النفط حديث الشرق والغرب.. صدمة في أمريكا ورسائل إيجابية من "أوبك+"
تصدر الحديث عن النفط أرجاء العالم الثلاثاء، حيث أبدى وزراء طاقة في أبوظبي تخوفهم من الأوضاع العامة للسوق بينما قفز البنزين في أمريكا.
البداية من أبوظبي حيث المؤتمر العالمي للمرافق، إذ قال سهيل المزروعي، وزير الطاقة الإماراتي، الثلاثاء، إن تقلبات سوق النفط مرتبطة بعوامل خارج إطار أوبك+ لمنتجي النفط مثل إقدام بعض المشترين على مقاطعة موردين معينين.
وأضاف المزروعي: "التقلب الشديد ليس بسبب العرض والطلب بل لأن البعض لا يريد شراء خامات معينة ويستغرق المتعاملون وقتا للانتقال من سوق إلى أخرى".
وتابع "فكرة محاولة مقاطعة نفط معين ستكون محفوفة بالمخاطر بغض النظر عن الدوافع وراء ذلك".
والإمارات عضو في أوبك+ التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" ومنتجين آخرين منهم روسيا.
وتابع الوزير "نحاول أن نجتمع كل شهر فقط لمراقبة السوق ونزيد الإنتاج بقدر الحاجة".
واتفقت أوبك+ في وقت سابق هذا الشهر على زيادة أخرى بسيطة في المستوى المستهدف لإنتاجها الشهري قائلة أنه لا يمكن إلقاء اللوم على المجموعة في تعطل الإمدادات الروسية وإن إجراءات الإغلاق الصينية بسبب كوفيد-19 تهدد توقعات الطلب.
كذلك اتفقت المجموعة على زيادة المستوى المستهدف للإنتاج في يونيو حزيران 432 ألف برميل يوميا تماشيا مع خططها القائمة لإنهاء تدريجي لخفض نفذته في عام 2020 عندما أضرت جائحة كورونا بالطلب متجاهلة دعوات دول غربية لزيادة أكبر.
وقال المزروعي إن ارتفاع هوامش تكرير النفط وليس مجرد سعر الخام يرفع تكاليف الوقود بالنسبة للمستهلكين.
وزير الطاقة السعودي
من جهته، قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان في المؤتمر نفسه إن التركيز على أسعار النفط المرتفعة وليس على ارتفاع تكلفة البنزين والديزل على سبيل المثال أمر يبعث على الدهشة.
وأضاف أن الأزمة الأوكرانية أمر يتعلق بأوروبا وروسيا موضحا أن أوبك تترك السياسة خارج مقر اجتماعاتها.
وارتفعت أسعار النفط الأسبوع الماضي بعد أن اقترحت المفوضية الأوروبية فرض حظر تدريجي على النفط الروسي. لكن الموافقة على الاقتراح تأجلت وسط طلبات من الدول الأعضاء في شرق أوروبا للحصول على إعفاءات وامتيازات.
كم تبلغ أسعار النفط اليوم؟
تراجعت أسعار النفط في تعاملات مضطربة اليوم في حين توازن الأسواق بين أثر عقوبات الاتحاد الأوروبي على النفط الروسي وبين المخاوف المتعلقة بالطلب الناتجة عن إجراءات الإغلاق لمكافحة كوفيد-19 في الصين والدولار القوي والمخاوف من ركود اقتصادي.
وبحلول الساعة 0924 بتوقيت جرينتش، تراجعت أسعار خام برنت 88 سنتا أو 0.8 بالمئة إلى 105.06 دولار للبرميل.
وبلغ خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 102.43 دولار للبرميل، بانخفاض 75 سنتا أو 0.7 بالمئة.
واستقر الدولار قرب أعلى مستوياته في 20 عاما مما جعل النفط أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى.
وأظهرت أحدث بيانات أن نمو الصادرات الصينية تباطأ لأقل من 10 بالمئة إلى أدنى مستوياته في نحو عامين مع توسعة نطاق قيود كورونا في البلاد.
الوضع في أوكرانيا
وتتحسب أسواق المال كذلك لمخاوف من أن بعض الاقتصادات الأوروبية قد تواجه مشكلات إذا ما تقلصت وارداتها من النفط الروسي بدرجة أكبر أو إذا ما ردت روسيا بقطع إمدادات الغاز.
وفي الولايات المتحدة أظهر استطلاع أولي أجرته رويترز عن البيانات الأسبوعية أمس الإثنين أن مخزونات الخام ونواتج التقطير والبنزين انخفضت على الأرجح الأسبوع الماضي.
كما أثر تأخر المفوضية الأوروبية في فرض حظر على واردات النفط الروسي كذلك على أسعار العقود الآجلة.
ومما يزيد الضغوط على المعروض اتفاق مجموعة الدول الصناعية الكبرى السبع على خفض تدريجي لواردات النفط الروسي.
ماذا عن أسعار البنزين في أمريكا؟
ارتفعت أسعار بيع البنزين بالتجزئة في الولايات المتحدة، الثلاثاء لتسجل رقما قياسيا جديدا متجاوزة الرقم القياسي المسجل في مارس، إذ تواجه المصافي العالمية أزمة أدت إلى صعود الأسعار قبل موسم الصيف حيث يزيد السفر بالسيارات.
وقالت جمعية السيارات الأمريكية إن متوسط سعر التجزئة للجالون بلغ 4.374 دولار في وقت مبكر اليوم الثلاثاء، متجاوزا الرقم القياسي السابق البالغ 4.331 دولار.
ومنذ 30 مارس، خسرت العقود الآجلة لخام برنت7%، لكن العقود الآجلة للبنزين ارتفعت بنسبة 9.4% مسجلة رقما قياسيا يوم الجمعة بلغ 3.7590 دولار للجالون قبل البيع يوم الإثنين.
انتعاش الطلب
أدى إغلاق المصافي بسبب أعمال الصيانة المقررة سلفا والاضطرابات إلى رفع أسعار الوقود حتى مع اتخاذ الولايات المتحدة ودول أخرى خطوات لتعزيز إمدادات الخام في جميع أنحاء العالم.
تتضاءل مخزونات الوقود العالمية مع انتعاش الطلب إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا. وحدث شُح في الإمدادات بشكل أكبر في أعقاب غزو أوكرانيا والعقوبات اللاحقة على روسيا من الولايات المتحدة وحلفائها.
خسر العالم مليون برميل من طاقة التكرير و1.5 مليون برميل من إمدادات النفط منذ بداية جائحة كورونا، حسب تقديرات قدمها مايك جينينجز الرئيس التنفيذي لشركة سنكيلر كورب يوم الإثنين، مضيفا "يمثل ذلك 2.5% من الاستهلاك العالمي... إنه رقم كبير".
aXA6IDMuMTQ0LjQyLjE3NCA= جزيرة ام اند امز