرانيا، وسعي إدارة بايدن لبناء تحالف عالمي ضد حكومة الرئيس فلاديمير بوتين، تكشفت الشقوق الكبيرة التي أصابت نسيج الصلة بين واشنطن وحلفاء الشرق الأوسط في ظل إدارة بايدن.
وفي ظل مساع عديدة من واشنطن لإصلاح العلاقات مع الشركاء الأساسيين، وردت الأنباء عن زيارة بايدن للمنطقة.
وفي حين لم يكشف البيت الأبيض حتى الآن عن جدول الزيارة ومحطاتها، إلا أن مسؤولا إسرائيليا قال لشبكة "سي إن إن" إن بايدن سيزور إسرائيل بعد قبول دعوة للقيام بذلك خلال مكالمة هاتفية في أبريل/نيسان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالى بينيت.
تنقية الأجواء
وعبر هذه الزيارة، يأمل فريق بايدن في إصلاح العلاقات وتنقية الأجواء مع شركاء المنطقة.
أما في ملف الأمن الإقليمي والحرب على الإرهاب، فقال رمزي عز الدين رمزي وهو سفير مصري ومسؤول أممي سابق في مقال بصحيفة الشرق الأوسط، إن "واشنطن ربما تسعى عبر زيارة بايدن إلى التصديق على العملية التي كانت تأمل إسرائيل أن تكون أطلقتها في اجتماع النقب في مارس/آذار الماضي، الذي استغله وزير الخارجية الإسرائيلي للإعلان عن تدشين ما وصفه بـ"هيكل أمني إقليمي جديد في الشرق الأوسط.. لردع أعدائنا المشتركين، أولاً وقبل كل شيء إيران ووكلاؤها".
وربما يبعث هذا رسالة غير مباشرة لطمأنة حلفاء المنطقة في ملف الأمن الإقليمي، لا سيما في الوقت الذي تسير فيه الجهود لإعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني.
فريق بايدن سعى أيضا إلى إرسال عدة رسائل مسبقة تشير إلى تجدد اهتمام واشنطن بحل الدولتين وبعملية السلام بشكل عام.
ونقلت "سي إن إن" عن مسؤول إسرائيلي أن بايدن يفكر في زيارة القدس الشرقية، وكذلك قد يزور مستشفى المقاصد الذي يقدم خدماته الطبية للفلسطينيين، بمن فيهم سكان الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال مصدر إسرائيلي لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إن بايدن لن يصطحب معه مرافقين إسرائيليين.
ومن المرجح أن يُنظر إلى زيارة بايدن إلى تلك المنطقة على أنها بادرة دعم للفلسطينيين، لا سيما بعدما أوقف سلفه دونالد ترامب المساعدات الممنوحة لهذا المستشفى.
وقبل زيارته المزمعة أيضا، أكد بايدن التزام بلاده بـ"مواصلة العمل من أجل تحقيق السلام في المنطقة"، وذلك خلال محادثات هاتفية مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الذي يرتقب اجتماعه مع الرئيس الأمريكي غدا الجمعة بالبيت الأبيض.
وفي غضون ذلك، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانا قبل أيام يندد بخطط إسرائيل في التوسع بالمستوطنات في الضفة الغربية من خلال بناء آلاف الوحدات السكنية.
aXA6IDEzLjU5Ljk1LjE3MCA= جزيرة ام اند امز
