تشكيليون يشيدون بعودة بينالي القاهرة وجودة الأعمال الفنية
الحدث الفني البارز الذي انطلقت أولى دوراته في 1984، وتوقف في 2010، يقدم الفنون التشكيلية بمختلف صورها من لوحات ومنحوتات ووسائط سمعية.
أشاد تشكيليون مصريون بعودة بينالي القاهرة بعد سنوات من الانقطاع، ورأوا في الدورة الـ13 مناسبة تستحق الاحتفال، لافتين إلى أن البينالي يعد متنفساً مهما للحركة التشكيلية في مصر، التي عانت كثيرًا خلال السنوات الـ8 الماضية، التي توقف فيها بينالي القاهرة منذ عام 2011.
وانطلقت فعاليات الدورة الـ13 من بينالي القاهرة الدولي، الإثنين، بمشاركة 78 فناناً من 52 دولة، بعد توقف دام 8 سنوات.
وتعني كلمة "بينالي" الإيطالية الأصل، معرضا تشكيليا دوريا يقام كل عامين، ويُقدم الحدث الفني البارز، الذي انطلقت أولى دوراته في 1984، وتوقف في 2010، الفنون التشكيلية بمختلف صورها من لوحات ومنحوتات ووسائط سمعية وبصرية وأعمال تركيبية.
وتُقام الدورة الجديدة تحت شعار "نحو الشرق"، وتستمر حتى 8 أغسطس/ آب في قصر الفنون، ومتحف الفن المصري الحديث بساحة الأوبرا، وكذلك مجمع الفنون (قصر عائشة فهمي) بالزمالك.
ويحل الفنان الفرنسي جيرار جاروست، البالغ من العمر 73 عاماً، الذي تزين أعماله قصر الإليزيه وكاتدرائية "إيفري" في فرنسا ومسرح "نامور" البلجيكي، ضيف شرف على البينالي.
وقال الفنان التشكيلي شريف عبدالبديع "إن الوسط التشكيلي في مصر كانت لديه تخوفات كبيرة من توقف بينالي القاهرة بشكل نهائي، خاصة أن هذا التوقف استمر لمدة 8 سنوات".
وتابع في تصريحات لـ"العين الإخبارية": "عودة بينالي القاهرة بمثابة عيد فني وثقافي للوسط الثقافي والتشكيلي المصري بوجه عام"، معتبراً أن البينالي كرنفالاً فنيًا له أهمية كبيرة.
وأشاد "عبدالبديع" بالمستوى الذي ظهر عليه البينالي عقب عودته، قائلاً: "المستوى متميز؛ وجميع الحاضرين قدموا مشاركات مهمة، كما أن وجود 50 فناناً إضافة قوية تؤكد وتثري العودة القوية للبينالي، الذي نتمنى ألا يتوقف مجددًا، لأن استمراره يضمن التأكيد على المكانة المتميزة للقاهرة كعاصمة ثقافية عربية، ويعمق من قوة تأثيرها".
ومن جهتها، أكدت الفنانة التشكيلية سعاد عبدالرسول، أن السنوات التي توقف فيها البينالي عزلت الحركة التشكيلية المصرية، لأن البينالي يعد رابطاً قوياً بينها وبين الحركة التشكيلية عربياً وعالمياً.
وتابعت "عبدالرسول" في تصريحاتها لـ"العين الإخبارية": "كانت التخوفات من عدم إقامة البينالي مصدرها ضعف مصادر التمويل، وعدم القدرة على احتضان وإقامة هذا الحدث الكبير، ولكن ما حدث كان مفاجأة لنا جميعًا، لأننا لم نشهد عودة البينالي كحدث عادي أو مجرد عودة من أجل العودة، مع التحجج بقلة مصادر التمويل وضعف الموارد المالية، ولكن العودة كانت قوية ومبهرة، بفضل اشتراك أكثر من 50 دولة من مختلف أنحاء العالم، وهو ما يُعد إضافة قوية للبينالي الذي يحظى بسمعة طيبة، لا على المستوى العربي فقط، بل يحظى بسمعة عالمية".
واعتبر الفنان سامح إسماعيل اشتراك أكثر من فنان تشكيلي أفريقي في بينالي القاهرة رسالة مبهجة ومؤثرة وقوية، وفرصة لتوطيد العلاقات الفنية مع الأشقاء الأفارقة الذين نجهل منجزهم الفني.
وتابع "إسماعيل": "من يرى أحداث وفعاليات البينالي التي جاءت على نحو مختلف ومتنوع، سيجد نفسه أمام حدث فني كبير، ولعل هذه العودة القوية لبينالي القاهرة تحفز المسؤولين على الاهتمام بإقامته باستمرار، وعدم تأجيله تحت أي ظرف، لما يقدمه من إضافة وقيمة فنية كبيرة لمصر".
وتشارك في البينالي 12 دولة عربية، من بينها الإمارات والسعودية والكويت وتونس والمغرب والأردن ولبنان والعراق وسوريا، بينما يشارك من مصر 7 فنانين، هم: أحمد البدري وأحمد قاسم وحازم المستكاوي ورضا عبد الرحمن وعصام درويش ومروة عادل ويوسف نبيل.
وتتشكل لجنة التحكيم برئاسة النمساوية فليسيتاس تون هونشتاين، وعضوية الفرنسية كاترين دافيد، والأمريكية إميليا جونز، والإسبانية تيريسا جرانداس، والفرنسية أنابيل تينيز، واختارت اللجنة المنظمة للبينالي الفنان الفرنسي جيرار جاروست "ضيف شرف" الدورة الـ13، تماشياً مع عام مصر- فرنسا.
ويشار إلى أن قيمة جوائز "البينالي" زادت في هذه الدورة، كما استحدثت جائزتان ليبلغ مجموع الجوائز 5 جوائز بدلاً من 3.
وذهبت الجوائز الخمس الأخرى، وقيمة كل منها 150 ألف جنيه (نحو تسعة آلاف دولار)، إلى العراقي صادق الفراجي، والأردني أيمن يسري، والنمساوية برجيت كوفانس، والمصري أحمد البدري، وكيم هيتشيون من كوريا الجنوبية.
"بينالي القاهرة" هو معرض شامل لجميع أنواع الفنون، تأسس على يد وزير الثقافة المصري الأسبق فاروق حسني سنة 1984، وتوقف عقب الدورة الـ12 في ديسمبر/ كانون الأول 2010.