ندم الانسحاب من الانتخابات.. بايدن يكشف سر القرار الأصعب
لم يكن انسحاب الرئيس جو بايدن من سباق الرئاسة مجرد خطوة عادية، بل لحظة محورية أثارت جدلا في الأوساط السياسية، وصاغت اللحظة الراهنة.
حينها وجد بايدن نفسه مضطرا لاتخاذ قرار وصفه البعض بأنه "التنازل القسري" لصالح نائبته كامالا هاريس.
لكن في مقابلاته الأخيرة لم يُخفِ بايدن شعوره بالإحباط والمرارة، مشيرا إلى أنه كان يعتقد أنه المرشح الأكثر قدرة على مواجهة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وفقا لما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "يو إس إيه توداي".
انسحاب بايدن جاء بعد تصاعد الضغوط من داخل الحزب الديمقراطي، حيث فقد الدعم من بعض القواعد الحزبية إثر أداء ضعيف في المناظرات الانتخابية وتصاعد المخاوف بشأن تقدمه في العمر وقدرته على إكمال فترة رئاسية ثانية.
وبينما يرى البعض أن الخطوة جاءت كضرورة سياسية للحفاظ على فرص الحزب في مواجهة منافسه الجمهوري، يعكس حديث بايدن شعورا واضحا بالتهميش وعدم تقدير دوره وإنجازاته، بحسب الموقع الأمريكي.
وقال بايدن في مقابلة هذا الأسبوع إنه يعتقد أنه كان بإمكانه هزيمة ترامب لو ظل هو المرشح الديمقراطي، مضيفا "من الغرور أن أقول ذلك، لكنني أعتقد نعم، كان بإمكاني هزيمة ترامب".
لكن الرئيس كان أقل يقينا بشأن قدرته على إنهاء ولايته الثانية في حال فوزه بها، مشيرا إلى أنه كان سيكون في سن 86 عاما في نهايتها.
وتابع بايدن: "عندما ترشح ترامب مرة أخرى لولاية ثانية اعتقدت حقا أن لدي أفضل فرصة لهزيمته، لكنني أيضا لم أكن أرغب في أن أكون رئيسا عندما أكون في سن 85 أو 86 عاما".
وتساءل "من يدري؟ حتى الآن، الأمور تسير على ما يرام، ولكن من يدري كيف سأكون عندما أبلغ 86 عاما؟".
وعلى الرغم من أن هاريس لم تحقق الفوز في انتخابات 2024 يرى العديد من المشرعين الديمقراطيين البارزين أنها ساعدت الحزب في تجنب كارثة انتخابية بعد أن حلّت محل بايدن الذي فقد ثقة معسكره بعد أداء كارثي في مناظرة ضد ترامب في يونيو/حزيران.
وقالت النائبة أنجي كريغ، وهي ديمقراطية تمثل دائرة انتخابية متأرجحة في مينيسوتا، لشبكة "إن بي سي": "لو بقي بايدن مرشحا للحزب الديمقراطي أعتقد أن ترامب كان سيحصل، في تقديري، على 30 إلى 40 مقعدا في مجلس النواب" أكثر من الحصيلة الحالية.
في المقابل، هناك رأي آخر يقول إن بايدن كان يسجل أرقاما سيئة للغاية في مواجهة ترامب باستطلاعات الرأي قبل الانسحاب، وإن تأخر انسحابه ضيّق فرصة هاريس في الفوز في الانتخابات، وجعلها تقود أقصر حملة رئاسية في التاريخ الأمريكي.